كل القوى المعارضة في الوطن العربي استغلت هبت الشارع للدعوة إلى إسقاط النظام أو إصلاحه وهذا مشروع ولا غبار عليه ، ولكن لم تلتفت هذه القوى الى أنها هي بحاجة أيضاً للإصلاح والتغيير ، ففاقد الشيء لايعطيه فكيف تريد هذه القوى إصلاح الأنظمة وهي نفسها تعاني من خلل في تركيبتها القيادية وقد عانت هذه القيادات من مشاكل داخلية كادت تعصف بها وبحركتها لولا لطف الله ورعايته.
وقيادة المعارضة في الاردن ومنها الاسلامية عاشت ردحا من الزمن وهي تنادي بالتغيير وإصلاح النظام ولم تستطع أن تحقق شيئاً بل على العكس تماما فقد زاد الخلل والسوء في الأنظمة نكاية في هذه الحركات والأحزاب .
ورسمت هذه القيادات لنفسها خطوطاً حمراء كثيرة كانت عائقاً حقيقياً نحو الإصلاح والدعوة إليه، واقتصرت أنشطة أحزاب المعارضة بسبب هذه الخطوط على بعض التجمعات هنا وهناك في مقارها الحزبية تارة وفي صالات الأفراح تارة أخرى ، وبقيت هذه الاحزاب تنتظر المنح الحكومية لها لتنظم مهرجاناً او مسيرة سقف مطالبها لم يرتفع اعلى من تغيير الحكومة او حل مجلس النواب ويتم طلب ذلك على استحياء من خلال مسيرة أسبوعية لايتجاوز طولها 2كم من المسجد الحسيني الى امانة عمان ولا تتعدى الثلاث ساعات في احسن احوالها.
كلنا نعرف ان قيادات المعارضة في البلاد التي هبت للدفاع عن حريتها وكرامتها لم تلعب دوراً في انشاء هذه المسيرات والمظاهرات وانما لحقتها وساهمت فيما بعد في تنظيمها واستمرارها وبالتالي قطف ثمارها ، لذلك لابد من ان تترك هذه القيادات التاريخية للاجيال الواعدة المتحررة من قيود الخطوط الحمراء والمتحررة ايضاً من الموروث التاريخي من الخوف من ظلم الانظمة وبطشها قيادة ثورة الاصلاح والتغيير اذا كانت هذه القيادات جادة فعلاً في دعوتها للاصلاح وعليها ان تترك لهذا الجيل قيادة الشارع بل وقيادة هذه الاحزاب اذا لزم الامر ايضاً.
سالم الخطيب