يومين ويكون قد مضى على معركة الشرف والكرامة ثلاثة واربعين عاما منذ الحادي والعشرين من شهر آذار عام 1968كانت نشوة الإنتصار عارمة بعد هزيمة منكرة في حزيران العام الذي سبقه اضعنا فيها الجولان وسيناء وبقية فلسطين وبتنا وكأننا اضعنا الماضي ورضخنا للحاضر وفقدنا السيطرة لصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة حتى جاء ذلك اليوم المجيد من أيام الجيش العربي والمقاومة الشريفه التي ابدعت تلك الأسطورة المشرًفه فبعدها وحتى بداية هذا العام كان الحال على ما هو عليه بل زاد تراجعا وقدمت التنازلات والمبادرات ولكن في كلً كانت إسرائيل هي الفائزه ونحن المتقهقرون بسبب إحباط الشعوب وخنوع الحكام وإرتباطاطهم الأجنبيه إضافة إلى التخطيط الإسرائيلي الغربي لنشر الفساد بين الحكام والشعوب فأصبح الحاكم متجبرا متكبرا فاجرا وأصبح المواطن خانعا صامتا قابلا للذل مطاردا من اجهزة الأمن لاحقا لقمة العيش لأطفاله إلاّ من فئة قليلة كان إيمانها بالله وبالأرض أقوى فأستبسلت وقاتلت حتى أستشهدت وباتت ندرة في هذا الزمن الأغبر .
وابتدأ عصر التفاوض والبيع والشراء عهد المتساقطين في احضان إسرائيل وأمريكا الذين لا يؤمنون أن الجيوب يمكن ان تمتلأ وأنه يوجد قناعة حتى في المال الحرام فما زالوا يكنزون حتى انتفخت كروشهم وأقفيتهم وما زالوا يتنازلون حتى باتت شعوبهم مثلهم عراة حتى من ورقة توت تسترهم وبعد أن كانت إسرائيل تستجدي السلام في الخمسينات وبداية الستينات أصبحنا نستجدي رضاها في أواخر السبعينات وحتى الآن وبعد ان كانت المشاريع تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام أصبحت تقوم على أن السلام مقابل السلام وحتى هذا ترفضه إسرائيل الآن وأدخلت مفاهيم جديده مثل يهودية الدوله وتبادل أراضي وإقتصاد مفتوح وتدريس المحرقة وتوطين اللاجئين والسيطره على المياه واراضي منزوعة السلاح والسياده هذا غير ما يستجد من مفاهيم وشروط وبنود من قواعد التلمود .
وشاخ الحكام وهرموا حتى لحق بعضهم تلك اللحظة الشعبية العارمه التي بدأت منذ لحظة انتهى الشهيد البوعزيزي الى تحت التراب وانتفضت الأرض فوقه وكأنها قيامة الكرامة التي إفتقدناها منذ سنين خلت وانتشونا بها فقط يوم معركة الكرامة في الأغوار الأردنيه وكأن باب السماء كان مفتوحا لحظتها واستجاب لدعاء وابتهال الأمهات الصابرات في يوم تكريمهن فكان يومنا يومين .
وها هم رؤساء ليبيا واليمن والجزائر وسوريا والعراق وغيرهم يصارعون من أجل البقاء ولكنّ فيروس الثوره يتنقل بسرعه غير عابيء بالحدود فالهدف نفسه الإصلاح والتغيير وإسقاط الماضي من الأنظمة البالية ليشهد أطفال العرب فجرا جديدا يختفي فيه الفساد والعملاء والخوف ليستنشقوا هواء الحريه ونسمات العيش الكريم وليشاركوا في صناعة مستقبلهم بأيديهم النظيفه الخالية من كل دنس .
ولتعد نشوة الإنتصار على الظلم والإستبداد والفرحة بعودة الحريّة والكرامة الى قلوب خلت من الأفراح منذ ثلاثة واربعون عاما والى ضمائر سُلبت إراداتها منذ زمن وإلى عقول ما عادت تقوى على التفكير وتمييز الغث من السمين .
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاًِصدق الله العظيم المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 19/3/2011