رمضان الرواشدة - رغم قناعتي التامة بأن ما حدث في قضية سائق الشاحنة من بلدة الخناصري في محافظة المفرق الذي نقل العدوى الى 35 شخصا تعتبر ثغرة انتكاسة وضربة للجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة منذ بداية ازمة انتشار فيروس كورونا في الاردن الا انني اثق بكلام وزير الصحة د. سعد جابر الذي لا يعتبر ما حدث هو عودة للمربع الاول . فالاجراءات التي تمت حتى الان مطمئنة ولقيت استجابة واسعة من داخل الاردن ومن خارجها ،اللهم بعض الثغرات التي تحدث في كل الدول ومن بينها متابعة سائقي الشاحنات وفحصهم والحجر عليهم مدة 14 يوما.
كنا منذ البداية مع الاجراءات الحكومية المتشددة التي اوصلتنا الى مرحلة ليس فيها حالات لمدة ثماني ايام والباقي هي حالات معدودة دون العشرة واذا قارنا هذه الارقام بدول شبيهة بعدد السكان نجدها لا شيء امام تلك الارقام في تلك الدول . ونسمع ان وصول الوفيات في بعض البلدان الى 300 حالة يوميا تعتبر تراجعا للفيروس وبداية تحسن الوضع الوبائي فيها ، بينما لم تصل الحالات عندنا الا لتسعة وفيات و508 حالات مصابة غادرت اغلبيتها المستشفيات.
وطبيعي جدا من فترة لاخرى ان تظهر حالات مشابهة لواقعة السائق طالما ان المجتمع لم ينتشر فيها المرض ليكتسب مناعة وطالما انه لا يوجد حتى الآن اي مطعوم لهذا الفيروس او علاج شاف له يقلل فترة المرض الى اربعة ايام حتى لا يكون هناك ضغط على المؤسسات الطبية حسبما يقول علماء الاوبئة. في حالتنا الاردنية فإن عدد الاصابات التي يعلن عنها مقبولة ، شريطة ان لا تصل الحالات الى اكثر من 200 حالة يوميا او 10 الآف حالة مجتمعة، لأنه عندها ستعجز المؤسسات الطبية والمستشفيات عن استيعاب هذه الاعداد لأن السعة الحقيقية لمستشفيات المملكة لا تتجاوز ال 14 الف سرير.
كل ما في الامر انه يجب التشدد في بعض الاجراءات وعدم التهاون فيها مطلقا اعتمادا على وعي الناس فقط ؛اذ ثبت ان عددا قليلا من المستهترين بارواح الناس والخارجين على التعليمات والاجراءات الحكومية ممكن ان يتسبب ياذية اعداد كبيرة من الناس.
نحن مقبولون على عيد الفطر السعيد بعد اسبوعين وهذا الامر يثير الخوف اذا تم التراخي في الاجراءات لذا لا بد من خطة مُحكمة من قبل خلية الازمة في مركز الازمات ووزارة الصحة حتى يُعيّد الناس دون ان يصابوا بحالات ترجعنا للمربع الاول .
ما تم حتى الآن امر ايجابي لكن تم اكتشاف ثغرات في الاجراءات مثل ما حدث مع سائقي الشاحنات خلال الاسبوعين الماضيين وعليه يجب معالجة هذه الاخطاء والاستمرار باجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية الصحية الى حين يتم اكتشاف اللقاح او العلاج فلسنا وحدنا في المعركة بل معنا كل العالم في هذه المواجهة الكونية مع الفيروس.