زاد الاردن الاخباري -
انخفضت أسعار النفط اليوم الاثنين وسط مؤشرات على امتلاء طاقة التخزين العالمية سريعا مما يثير مخاوف من أن تخفيضات الإنتاج لن تأتي بالسرعة الكافية لتعويض انهيار الطلب جراء جائحة فيروس كورونا بالكامل.
وقادت الخسائر العقود الآجلة للنفط الأمريكي، والتي انخفضت أكثر من دولارين للبرميل بسبب المخاوف من قرب وصول طاقة التخزين في مركز كوشينج في أوكلاهوما للطاقة القصوى.
وارتفعت مخزونات الخام الأمريكي إلى 518.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 أبريل مقتربة من مستواها القياسي على الإطلاق عند 535 مليون برميل الذي سجلته في عام 2017.
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر يونيو 28 % إلى 12.17 دولار للبرميل، بينما انخفض خام برنت أكثر من 10% إلى 19.15 دولار للبرميل. وينتهي عقد يونيو لبرنت يوم الخميس.
وسجلت التعاملات الآجلة على النفط خسائر للأسبوع الثالث على التوالي الأسبوع الماضي، وانخفضت في ثمانية من الأسابيع التسعة السابقة.
وأنهى برنت الأسبوع منخفضا نحو 24 بالمئة وفقد خام غرب تكساس سبعة بالمئة.
وامتلأت 70 % من طاقة التخزين بمركز كوشينج، وهو نقطة تسليم خام غرب تكساس الأمريكي بحلول منتصف أبريل. ويقول متعاملون إن الطاقة المتاحة مستأجرة كلها بالفعل.
وربما لا يخفض المنتجون الإنتاج بالسرعة الكافية أو بالحجم الكافي لدعم الأسعار لاسيما حين يُتوقع أن ينخفض الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة اثنين بالمئة هذا العام وهو أسوأ مما حدث إبان الأزمة المالية، في حين انهار الطلب على الخام بنسبة 30 بالمئة بسبب الجائحة.
وفي ظل السعي لخفض الإنتاج سريعا، نزل عدد الحفارات النفطية العاملة في الولايات المتحدة لأقل مستوى منذ يوليو تموز 2016 كما تراجع إجمالي عدد حفارات النفط والغاز في كندا لأقل مستوى منذ عام 2000 بحسب بيانات بيكر هيوز.
وفتحت أسعار النفط الخام تداولات الأسبوع الجاري، الاثنين، على تراجع، تحت ضغوط تخمة كبيرة في المعروض داخل الأسواق العالمية.
ونشرت وسائل إعلام أمريكية وعالمية، السبت، صورا لعشرات من ناقلات نفط ممتلئة بالخام، قرب سواحل ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، في انتظار إيجاد آبار تخزين لتفريغ حمولتها.
كانت عقود النفط الخام صعدت في ختام تعاملات الجمعة، بأكثر من 3 بالمئة، بعد تهديدات أمريكية بتدمير أية زوارق إيرانية، تعترض سفن الولايات المتحدة، قرب الخليج العربي.
ويبدأ تحالف (أوبك+) مطلع الشهر المقبل، خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا، ولمدة شهرين، في اتفاق وصف بأنه أكبر خفض تاريخي للإنتاج.
بينما سيتم تقليص خفض الإنتاج إلى متوسط 8 ملايين برميل يوميا، اعتبارا من يوليو حتى نهاية 2020، يتبعه اتفاق بتقليص خفض الإنتاج إلى 6 ملايين برميل يوميا، يبدأ مطلع 2021 حتى أبريل 2022.
امتلاء مستودعات كوريا الجنوبية
وقالت مصادر مطلعة إن كوريا الجنوبية لم يعد لديها أي سعات تجارية إضافية لتخزين النفط، وهو ما يمكن أن يزيد الطلب على ناقلات النفط والوقود لاستخدامها كمستودعات تخزين مؤقتة.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها القول إنه تم تأجير كامل سعة المستودعات التجارية التابعة لشركتي كوريا ناشيونال أويل كورب وأويل هب كوريا يوسو المملوكتين للدولة، التي تستوعب حوالي 38 مليون برميل نفط.
وأضافت المصادر أنه في حين ستنتهي بعض عقود التأجير قصيرة المدى في هذه المستودعات خلال العام الحالي، فإنه سيتم تخصيص هذه السعات التخزينية للاحتياجات الاستراتيجية واللوجيستية ولن يعاد طرحها للتأجير.
وذكرت بلومبيرغ أنه في حين أدت إجراءات الإغلاق الاقتصادي لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى تراجع حاد في الطلب على الوقود والطاقة بشكل عام، فإن شركات تكرير النفط لا تستطيع التوقف عن الإنتاج بسبب عقود شراء الخام طويلة المدى، مما ادى إلى زيادة الحاجة إلى المستودعات لتخزين الشحنات الفائضة عن الحاجة.
وبحسب بيانات شركة تحليل بيانات اسواق الطاقة “كيروس” فإن كوريا الجنوبية التي تمتلك مجموعة من أكبر وأكثر مصافي النفط تعقيدا في آسيا تحتل المرتبة الرابعة في القارة بعد الصين واليابان والهند من حيث سعات التخزين التجاري للنفط والوقود.
وتعتبر كوريا الجنوبية مركزا إقليميا لتخزين النفط والوقود لحساب الاقتصادات الكبرى الأخرى في منطقة شمال شرق آسيا.
وبحسب متحدث باسم شركة كوريا ناشيونال أويل كورب فإنه الشركة لا يمكنها التعليق على هذا الأمر بسبب سرية التعاقدات. والشركة لديها قدرات تخزينية لحساب المخزون الاستراتيجي الوطني للبلاد تبلغ 96 مليون برميل. ولكن هذه السعة غير متاحة للتأجير التجاري.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن مستودعات التخزين التجاري في دول آسيا الأخرى مثل الهند وسنغافورة تمتلئ سريعا أيضا، في حين أن الموقف في الصين غير واضح بسبب عدم إعلان بيانات المخزون الصيني.
اوكالات