زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي طالبت فيه منظمة الصحة العالمية من الحكومات الدولية فرض إجراءات إحترازية صارمة للحد من انتشار فيروس "كورونا" المُستجد، أعلنت باكستان استمرار فتح المساجد خلال شهر رمضان.
وأصدرت الحكومة الباكستانية يوم السبت الماضي قرارًا بتخفيف القيود المفروضة على المساجد وذلك بضغط من السلطات الدينية في البلاد، بإقامة صلوات الجماعة في المساجد خلال شهر رمضان بشرط أن يحترم المصلّون قواعد التباعد الاجتماعي وألا يشارك في هذه الصلوات المسنّون ولا المرضى.
في حين طالب عدد من الأطباء في باكستان حكومة بلادهم بضرورة التراجع عن هذا القرار، خاصة في ظل وجود نظام صحي هش.
ووقع نحو 13 طبيبًا على رسالة مفتوحة ووجهّوها إلى السلطات السياسية والدينية في البلاد جاء فيها: "مستشفياتنا في كراتشي بدأت تشهد تدفّقًا كبيرًا لمرضى فيروس كورونا، نتوقّع أن تزداد هذه الأعداد والوفيات الناتجة عنها بشكل كبير في الأيام المقبلة".
من جهته قال الدكتور قيصر سجاد، الأمين العام للجمعية الطبية الباكستانية في مؤتمر صحفي أعده الأطباء، الأربعاء: "للأسف اتخذ حكامنا قرارًا خاطئا ولم يبد رجال الدين أي جدية في موقفهم".
واعتبر الأطباء أن الإجراءات التي تم الاتفاق عليها بين الحكومة ورجال الدين بخصوص إقامة الصلوات في المساجد والتي تتألف من 20 بندًا ليست عملية ولا يمكن تطبيقها.
وقال طبيب آخر في نفس المؤتمر الصحفي إن المؤسسات الطبية التي تعالج المصابين بفيروس "كورونا" في كراتشي، ثاني كبرى المدن الباكستانية، قد وصلت بالفعل إلى أقصى سعة لها.
وأعرب الأطباء في رسالتهم عن خشيتهم من أن يؤدّي السماح لأعداد كبيرة من الأشخاص بالصلاة إلى نتائج قاتلة، مطالبين بمنع صلوات الجماعة التي يزيد عدد المصلّين فيها عن خمسة أشخاص.
وقال رئيس الوزراء عمران خان الثلاثاء في معرض تبريره لهذا القرار: "هل نمنع الناس بالقوة من الذهاب إلى المسجد؟ وإن ذهبوا، فهل ستعتقل الشرطة المصلّين وتودعهم السجن؟".
وسجلت باكستان أكثر من 10 آلاف إصابة بفيروس "كورونا"، منها 212 حالة وفاة.