زاد الاردن الاخباري -
تمكنت السلطات الإسبانية من القبض على مغني الراب البريطاني عبدالمجيد عبدالباري، بعد التحاقه بتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.
وأكدت وسائل إعلام بريطانية، ومنها غارديان والتايمز، هويته بعد ساعات قليلة من إعلان وكالة الشرطة الوطنية في مدريد اعتقال مواطن مصري ورجلين آخرين في شقة في مدينة الميريا جنوبي إسبانيا.
وجرد عبد الباري الذي ينحدر من لندن ويلقب بـ"لي جني" من جنسيته البريطانية بسبب صلاته مع داعش، وقد اختفى عن الأنظار بعد هزيمة التنظيم في العراق وسوريا، وكان يعتقد أنه قتل.
ونقلت الغارديان عن مصادرها أن عبد الباري اعتقل بعد وقت قصير من دخوله إسبانيا قادما من الجزائر، وأظهر مقطع فيديو نشرته الشرطة الوطنية الإسبانية ثلاثة رجال يخرجون من شقة سكنية ووجوههم مغطاة.
وفي وقت سابق اعتقد البعض أن عبدالمجيد هو نفسه الإرهابي «الجهادي جون»، عضو تنظيم داعش الذي ظهر في فيديو وهو يذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي، غير أنه تبين لاحقا أن «الجهادي جون» هو في الأصل محمد أموازي. ويعد عبدالمجيد واحدا من أكثر المطلوبين خطورة في أوروبا، بسبب مساره الإجرامي في داعش وكذلك الخطر الكبير الذي يمثله؛ وكان في طريقه إلى موطنه في الشرق الأوسط عندما اعتقل مع رجلين آخرين في شقة بمدينة ألميريا.
مصادر بريطانية أكدت لصحيفة الغارديان أن الرجل الخطير هذا هو عبدالمجيد عبدالباري البريطاني من أصل مصري، البالغ من العمر 29 عاماً
اشتهر كما "الذباح جون" بلقب "جزار أو ذباح داعش" ، بعد أن انضم إلى التنظيم الإرهابي عام 2013 في الرقة، قبل أن يهرب إلى تركيا عام 2015، ويتسلل بطريقة غير شرعية إلى الأراضي الإسبانية.
إلا أن لعبد الباري تاريخاً إرهابياً متأصلاً، فهو نجل عادل عبد الباري، الذي أدين سابقا بتفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا والتي أدت إلى مقتل 213 شخصا.
خلال حياته غرب لندن، مارس غناء "الراب" لفترة قصيرة، باسم Lyricist Jinn و L Jinny ، ضمن فرقة تحمل اسم "المثلث الأسود".
إلا أنه بعد الانغماس في التعاليم المتطرفة، ترك حياته وأصدقاءه السابقين.
سجل الشاب العشريني تاريخاً شرساً ودموياً في صفوف داعش ما بين 2013 و2015.
وغالباً ما كان يظهر في منشورات وفيديوهات ملوحا برأس مقطوعة ومهدداً الغرب بعظائم الأمور
خلط الإعلام كثيرا بينه وبين الذباح جون، إذ كان يعتقد أنهما الشخص عينه، قبل أن يتبين لاحقاً أن جون ما هو إلا محمد اموازي.
عرف عبد الباري جون الجزار و4 آخرين من فرقة "البيتلز" الدموية التي اشتهرت بذبح الرهائن وترويع المعتقلين، من خلال بعض الدوائر غرب لندن، ولكن الصحيفة البريطانية استبعدت أن يكون قد عمل معهم عن كثب في سوريا.
اختفى لسنوات عام 2015، فسادت تكهنات بأنه قُتل مع انهيار ما تقهقر ما يسمى بـ"الخلافة الداعشية" منذ أواخر عام 2015.
إلا أن مسؤولين بريطانيين طلبوا من السلطات التركية البحث عنه، بعد أن أفادت معلوماتهم باحتمال فراره إلى تركيا، إلا أن أنقرة أكدت أنها فقدت أثره بحلول أواخر عام 2015.
فرُجِح أن يكون قد استخدم طريق المهاجرين النشط آنذاك للهرب إلى وسط أوروبا عبر اليونان.
إلى ذلك، أفادت معلومات بأن عبد الباري كان لديه صديقة إسبانية قابلها عبر الإنترنت عام 2017، لربما ساعدته بالوصول إلى البلاد.
يشار إلى أن الشرطة الإسبانية كانت أعلنت في بيانها أمس أن عناصر داعش الثلاثة احتجزوا أنفسهم في شقة وسط إجراءات إغلاق صارمة مفروضة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، لكنهم كانوا "يقومون ببعض الجولات بشكل منفصل ودائما كانوا يرتدون كمامات لتجنب اكتشافهم".
وتمت التوقيفات في سيرو دي سان كريستوبال، وهو حي تاريخي في ألمرية عاصمة مقاطعة تسمى أيضاً ألمرية، وتشتهر بشوارعها الضيقة المليئة بالنوادي الليلية ومزيج من المباني القديمة والجديدة المؤدية إلى قصر القصبة في المدينة، وهو حصن بناه العرب في القرن العاشر.
وجردت السلطات البريطانية عبدالمجيد من جنسيته البريطانية بسبب صلاته مع الجماعة الإرهابية؛ فيما نشأ في لندن واستخدم اسماء «كاتب الأغاني جن» و«إل جني» أثناء مشواره كمغني راب، وأنجز أغنيات حول استخدام المخدرات والعنف وتجربته كطالب لجوء إلى بريطانيا.