بقلم محمد سليمان الخوالده
أعلن صباح هذا اليوم عن القرارالاممي (رقم 1973) القاضي بفرض منطقة حظر جوى في ليبيا، واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الضرورية ،مما يترتب عليه لاحقا وجود قوات دولية في شرق ليبيا لحماية المواطنين من الهجمات الجوية والبرية التي تشنها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي.
هذا القرار يذكرنا بسيناريو العراق الشقيق وما حصل له بعد حرب عام 1991 ، حيث استمر النظام العراقي في بغداد لسنوات بينما نما واقع تقسيمي في العراق وبحماية أجنبية، وهو ما يتوقع ان يكون كذلك في ليبيا وبالذات في شرق ليبيا لتاسيس كيان خاضع للهمينة الاجنبية ، والخوف كل الخوف أن يتكرّر في ليبيا ما حدث في العراق في عام 2003 من غزوعسكري اجنبي بحجة اسقاط نظام القذافي تحت البند المضاف في القرار(باتخاذ اجراءات عاجلة لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الضرورية ).
جميعنا يعلم ان الدافع الحقيقي وراء هذا القرار المشؤوم هوالرغبة في الهيمنة على ليبيا من خلال بناء قواعد عسكرية فيها لضمان استمرار تدفّق النفط الليبي والانطلاق منها لدول الجوار لتنفيذ مخطط جديد وأجندات جديدة باسم أجنده شمال أفريقيا كجزء من أجندات الشرق الأوسط بدأت ملامحه تتضح الان.
حقيقة هذا القرارماكان ليكون ، لولا شرعنة ذلك من قبل الجامعة العربية الفاقدة الشرعية شعبيا بقرارها قبل عدة ايام بالدعوة الى حظر جوي كامل على الأراضي الليبية ،مما يدل على انها متواطئه في مخططات الهيمنة الاجنبية على منطقتنا ،وماهي الا أداة لتمرير ما تريد تنفيذه الولايات المتحدة وحلفائها في وطننا العربي وقرارها هذا يعتبر إضافة جديدة في سجل \"الجامعة \"المخزي ، ولقد آن الاوان للمطالبة بحلها فورا واسقاطها مع الحكومات العربية الفاسدة.
كان الاجدر بهذه الجامعة اتخاذ موقف يعبر عن نبض الشارع العربي برفض التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا والتاكيد على وحدة ليبيا أرضاً وشعباً من خلال قرار يؤكدعلى تقديم كافة أشكال العون والدعم للثورة الليبية من سلاح وغذاء وخدمات طبية واسناد اعلامي ودبلوماسي ، لان مثل هذا القراركان يمكن انقاذها سياسيا بحيث يشكل حصانة ضد التدخل الاجنبي في دول عربية قد تشهد لاحقاً ثورات داخلية .
حقيقة في البداية سارعنا بتأييد الثورة الليبية ضد نظام القذافي المتسلط والمستبد باعتبارها ثورة مباركة بين شعب ثائر ونظام متسلط يأبى الرحيل ، لكن دخول المعارضة الليبية في الخارج
على خط الثوار والتي لهاعلاقات مشبوهة مع المخابرات الأجنبية من خلال تلقيها أموالاً ضخمة من هذه المخابرات والذي ادى الى رضوخ الثوار لشروط الغرب في التدخل لمساعدتهم وبالتاكيد سوف يكون ثمنه باهضا واقلها التبعية للاجنبي ، فنموذج العراق ما زال حيّا يذكرنا بالخطب الرنانة للمعارضة العراقية عن الديمقراطية وتداول السلطة والشفافية في الخارج ومعها بعض الاحزاب الاسلامية والعلمانية في الداخل واذا بها تثبت بالدليل القاطع ان هدفها كان الوصول للسلطة من خلال الاستقواء بالاجنبي وليس لديها مانع ان تأتمر بامره وتنفذ سياسته ، يبدو ان الشعوب العربية بالمجمل لم تكتشف بعد اسرار ما يسمى باحزاب المعارضة ولقاءاتها السرية بالسفارات الاجنبية، وما نراه من احتفالات عمت اليوم مدينة بنغازي الا دليل على ان هذه الشعوب الضحية قد ابتلعت الطعم بامتياز ،فالشعوب الحرة لاتقبل باي حال من الاحوال ان تصبح تحت هيمنة الاجنبي ورهينة لأعداء الأمة
والمطلوب من شعوب البلاد العربية أن تفتح عيناً الآن على حكومات الفساد والاستبداد، والعين الاخرى على محاولات السيطرة الأجنبية على الثروات الوطنية والوقوف ضد تنفيذ اجندة الغرب واسرائيل ، وللاسف الشديد بعض احزاب المعارضة تخدم مثل هذه الاجندة بشعارتها غير الواقعية من حيث تدري او لاتدري ، حقا آن الاوان للوطنيين الاحرار ان ينظموا انفسهم في جميع الدول العربية ليقودوا حركة التغيير الحرة ليتصدوا لفساد الحكومات العربية وللتدخل الدولي في اي دولة عربية، فالتدخل الدولي مرفوض جملة وتفصيلاً، فلا نريد ثورات تتخلص من استبداد الحكام لتقع فريسة لهيمنة الاجنبي...
Drkmal_38@yahoo.com