زاد الاردن الاخباري -
تتصاعد الأصوات في جنوب إفريقيا للمطالبة بتطبيق حظر كامل لبيع الأسلحة إلى تركيا لمنع الانتهاكات التي تمارسها الحكومة التركية عبر دعم الجماعات المتطرفة في ليبيا وسوريا بالسلاح والمرتزقة.
ووفق موقع أحوال تركية أفادت وسائل إعلام محلية أن جنوب إفريقيا تضغط في اجتماعات مجلس الأمن لفرض الالتزام بالقرار الأممي حول حظر الأسلحة لأطراف النزاع في ليبيا حسب تقرير لمركز ميدل ايست اونلاين
وكانت جنوب إفريقيا من بين الأصوات الأكثر حسما بضرورة الالتزام بقرار حظر السلاح على ليبيا وذلك في مؤتمر برلين حول الحرب الليبية في وقت حذر فيه الرئيس الجنوب الافريقي سيريل رامافوزا، مرارا تركيا من إرسال أسلحة وقوات إلى ليبيا.
وتورطت تركيا في دعم المجموعات المتشددة والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق وذلك عبر نقل اسلحة ومرتزقة الى مطارات تحت سيطرتها كما شنت الطائرات المسيرة التركية
وكشف موقع أحوال تركية قبل اسبوعين نقلا عن صحيفة 'ديلي مافريك' الجنوب إفريقية، وصول ست طائرات عسكرية تركية سافرت من أنقرة إلى العاصمة كيب تاون تحمل شحنة متواضعة من الإمدادات الطبية على متن طائرة واحدة، فيما وصلت البقية فارغة.
وبينما وصلت أغلب الطائرات إلى جنوب إفريقيا فارغة، عادت بعد ذلك الطائرات الست محملة بالمعدات العسكرية التي تم شراؤها من الشركة المنتجة للذخيرة 'راينميتال دينل مونيتيون' (RDM)، وفق ما أفادت به الصحيفة.
وتكشف هذه الخطوة زيف الدعاية التركية في تقديم المساعدات الطبية لعشرات الدول ودعم الجهود الدولية لوقف انتشار فيروس كورونا، فيما تستغل أنقرة ذلك لأهدافها الضيقة، ساعية لتسليح ميليشياتها في سوريا وليبيا وإيصال الإمدادات العسكرية للمقاتلين الموالين لها في مناطق تدخلها بعد أن تقطعت بهم الأسباب.
وأكد ذات المصدر أن الطائرات التركية التي حلقت نحو جنوب إفريقيا بحجة تقديم المساعدات الطبية لم تكن تحمل سوى مستلزمات طبية قليلة وبعضها حطت فارغة لتعود بمعدات عسكرية، في خطوة تشير إلى انتهاك تركيا لوائح الحظر المحلية التي تسمح فقط بنقل إمدادات الغذاء والدواء.
ويعكس ذلك مدى استغلال تركيا لجائحة كورونا لتبادل شحن الأسلحة والمعدات العسكرية مع عدة دول بحاجة ملحة للمستلزمات الطبية، حيث كشفت تقارير إعلامية أن كثيرا من الطائرات التركية تسافر محملة بالأسلحة لعدة دول أو تذهب فارغة لتعود محملة بمعدات عسكرية من دول أخرى.
وبينما يتبجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عادته بإرسال المساعدات الطبية لعشرات الدول، كشفت 'ديلي مافريك' أن تركيا أرسلت مستلزمات طبية إلى دولة ليسوتو التي لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس.
ويرجح شانون إبراهيم المحلل سياسي في صحيفة 'ذا ستار' التي تصدر في جنوب أفريقيا وصول الأسلحة التي اشترتها تركيا من بلاده إلى سوريا وليبيا، محذرا من أن تلك المعدات العسكرية سوف تنتهي بنتائج مدمرة على الأراضي التي تشهد نزاعا داميا منذ سنوات.
بدوره تحدث الخبير العسكري هالمود رومار في حوار لصحيفة 'ديلي مافريك'، عن إمكانية احتواء المعدات العسكرية التي تسلمتها تركيا من جنوب إفريقيا على محركات ورؤوس صواريخ، مضيفا أن تركيا تمتلك في جنوب إفريقيا مكتب تصميم صواريخ.
وتعليقا على هذه التحركات التركية قال الصحفي التركي لفانت أوزجول في تدوينة نشرها على تويتر، "باعتبار أن الجيش التركي ليس بحاجة إلى صواريخ من هذا الطراز، ربما اشترت تركيا مثل هذه الصواريخ، من أجل إعطائها لحكومة الوفاق في ليبيا".
وتمنع كيب تاون وفقا لقانون مراقبة الأسلحة التقليدية (NCACC) الجنوب إفريقي بيع المعدات العسكرية لأي بلد يشارك في نزاع مسلح، ما يطرح تساؤلات بشأن بيعها أسلحة إلى تركيا المعروفة بتدخلها العسكري الغير قانوني في كل من سوريا وليبيا.
وتساءل إبراهيم عمّا إذا كان لدى القانون المذكور آلية رقابة موثوقة لضمان الامتثال لبنوده، في ظل أنباء تؤكد تسلم ست طائرات شحن عسكرية تركية أسلحة ومعدات العسكرية من جنوب إفريقيا هذا الأسبوع.
وقال إنه "من غير المعقول أن توافق جنوب أفريقيا على تصدير العتاد العسكري إلى تركيا منذ أن نص قانون (NCACC) على أن جنوب أفريقيا لا تبيع المعدات والأسلحة العسكرية لأي بلد يشارك في نزاع مسلح".