قرارات لمجلس التعليم العالي .. ضياع للاقتصاد الوطني

د. فالح البدارين

 

        ارجو واستميح اخي القارىء الكريم ان يعرف وقبل كل شيء  ان اوضح انني كاتب وشاعر وباحث ومهتم بقضايا السلام والديمقراطية وحقوق الانسان وعضو في اكثر من اتحاد وجمعية اردنية واكتب  ليس لغاية او مصلحة احد او بتوجيه من اي جهة كانت ، بل بما يمليه عليّ ضميري وليس لمصلحة شخصية أولأي جهة كانت الاّ لمصلحة المواطن والوطن الحبيب واقتصاده وامنه واستقراره وعودة الى الموضوع فانني  استغرب كما هو حال المستثمر في قطاع التعليم العالي (مالكو الجامعات الخاصة ) من قرارات مجلس التعليم العالي  و رد  وزارالتعليم العالي الذي نشر في  بعض الصحف المحلية  حيث شدد  معالي وزير التعليم العالي على ان قرارات مجلس التعليم العالي متوازنة ، وتهدف الى تطوير التعليم العالي في الاردن كما وبين انه متفهم احتياجات رؤساء مجالس ادارة الشركات المالكة للجامعات الخاصة ما دامت تؤدي الى تقليل دخل تلك الجامعات . وكما بيّن في رده على مذكرة لمالكي الجامعات كانوا قد رفعوها الى دولة رئيس الوزراء احتجاجاً على اخر ما صدر من قرارات لمجلس التعليم العالي تتعلق برفع معدلات الحد الادنى للقبول في الجامعات الخاصة الى60 %لتخصصات الاداب والفنون والاقتصاد والعلوم الادارية والابقاء على تخصصات التمريض و الشريعة والقانون 70% واماالهندسة والصيدلة 80% وذلك بقصد رفع سوية التعليم وسمعته ومخرجات التعليم العالي وهذا هو هدف مجلس التعليم العالي والذي كلنا نؤيده ولكنه جاء كما وضح معاليه  لدفع من تقل معدلاتهم في الثانوية العامة عن 60% للالتحاق بكليات المجتمع المتوسطة ودراسة التخصصات التقنية المهنية  (جميل جداً هذا وانا اعرف جيداً معاليه قصده شريف وللمصلحة العامة و كما قلنا  رفع سوية ومستوى ومخرجات وسمعة التعليم العالي في الاردن ) اما مالكو الجامعات الخاصة فقالوا في مذكرتهم :ان هذا القرار جائر وسوف يؤدي الى اغلاق بعض التخصصات كلياً وعلى الاقل ستفقد الجامعات  عدداً  من الطلبة وهم الذين تترواح معدلاتهم مابين 55 و60%  ويصل هذا الفقدان او النقص او الخسارة مابين 20 الى 25%  من اعداد الطلبة فيها ويتطلب ايضاً تخفيض في اعداد الكوادر التعليمية والتي تم التعاقد معها ... الحقيقة انني اؤيد احتجاج المستثمر في قطاع التعليم العالي لعدة اسباب : منها كثرة وتناقض قرارات مجلس التعليم العالي فمرة يتم رفع معدلات واخرى يتم تعديلها وهكذا مما يربك الجامعات الخاصة من حيث ما هو مطلوب منهم من توفير للمختبرات وتوقيع عقود مع ااعضاء الهيئة التدريسية وبالطبع عندما تتغير القوانين والتعليمات الخاصة بمعدلات القبول سنلاحظ النقص الواضح في عدد الطلبة المتقدمين وعليه فان المختبرات التي تم تحضيرها او اعضاء الهيئة التدريسية الذين تم التوقيع على عقود معهم سيكون سبباً في خسارة تلك الجامعات ، وما حصل في احدى الجامعات وما كتب عنها من انهاء عقود عدداً من اعضاء الهيئة التدريسية سيؤدي الى زيادة في نسبة البطالة من حملى درجة الدكتوراه وممكن يؤدي الى السخط والعنف وهذا ما حصل فعلاً مع احد اعضاء الهيئة التدريسية مع عميد كليته ووصل الى حد اطلاق عيارات ناريه للاسف الشديد بغض النظر عن سبب عدم تجديد عقد عمله الا انه يوجد اعداد تم انهاء خدماتهم في تلك الجامعة وسيحصل في غيرها ايضاً مضطرة هذه الجامعات بسبب تلك القرارات ،   ثم  ان هذه القرارات تساهم في  ( تطفيش ) المستثمر في هذا القطاع للمساهمة في مثله في دول مجاورة وعدم تشجيع المساهم في الاستثمار في هذا القطاع من خارج الوطن ،وايضاً لن تدفع هذه القرارات الطلبة ممن هم دون هذه المعدلات الى الدراسة في الكليات المتوسطة او لنقل معظمهم طالما مسموح لهم  بالدراسة في جامعات اجنبية وعربية ويعود للوطن ان سلم من الضياع الصحي والاجتماعي والثقافي والفكري والسياسي لينافس من تخرج من الجامعات الوطنية في سوق العمل وقد يحصل على الوظيفة حتى في القطاع العالم قبل خريج الجامعات الاردنية لاننا نعرف كيف تتم التعيينات او معظمها  ما عدا ممن ينتظرون دورهم عن طريق ديوان الخدمة وحسب الحاجة وتوفر الشواغر في قطاع التربية والتعليم بالذات اما غيرهم ممن  يجدون من يقف معهم فالتعيين فوراً وفي افضل الاماكن وبصيغ وعقود ومسميات ورواتب خاصة جداً.... معالي الوزير الاكرم وانا من المعجبين بكم وبسمعتكم وبشخصيتكم واعرف تماماً اخلاصكم وحبكم للوطن لكن هناك ما يُشاع ان بعض المتنفذين وهم ممن لهم اسهم مالية  في جامعات عربية شقيقة خاصة لهم دور في ذلك.؟؟!!!  او هم من يستفيد من وراء هذه القرارات طالما وان الطالب غير  الحاصل على المعدل المسموح فيه للدراسة  في جامعات الوطن يتمكن من الدراسة في الجامعات العربية الشقيقة ..  والله يعلم ....وليس كل ما يقال صحيح وقد يكون  لهذه الاشاعات  - شيء من الصحة - ونحن لا نشجعها ولا نروج لها  وعسى ان تكون غير صحيحة..كما وانني اؤكد على ان هذه القرارات ستؤدي الى خلل وضياع  وهدر في المال والاقتصاد الوطني بسبب من يغادر للدراسة في الجامعات الخارجية .. اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة  الكرام اقول انه من حق من اجتاز الثانوية العامة ان يواصل تعليمه الجامعي لان معدل الثانوية العامة ليس المقياس الوحيد لمستوى وقدرة الطالب وهناك ظروف واسباب كثيرة تؤثر على الطالب وتساهم في تحصيله ومعدله في الثانوية العامة  مع انه اي معدل الثانوية العامة مازال وبقناعة الجميع انه لغاية الان المعيار الوحيد لفرز الطلبة واعتباره اساساً في القبول الجامعي لكن لماذا يحرم من لم يتمكن من التنافس للدراسة في الجامعات الرسمية من تمكينه من الدراسة والالتحاق في جامعات الوطن الخاصة وهي تنفذ وتطبق كل معايير الاعتماد المطلوبة وعلى وزارة التعليم العالي وهيئة الاعتماد مخالفة ومحاسبة وحتى اغلاق من يخالف هذه الانظمة والاسس والقوانين والمعايير ولا تظلم الجامعات الخاصة كلها في حال مخالفة واحدة منها .. ويكفي ان كليات التمريض في الجامعات الخاصة على وشك الاغلاق والخسارة بسبب ما كان قد صدر من قرار وهو نسبة القبول في هذا التخصص 70% للاناث و30% للذكوربحجة تشجيع الاناث للدراسة  في هذا التخصص لحاجة الوطن الى اعداد كبيرة منهن ووجود فائض من الذكور ..صحيح ولكن ليس بهذا القرار ونعتقد انه جائر بحق الذكور الراغبين بدراسة تخصص التمريض ومخالف لحقوقهم الانسانية ففرص العمل واسعة لهم في دول الخليج وحتى في الولايات المتحدة و هناك طرق واساليب اخرى وسبق وان كتبت عنها وهي تشجيع الاناث  لدراسة التمريض من خلال مثلاً : تنزيل معدل القبول لهن الى 65% ويبقى للذكور 70% وان تقوم الجامعات الخاصة بمنح خصومات خاصة تشجيعية لهن كما ومطلوب من وزارة الصحة والخدمات الطبية والقطاع الصحي الخاص ان يخصص علاوة خاصة استثنائية لهن زيادة على ما يصرف للذكور . اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة رئيس واعضاء مجلس التعليم العالي ارحموا الوطن واقتصاده والمستثمر الاردني وامواله ورغبته في خدمة وطنه ، وارحموا المواطن الاردني وحقه في التعليم وحافظوا على ابناء الوطن من الضياع وادرسوا اية قرارات جيداً قبل اصدارها وتشاوروا مع اهل الخبرة والمعرفة من اصحاب الاختصاص والتجربة في الاقتصاد والثقافة والتعليم والامن ايضاً .. نعم .. هدر للاموال العامة والاقتصاد الوطني .. وضياع للكادرين الاكاديمي والاداري في الجامعات الخاصة وتعدي على حقوق الانسان في حقه بالتعليم وفي وطنه ... حمى الله الاردن الغالي  في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة وارث رسالة الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من اجل الانسان بشكل عام والانسان العربي بالذات وحريته وكرامته وحقوقه ، وحامل  رايتها جلالة مليكنا الشاب والمحبوب سيد العشيرة وفارسها كان الله بعونه عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه ووفقه لخدمة الوطن الحبيب وقضايا الامتين العربيه والاسلامية .