مثل الفطر السام تتدرن بهم الأرض عند كل رعد, وينشق جيبها عن عورتهم, فلا اقترب منهم أحد إلا تلوث, وما لامسهم كائن إلا ولحقه الأذى واحتاج للترياق وأنواع المطهرات والتعقيم.
من مواخير الرذيلة في أصقاع العالم ينعقون, ومن صوامع العهر الكونية يفوح عفنهم ويمطر الإعلام والمواقع الأليكترونية بغثهم ومخلفات أقلامهم وحقد دواخلهم العثة المريضة.
أفاع تخرج برأسها كل قائظة من جحور الفساد والنفاق والنميمة ومسح الجوخ تفح وتتلوى فتؤذي السمع والذائقة ولكنها أقل وأصغر أن تواجه الرجال أو تقارعهم علنا.
\"سلي مان\" جديد هو عادل سليمان, ينضم إلى جوقة المطبلين المزمرين والرداحة الجدد من لندن والقدس وعمان وبيروت, أمثال ميكي ماوس الخازن وتوم جيري عودة الله وغيرهم من الأسماء الزيف وشخوص الكرتون الهزلية التي يحلو لها الزندقة والبندقة والنباح نحو أسيادهم في الأردن العزيز.
نكرة جديد يحاول التسلق كالطحلب الضار, فيكتب بأجر ويلعق قيئ غيره, هاجيا الأردن ورجاله, ويتعدى مثل خازنه على حرائره التي لا يمكن لمثله أن يداني أحذيتها.
لقد تأخرت بالرد عليك أيها \"السلي مان\" وقد تعودت أن ألقم من يعو نحو الأردن وأهله الحجر المناسب في التو واللحظة. وانقضت أياما قبل أن أطهر الأثير من هذا الفيروس اللئيم القادم إلينا ككثر غيره من عاصمة الجزيرة الإنجليزية. ولكنني كنت مشغولا أيها \"السلي مان\" الصغير بالبحث عن أصول لك أو جذور تعينني بالرد أو توجه ردي عليك, فلم أجد, وكنت مشغولا برصد إشارة رجولة واحدة يمكن ربطها بشخصك, فلم أجد,أما وقد أعياني البحث والتنقيب دون أن أجد لك علاقة بالأصل والفصل أو تشير إلى رجل نكلمه ويكلمنا, فقد سهلت المهمة وهان الرد.
من لا أصل له ولا جذور ولا رجولة أو كرامة يحافظ عليها في الحديث مع الناس أو عنهم, فهو بأحسن الأحوال سفيه لا داعي للرد عليه, ولو وجهت كلامك لأي شخص أردني بمفرده وشخصه ما رد عليك ولا كلف نفسه مخاطبتك, ولكنك عندما تتحدث عن الأردن الوطن وعن حرات وأحرار الأردن أيها الدعي, وتجير حضارته وتقدمه إلى من تعتقد أنها قريبة منك, فسوف نتعرض لك قليلا بتجرد وموضوعية.
وقبلا, فلن تستفزني أنا شخصيا للحديث عن الملكة الأردنية رانيا العبد الله, فهي ليست موضوعنا, لأن الوطن لو تدري أيها الجاهل لأكبر من الأشخاص, وكرامة المجموعة في سلم أولوياتنا قبل الفرد والأنا.
وللعلم فقط يا سيئ الخلق, فإن الأردن هو من صنع الملكة, والأردنيون من جعلوا من رانيا ياسين الملكة رانيا العبد الله, والأردني الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين هو من منحها هذا الشرف وهذه الصفة وليس العكس, أم أنها قد حملت لقب ملكة في شهادة ميلادها؟ والأردنيون أنفسهم من جعلوا من مجدي ياسين ومن لف لفه, خالا وعما وصهرا ومعرفة وزميل مدرسة, أصحاب مال واقتصاد, وصنع منهم أسماء يتحدث الناس عنها خيرا أو شرا.
أما إشاراتك أيها الدعي إلى أن الملكة هي من رفعت وصنعت ووضعت الأردن في مصاف الحضارة والمدنية, وأخرجته من ظلمات التخلف والجهل على حد نباحك إلى فضاءات العلم والمعرفة والفكر, فمن يصدقك غير نفسك أيها الأبله, ومن يؤمن بترهاتك غير صورة مرآتك أيها المتخلف.
وعندما تتحدث عن التاريخ, أفلا يخجلك جهلك به؟ فاليونان والرومان والأنباط ورموز النهضة الإسلامية والعربية قد مروا على هذه الأرض المباركة وضربوا بها أوتاد حضاراتهم وشادوا صروح نهضات إنسانية لا تنسى, وقد أسسوا لأصالة هذا الوطن ومستقبله قبل آلاف السنين, ثم تعاضد الهاشميون والأردنيون من أبناء العشائر المسلسلين الأنقياء كأصيل الخيل, والغير ملوثة كرامتهم بصديد فروج لندن الموطوءة من كل حثالة مثلك, ودنس أثداء العاهرات فيها الممسجة بزيت الطواغيت الصغار في مواخيرها وحاناتها ذات الأضواء الخافتة ممن هم على شاكلتك, المسترزقين على حساب أي مبدأ أو ثابت إنساني لا يتقنون حتى نطقه أو تهجئة معناه, أقول تعاضد الهاشميون والأردنيون لبناء ما هو اليوم مثلا يحتذى ونبراسا يشار إليه بالبنان, وطنا متحضرا متمدنا عصريا يستقطب الناس من كل حدب وصوب للسياحة والدراسة والتداوي وعلوم والطيران وتعلم أصول الإدراة وبناء الأنظمة والدول. كما ويرسل إلى أصقاع الأرض من يعلم الناس ويدربهم, بل ويحميهم ويداوي جراحهم, وهذا قبل إشكالية الكويت والهجرة منها, فما علاقة الملكة والحالة هذه بإنجازاتنا الوطنية وطفرتنا الحضارية التي تتحدث عنها يا هذا؟
وبالمحصلة النهائية, وإن كان لها دورا متواضعا بذلك, فلا يعدو كونها زوجة الملك الأردني الهاشمي وليس لأنها رانيا ياسين, ولأنها تحمل شرف المواطنة الأردنية, الفخر والعزة والشموخ, وليس لأنها تحضى بشرف سندكم لها ودفاعكم المحموم عنها والتهويل بدورها في رفعة شأن الأردن وعظمته.
من كانت في الأمس رانيا الياسين فهي اليوم رانيا العبد الله ملك المملكة الأردنية الهاشمية, من هذا الواقع تعمل ومنه نحترمها ونتعامل معها, الأشخاص ماضون لا محالة وحتى بسمارك ونابليون وغيرهم, ولكن الأوطان ودرة تاجها الأردن, باقية إلى أن تأزف الساعة وينشق القمر.
أما بخصوص إساءاتك وبذاءتك وعهر لسانك وقلمك نحو الأردن والأردنيين, فلا تعليق لي عليه, فإنني لن أستطيع ولو حاولت ولا أريد أن أنزل إلى حضيضك, ولا أن أغوص بمستنقعك النتن, لا لغة ولا أخلاقا ولا سوقية وهبوطا, ولن تستطيع أنت ولو حاولت أن تصعد إلى موطئ قدم طفل شهم أردني صغير, أو موضع \"بعرة\" رأس هجن واحد رغا وأزبد لفحيحك وانكشاف عورتك. وأنت الجعل الواطي إلى ما خلف روث حيوان تطهر بالرعي في شعاب الأردن وضفاف أوديته وغدرانه, لن تنال شرف أن نحدثك أو نكترث لصعلكتك, ولن تفهم لغة الرجال حيث مضارب العزة والأنفة في بوادينا, ومضافات الكرامة والجاه في حواضرنا.
ولكنني ورغم هذا, فلن أنسى أن أؤكد لك ولكل أشباه الرجال أمثالك, وبكل وضوح وثبوت عزيمة, بأننا هنا في الأردن لن نتسامح مع من يوجه سهام الغدر لهم ولوطنهم, ولن نسامحه وسوف نحسابه حسابا عسيرا في أقرب الآجال, حسابا يليق بجريمته في سب الحرائر والنشامى, ويردع غيره عن نفس الجرم والكبيرة. ولتعلم مع طغمتك أن القائمة السوداء لن تسقط اسما واحدا من المتطاولين والنباحين.
أما ما صدر منك أيها المأفون الغير عادل سليمان بحق الشهيد وصفي التل, فسوف ترى ردي ولن تسمعه أو تقرأه.
ولن أختم قبل أن أعتذر بقوة للغراب الذي أهانه صديقي وزميلي تحسين التل عن غير قصد, عندما عنون رده عليك بصورته وشبه هرائك بنعيقه. عذرا أيها الغراب.
جمال الدويري