زاد الاردن الاخباري -
أثار الإعلان عن مطالب بتحويل الصيادلة إلى أطباء بشريين حالة كبيرة من الجدل في مصر، وسط رفض كبير من قبل العاملين بالمجال الطبي، والتحذير من خطورة ذلك على المواطنين في المقام الأول.
جاء ذلك بعد وصول خطاب إلى النقابة العامة للأطباء من قبل الأكاديمية الطبية العسكرية يحمل مقترحًا بعمل دراسة بشأن تحويل الصيادلة لأطباء بشريين.
وأعلنت نقابة الأطباء في مصر رفضها بشكل قاطع لمقترح تحويل الصيادلة إلى أطباء، أو عمل أي دراسات لمعادلة الشهادة الدراسية.
وقالت النقابة في بيان اليوم: "مقترح إمكانية تحويل الصيادلة إلى أطباء بشريين بعد حصولهم على دراسات معادلة للشهادة مرفوض تمامًا"، مؤكدة: "هذا الأمر يُضر بصحة المواطن وبسمعة مصر الطبية على مستوى العالم".
وتابعت: "معلوم بالضرورة أن كل فئة من فئات الفريق الطبي لها دور مهم جدًا تمارسه طبقًا للأصول العلمية والمهنية ونوعية الدراسة النظرية والعملية التي درستها لسنوات طويلة"، مضيفة: "لا تستطيع أية فئة أن تحل محل الفئة الأخرى، ولا يجوز القول بأن أي دراسة مكملة يمكنها معادلة شهادة علمية وعملية مختلفة".
وتابعت: "لا يوجد أي سابقة لذلك في تاريخ مهنة الطب الحديث، وبالتالي فعلى من يرغب في امتهان مهنة الطب ويكون مسؤولًا عن أرواح المصريين أن يلتحق بالسنة الأولى من كلية الطب البشري، وبعد تخرجه وتدريبه يتم منحه ترخیص مزاولة المهنة".
وأكد أمين عام نقابة الأطباء في مصر، الدكتور إيهاب الطاهر، أنه لن يسمح بتطبيق هذا المقترح (تحويل الصيادلة إلى أطباء)، بأي شكل من الأشكال؛ لأنه غير منطقي من الناحية العملية أو العملية.
وأضاف الطاهر، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز": "حال استمرار المقترح ومباشرة تنفيذه من قبل أية جهة، سيتم تحريك الأطباء والشعب المصري بأكمله؛ لأن هذا خطر يُهدد الصحة العامة ويُضر بمنظومة العمل وسمعة مصر".
وتساءل أمين عام نقابة الأطباء: "هل يُعقل أن يتم إعطاء كورس لسائق سيارة على أن يتم منحه أحقية قيادة طائرة، هذا لا يعقل تمامًا"، متابعًا: "الدراسة المشتركة في الجامعة بين الأطباء والصيادلة هي مادة واحدة فقط، مدتها 3 أشهر فقط لا غير، لكن هناك فارقا كبيرا في باقي سنوات الدراسة وما يتم دراسته من مناهج".
وقال الطاهر: "من يقول إن هذا الإجراء لسد العجز في الأطباء غير صحيح ولا يصلح؛ لأن الجميع يعلم الأسباب، من هجرة، وعدم وجود حماية من الاعتداءات، وعدم وجود إجراءات وقاية وأمان بشكل كافٍ، وتدني الأجور، لكن هذا استسهال بحلول غير منطقية وتُهدد حياة المواطنين".
وأشار أمين عام نقابة الأطباء إلى أن الصيادلة أنفسهم لم يطلبوا ولن يقبلوا بذلك الأمر، الذي لا يعبر عن أي منطق تمامًا، فلكل مهمة أصولها وضوابطها ولا يجوز الخلط بمقترحات غير صالحة للتنفيذ على أرض الواقع.
وسخر الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس في مصر، من المقترح، قائلاً: "مدرس أول لغة عربية وصيدلي ودكتور ودبلوم صنايع وبالعكس".
وتابع عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": "سألت في الموضوع وتأكدت أنه وصل فعلا لنقابة الأطباء من إحدى الجهات غير المختصة دستوريًا بالتعليم الطبي، تحت مسمى (مقترح تحويل الصيادلة إلى أطباء)".
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10219936776842645&id=1618746945
وقال سمير: "المسؤول عن التعليم الطبي في مصر دستوريًا وقانونيًا هو لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، حيث إن المجلس هو المخول باعتماد منح الشهادات الجامعية التي تؤهل للتدريب لممارسة مهنة الطب".
ودعت الأكاديمية الطبية العسكرية نقابة الأطباء لحضور اجتماع مناقشة حول عمل دراسة متضمنة إمكانية تحويل الصيادلة إلى أطباء بشريين، بعد حصولهم على الدراسات اللازمة لمعادلة الشهادة.
وجاء في نص الخطاب الموجه من رئيس الأكاديمية إلى نقابة الأطباء في مصر: "إيماءً لتوجيهات رئيس الجمهورية، والمتضمنة عمل دراسة لإمكانية تحويل الصيادلة إلى أطباء بشريين، بعد حصولهم على الدراسات اللازمة لمعادلة الشهادة، وتتشرف الأكاديمية بدعوة نقيب الأطباء للمناقشة بتاريخ الأربعاء 652020".