زاد الاردن الاخباري -
سيطرت قوات مكافحة الشغب امس الاربعاء على دوار اللؤلؤة وسط المنامة واضعة حدا داميا لاعتصام المطالبين بالتغيير في البحرين، فيما فرض الجيش حظرا جزئيا للتجول في وسط العاصمة.
وقتل ثلاثة متظاهرين وشرطيان في مواجهات تفريق المعتصمين في الدوار. كما توفي شرطي ثالث متأثرا بجروح اصيب بها اول من امس الثلاثاء في قرية شيعية جنوب العاصمة، بحسب مصادر رسمية ومن المعارضة.
واعلن الجيش البحريني الاربعاء حظرا للتجول من الساعة الرابعة عصرا حتى الساعة الرابعة فجرا في المناطق الحساسة بوسط المنامة لا سيما في منطقة دوار اللؤلؤة والحي المالي والدبلوماسي. كما منع الجيش اي شكل من اشكال التجمع في كافة انحاء المملكة غداة اعلان الملك حالة الطوارئ.
وشارك في الهجوم على دوار اللؤلؤة المئات من رجال الامن غداة اعلان حال الطوارئ في البلاد التي توقفت فيها الحياة بشكل شبه كامل، فيما دعا زعيم المعارضة الشيعية في البلاد الى عدم مواجهة قوات الامن. وشوهدت النيران تتصاعد من عدة خيام كان المعتصمون نصبوها في الدوار، فيما ارتفعت اعمدة من الدخان الاسود الكثيف من المكان.
واطلقت شرطة مكافحة الشغب عشرات القنابل المسيلة للدموع كما استخدمت البنادق لتفريق المتظاهرين ذات الغالبية الشيعية المعتصمين في الدوار منذ التاسع عشر من شباط (فبراير) للمطالبة باسقاط الحكومة والاصلاح. وقال خليل مرزوق (نائب مستقيل) عن كتلة جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيس في البلاد "هناك ثلاثة شهداء وكثير من الجرحى" في الهجوم على دوار اللؤلؤة. واضاف ان "الوضع مأساوي" في البحرين و"الجيش والامن يعملان على قتل الناس"، كما اشار الى ان "القرى "الشيعية" حول المنامة محاصرة".
وقال مرزوق ان "مستشفى السلمانية "في وسط المنامة" محاصر" وكذلك مستشفيات اخرى عامة وخاصة، متهما السلطات باعاقة نقل المصابين الى المستشفيات واستخدام "الرصاص الحي في عدة مناطق من البحرين". واكد ناشط انسحب من دوار اللؤلؤة "لم يكن هناك مجال للمقاومة بسبب عدد القوات التي دخلت".
من جهتها، اعلنت وزارة الداخلية البحرينية ان شرطيين قتلا دهسا خلال تفريق المعتصمين في دوار اللؤلؤة، وذلك بعد ان اعلنت في وقت سابق وفاة شرطي متأثرا بجروحه بعد ان دهس في منطقة شيعية جنوب المنامة.
واعلنت الوزارة ايضا "تطهير" مجمع السلمانية الطبي اكبر مستشفى في البحرين، من متظاهرين تحصنوا فيه. واعلن وزير الصحة نزار البحارنة، وهو شيعي، في اعقاب ذلك استقالته.
وبعد السيطرة على دوار اللؤلؤة، بدأت مركبات مصفحة بازالة الحواجز التي وضعها المتحجون في وسط المنامة وبفتح طرقات الحي المالي الدبلوماسي، فيما سمعت طلقات نارية ولم تسجل مقاومة تذكر من قبل المتظاهرين، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وازاحت المركبات المصفحة بعض الحواجز فيما كانت مروحيات تحلق فوق المكان. وكان المتظاهرون اغلقوا كل الطرقات المؤدية الى مرفأ البحرين المالي ومركز التجارة العالمي والحي الدبلوماسي في وسط المنامة.
من جهته، ندد الشيخ علي سلمان الامين العام لحركة الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيس بالبلاد، بالهجوم على دوار اللؤلؤة وقال انه "عمل عسكري" و"يشبه ما يقوم به النظام الليبي".
وقال سلمان في اتصال مع قناة الجزيرة ان الجيش البحريني "لا يتعاطى مع الشعب كأنه شعبه بل كأنهم اعداء"، منددا بوجود "قسوة بالغة في الدوار وفي مناطق اخرى".
ودعا سلمان المحتجين الى "عدم المواجهة مع قوات الامن والمحافظة على ارواح الجميع"، مؤكدا "سلمية الانتفاضة بالرغم من العنف المستخدم". واعتبر سلمان ان "الحل لا يخرج من افواه الدبابات والبنادق. الحل بين شعب وحكومة يجب ان يأتي بالاطر السلمية".
واشار الى ان قرار ارسال قوات خليجية من درع الجزيرة "خاطئ" اذ "ليس هناك هجوم خارجي بل انتفاضة حقيقية تتطالب بالاصلاح"، على حد قوله.
ووجه سلمان "استغاثة الى الهيئات الدولية والى الامين العام للامم المتحدة ليتدخلوا من اجل حماية المدنيين الذين يواجهون قوات امن تتعامل معهم على انهم اعداء".
وكان رجال دين شيعة بحرينيون كبار دعوا خلال الليل المجتمع الدولي والعالم الاسلامي للتدخل من اجل منع وقوع "مجزرة" في المملكة.
الى ذلك، اعلن رسميا اغلاق البورصة في البحرين اضافة الى المدارس والجامعات حتى اشعار آخر. واكد بيان لوزارة التربية والتعليم نقله تلفزيون البحرين "اغلاق المدارس والجامعات ورياض الاطفال الرسمية والخاصة حتى اشعار آخر". كما اعلنت بورصة البحرين على موقعها الالكتروني اغلاق البورصة "بسبب اعلان حالة الطوارئ في البلاد".
وبدت حركة السير في الطرقات شبه معدومة فيما انتشرت مدرعات الجيش البحريني عند مفترقات الطرق الرئيسية، وعلى الجسور في العاصمة وخارجها.
واغلقت قوى الجيش والامن كل المداخل المؤدية الى قلب المنامة. وبدت الشوارع خالية تماما من المارة، واستمرت المحلات التجارية الصغيرة والكبيرة بالاغلاق وساد هدوء شبه تام في مختلف انحاء العاصمة وضواحيها.
وكانت الحياة شبه متوقفة في اليومين الماضيين في المنامة، وذلك بسبب التوتر وفي ظل اعلان الاضراب العام المفتوح من قبل اتحاد نقابات البحرين.