يا لسخرية القدر،قبل أيام أجالس ملائكة روحي،أحادثها وتحاورني في شتى ضروب الحياة وألوانها.احد المواضيع التي عرجت عليها مفكراً هي الأمن ودورة في حفظ أردننا الغالي،توقفت عند حدودها الواضحة بهدف إيجاد وسيلة للوصول الى عمقها.
لذا قالت لي ملائكة الروح أن الأمن يقود الى الاستقرار،ويقسم الى قسمان:امن الداخلي يتم من خلال تقوية الجبهة الداخلية وترابطها بحيث يمنع تداخل تياراتها او تعاون بعض افردها مع الخارج وهذا خاص بالأجهزة المنية المختصة بتنوعها،وامن الخارجي ويتم من خلال منع الآخرين من العبث في الداخل من خلال تقوية أواصل العلاقة،وهذا الأمر تختص به الدبلوماسية ووزارة الخارجية،.
الذي يهمني كما يهم الرأي العام،هو الأمن الداخلي الذي يقود الى الخارجي،كونه مرتبط به ارتباطا طرديا بمعنى أن أصاب الداخل خلل ما انهار الخارجي وبات لعبه بيد الآخرين يتم تشكيها بناء على مصالحهم.
الجاسوسية والتخابر يأتي من باب الخارج للداخل بواسطة استخدام هذا الداخل بشتى الوسائل والأساليب. السؤال الذي دار ويدور في فلك ذهني البسيط،هل نحن دولة مخترقة من الأجهزة المخابراتية العالمية أم لا،هل نحن ارض لهذه الخلايا أم لا؟؟
الجواب المفجع القاتل جاء من حيث ادري ولا ادري،حيث أعلنت القاهرة عن الامساك بجاسوس أردني الجنسية يعمل لحساب إسرائيل منذ سنتان،التحقيقات قادت الى اعتراف الجاسوس بتقديمه للكثير من المعلومات عن القيادات السياسية الأردنية وامننا القومي،بالإضافة الى أشياء تمس امن أشقائنا العرب،وتقود الى ضرب علاقتنا الأخوية معهم. الجاسوس عمل داخل الدولة الأردنية،بل واسهم ايجابيا في إيصال معلومات لجهاز الموساد الإسرائيلي\"الموساد\"عن العديد من الأمور التي تهم دولة القلعة الإسرائيلية.معلومات لا نعلم ماهيتها او طبيعتها.طبعا كل هذا للأسف في غيبه من أجهزتنا الأمنية.
هنا سأسمح لنفسي بالتوقف لبرهة عند جملة(معلومات عن شخصيات أردنية)حيث سأقول: إن جمع معلومات عن شخصيات بهذا الحجم وبهذه الأهمية يتطلب من لجاسوس الاقتراب منها للوصول الى هدفه،هذا،وفي جزء منه يعني أن الجاسوس قريب جدا منهم ومطلع على تحركاتهم،وماهيتها،بل قد يكون من ضمن الدائرة المغلقة التي يجلسون اليها ويبثون لها أسرارهم.
في غضون ذلك،هناك سؤال كبير جدا،يقول : يا ترى لما غابت أجهزتنا الأمنية عن اكتشاف الجاسوس؟أليس من الجنون أن يكتشف غيرنا جاسوسا في بيتنا،ليقودنا الى الصمت،أليس من المؤسف أن تخترق جبهتنا الداخلية وتتسرب وتنساب معلومات الى عدونا من أسفلنا دون أن يعلم بها احد. الى ذلك يا ترى ما هي المعلومات التي تم إيصالها عن الأردن وما هي طبيعتها وكم قيمتها بالنسبة لنا نحن ،وكم هي قيمه بالنسبة لعدونا الذي لا يرحم.
من الأهمية بمكان،سؤال أنفسنا،لان حماية أردننا الغالي أولى من التمترس خلف أبواب خوفنا وارتباكنا ،بل اكبر من قول الحقيقة والاعتراف بالتقصير،حماية الأردن واجب مقدس يقع على عاتق كل فرد بخاصة أجهزتنا الأمنية التي نكن لها كل الاحترام والتقدير.
التخابر لحساب دولة اجتبيه من قبل أبناء جلدتنا،جريمة يعاقب عليه القانون كما الأخلاق كما التاريخ كما الأديان لا تقبل الاعتذار او التبرير،فما بالنا أن كان هذا التخابر موجة عدو تاريخي عقائدي انساني اسمه إسرائيل.
في النهاية لابد من القول والسؤال في آن واحد،هل هناك جاسوس فقط أم هناك خلايا مازالت على راس عملها تعيث فسادا في أرضنا؟؟!!سؤال نضعه على طاولة أصحاب الشأن،ونتمنى أن نلقى إجابة عليه،تسهم في حماية أردننا الغالي أرضا وقيادة وشعبا.القضية ليست بسهله او بسيطة،بل هي أكثر تعقيدا وأكثر مأساوية من مجرد السكوت عليها،بل هي أكثر مبعثا على القلق وتجذراً في الخوف على وطننا.لذا واجبا علينا أن تكاتف كافة جهودنا وتعاونها،بهدف منع كل من تسول له نفسه المساس بأمن وطننا الأردني الهاشمي سواء أكان فردا او مجموعة أم دولة أم مؤسسة، تعاون تشاركي بين الشعب ومؤسساته بشتى تخصصاتها ،فالشعب عضد للأجهزة الأمنية،فكلنا جيش،كلنا امن،كلنا دفاع مدني،كلنا سلاح جو،كلنا بحرية،كلنا مخابرات.
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com