رمضان الرواشدة - كانت التوجيهات الملكية للحكومة ،الاسبوع الماضي، بإتخاذ الخطوات اللازمة والتدابير الوقائية مع عودة الانفتاح الطبيعي للقطاعات الصناعية والانتاجية وغيرها حتى لا نعود خطوتين للوراء كما اكد جلالته .وقد جاءت هذه التوجيهات منسجمة تماما مع تصريحات المسؤولين في منظمة الصحة العالمية بإتخاذ الحذر الشديد عن العودة عن اجراء العزل والحجر المنزلي حتى لا يعود الوباء للضرب من جديد حيث اثبتت التجربة نجاعة اجراءات الحجر في الحد من انتشار فيروس كورونا الذي لم يترك دولة الا وضربها في الصميم ووقفت الاجهزة والمؤسسات الطبية عاجزة بشكل كبير في التعامل مع المرض الذي اصاب الآف الحالات .
في المقابل قامت الحكومة باجراءات وقائية مهمة منذ اليوم الاول لإكتشاف اول حالة فيروس كورونا في الاردن وكانت هذه الخطوات محل تقدير من كافة ابناء المجتمع الاردني الذين التفوا حول هذه الخطوات مما ساعدنا بشكل كبير على تجاوز مرحلة خطرة كانت ستؤثر بشكل كبير على الاردن.وقد اثبتت هذه الخطوات التي قامت بها مشكورة وزارة الصحة في تخطي الازمة والوصول الى مرحلة لم تصب داخل الاردن للايام الستة الماضية اي حالة ، باستثناء حالات لبعض سائقي الشاحنات من غير الاردنيين.
الآن ومع عودة الحياة التدريجية لطبيعتها فإن المخاوف تتفاقم من عودة الوباء مرة ثانية مع ما شاهدناه خلال الايام القليلة الماضية من استهتار وعدم التزام من عدد كبير من المواطنيين باجراءات التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات والقفازات وغيرها من متطلبات السلامة.وقد شاهدت خلال خروجي لأول مرة من منزلي منذ 45 يوما ان الاسواق تعج المواطنيين غير الملتزمين بلبس الكمامة ويتهافتون على الشراء بدون اي تباعد اجتماعي وكأننا في وسط مجاعة او ازمة شديدة لا سمح الله هذا ناهيك عن عدد كبير من السيارات المخالفة وغير الملتزمة بالفردي والزوجي .
لقد احسنت الحكومة صنعا عندما اصدرت امر دفاع بضرورة لبس الكمامة والقفازات في المولات واماكن التجمع وغيرها وفرضت غرامة تتراوح بين 20 الى 50 دينار على كل المخالفين وحتما سيكون هناك عدد كبير من المخالفين اسوة بالذين خالفوا قرارات الحجر وخرجوا بسياراتهم وبلغ عددهم اكثر من 17 الف مخالف .
اليوم انتهت الامور عند الحكومة بالعودة عن نظام الفردي والزوجي والسماح للكل بالخروج ابتداء من يوم الاحد المقبل ولذا سنعيد التأكيد على ما سبق ان كتبته من ان المسؤولية اليوم هي على المواطن ووعيه بالخطر المحدق في كل طلعة يطلعها وهو غير محصن من العدوى اضافة الى التأكيد على ضرورة تغيير العادات الاجتماعية والتوقف عنها نهائيا حتى اشعار آخر .
تراهن الحكومة والناس ووسائل الاعلام التي تبث التوعية الصحية على وعي الناس ونحن لطالما كانت وعي الناس في مجتمعنا الاردني كبيرا والرسالة المهمة التي يجب ان تصل هي : فليحافظ كل منكم على اسرته واولاده ولتتقوا الله في هذا الشهر الفضيل في اتباعكم اجراءات السلامة لعل الخاتمة لهذا الوباء في الاردن والعالم تكون بخير.