من يكره الإصلاح والتطوير والتحديث ؟
ومن يكره الحياة الآمنة المستقرة والكريمة ؟
الذي يكره ذلك ويقف ضده ويسعى بكل الوسائل إلى تعطيل أو إعاقة الإصلاح والتطوير هو اللئيم والحاقد والموتور ، " والأردنيون " بوجه عام من كافة الأصول والمنابت وكل من ارتضى تراب الأردن موطنا دافئا يحتضنه ليسوا من أولئك واقسم على ذلك .
وأزيد أن الغالبية من أبناء الأسرة الأردنية الواحدة باتوا في حيرة من أمر فئة قليلة .... نعم فئة قليلة التي استغلت أجواء حرية التعبير الذي تميزنا به عبر العقود الماضية فتمادت في ادعائها بأنها تمثل الشعب بإطلاق شعارات تعدت الخطوط الحمراء التي يتوافق عليها الأردنيون ، حيث وصلوا في مطالباتهم وشعاراتهم إلى عمق مكونات الدولة الأردنية وإحساسي أنهم يدفعون باتجاه إثارة الفتنة وهدم ما بنيناه منذ نشأت الدولة بقيادة الهاشميين وفق عقد التزم به الأجداد والاباء وسرنا نحن على خطاهم ، محيرين العالم اجمع بهذا التوافق وهذا الانسجام الذي يحسدوننا عليه ولا أريد هنا التأكيد على ما هو مؤكد بالنسبة لموقف الأردنيين من نظامهم السياسي فهم مؤمنين حتى النخاع أن لا بديل لقيادة الهاشميين سوى " الدم " حمانا الله .
يقول المثل الشعبي ما زاد عن حده انقلب ضده وهو ينطبق على واقع الحال الذي نعيشه جراء استمرار استمراء المدعين بأنهم حملة راية الإصلاح والذين لا يمثلون سوى أنفسهم .....!!!!
ما يجري هو استقواء على الدولة الأردنية وليس ضغطا كما يدعون لدفع الحكومة نحو تنفيذ برامج إصلاحية ، ولو كانوا صادقين في ادعائهم لمنحوا الحكومة وقتا مناسبا وقد بادرت وأعلنت عن حزمة من البرامج والأفكار الإصلاحية التي حددها جلالة الملك في كتاب التكليف وتنسجم مع تطلعات المواطنين .
اقولها بالبنط العريض انه الاستقواء بعينه وهذا يعني ان أهدافهم وغاياتهم عكس ما يدعون ويطلقونه في شعاراتهم ، فإلى متى سيبقى هذا الحال الأعوج من احتكار للحقيقة وادعاء بأنهم الصفوة والأقدر على قيادة المركبة .
يطالبون بالحوار وحين تمت دعوتهم يرفضون ويشترطون ، يطالبون بالإصلاح لكن على طريقتهم " كبسة زر " ويرفضون أية أراء أخرى سواء كانت من قيادات وطنية مشهود لها أو من قوى سياسية موجودة بذات حجمهم على الساحة.
ما أجمل أن ينعم الإنسان بالحرية ... لكن هيهات أن تعي هذه الفئة قيمة الحرية التي يتنسمها الأردنيون في وطنهم الذي لم يشهد منذ تأسيسه تقليع أظافر أو إعدامات في قضايا سياسية ... فباسم الأغلبية أقول لهم ... كفى بالله عليكم ارحمونا واكفونا شركم .