سليم ابو محفوظ
ذكرى الكرامة لا أريد الكتابة في موضوعها... لأنها ذكرى تعودنا ان نتغنى في ذكريات مضى عليها عقود ، وتركت بصمات دامغة في تاريخ سطرها الإبطال من أبناء المقاومة الفلسطينية على ارض الكرامة... التي لم يقبل فيها الجندي الأردني ان يبقى متفرجا على أخيه الفدائي ، الذي يواجه العدو ببسالة منقطعة النظير وقد تصدى الجيش الأردني بالمشاركة لمواجهة العدو بقيادة القائد الميداني المرحوم مشهور حديثة الجازي.. الذي أصدر أوامره بمساندة الأشقاء أبناء المقاومة وسطر الجيش الأردني وعناصر المقاومة البطولات على ارض الكرامة التي تعطرت وجبلت تربتها بدماء الأخوة من فلسطينيين وأردنيين ...لولا تدخل الجيش لما انتهت المعركة بالنصر الذي تحقق على الواقع الميداني وهذه حقيقة لا يمكن إخفائها.
التي عادت للأمة العربية كرامتها وقد اعترف العدو عن شراسة رجال المقاومة الذين ساندهم الجيش الأردني بكافة صنوف الأسلحة , وكان يوما ً قاسيا على جيش العدو الذي لا يقهر... الذي قهر ثلاثة جيوش عربية مجتمعة قبل تسعة أشهر من تاريخ الكرامة المعركة التي يتغنى بها العرب, لانها الوحيدة التي حقق فيها العرب نصرا ً ميدانيا ً ونفتقر لغيرها في حينها ولا توجد معركة ...إلا ونكس فيها العرب وسلموا لليهود المعتدين والمعدين لمواجهة الأمة العربية بكامل جيوشها التي تجيد المراسم والاحتفالات أكثر من الحروب والمعارك.
لقد مضت الكرامة بأحداثها ولماذا يصر البعض بأنها من بطولات جهة معينة ويستغفل العنصر الرئيسي فيها, وهي القضاء عل التواجد الفدائي على الأرض الأردنية المحاذية للأراضي المحتلة حيث يقوم الفدائيين بتنفيذ عملياتهم من قرب منطقة الكرامة التي أصبحت فيما بعد مركز رئيسي لتواجد المنظمات الفدائية وقواعدها المتاخمة لحدود فلسطين المحتلة, مع العلم أن التواجد الفدائي كان يلاقي القبول من قبل الأهالي هناك في منطقة الأغوار.
أعرف جيدا ًأن كلامي غير مقبول لكثير من الاخو ة المواطنين ولكن الحقيقة لا يمكن لها إلا ان ترى النور وتظهر للناس ... ويعرفها الأجيال المتعاقبة , وهذه حقائق تاريخيه ووطنيه لا يمكن إخفائها مدى الحياة ، وإن كان الخوض فيها متحفظ عليه ولكن الأسرار تذاع بعد 25 سنة كيف ومضى عليها أربعون سنة..
وقد انتهى العمل الفدائي الذي واجه مؤامرات عديدة هنا وهناك ومازال يلاقي أتباعه في الداخل الملاحقة من قبل العدو وعملائه الذين باعوا دنياهم الزائلة باخرتهم المرتبطة بعقيدة الدين , الذي يحث على المحافظة على الأوطان والمقدسات المنتهكة من قبل عدو لئيم يلعب على وتيرة الوطن البديل , الذي لاقى الرفض من كل الأطراف الوطنية التي ترجع أصولها للأردنيين من شتى الأصول والمنابت المتواجدين على الأرض الأردنية , التي تتوحد مع فلسطين بالمباركة والطهر الذي وصفت بها التربة الأردنية التي ضمت رفات الصحابة وقبورهم ومزاراتهم التي تتواجد على ارض الأردن العزيز الذي يتسيد قيادته الوطنية آل هاشم ...
بمكونات نسجيها الوطني... الذي صنع الكرامة بالتضحية والفداء , وبذل الأرواح دفاعا ً عن الأرض الأردنية أرض الكرامة والبطولة أرض الوحدة الوطنية التي جمعت الجندي والفدائي على هدف واحد وهو مقاومة العدو والتصدي له ومنعه من تحقيق هدفه الذي إجتازالحدود من أجله وهو القضاء على تواجد المقاومة الفلسطينية على الأرض الأردنية التي لاقت قبولا شعبيا وترحابا من كافة المواطنين بعد النكسة التي وقعت للامه العربية عام 67
لقد صنع الكرامة جيل الشباب ورفعوا رأس الأمة عاليا وحطموا الأسطورة الصهيونية بجيشها الذي لا يقهر وقهروه ودمروا آلياته, وحرقوا جنوده المقيدين بالجنازير والسلاسل في المجنزرات, والدبابات التي أحضرت لعمان فيما بعد وأصبحت لعب يقفزون عليها الصبية...
في عمان العروبة عمان الأردن الصادق الذي لاينكر حقوق الآخرين الأردن العدل الذي لا ظلم لاحد فيه تحت ظل الراية الهاشمية التي رفرفت على كرامة العز والتضحية من قبل مضحي معركة الكرامة التي كتبت كلمات النصر بدماء الشهداء, وعرق المقاتلين الشرفاء الذين زادوا وثاق الوحدة المقدسة توثيقا بدم زكي طاهر ما زال مسك ريحه تتناقله رياح القدس ونورها الرباني المرتبط بقدسية مسرى سيد الخلق محمد نبي البشرية وعيسى رسول المحبة والسلام عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم
كل عام وكرامة الأمة .باقية تاج يزين الوطن بأمجاد أبنائه وبطولات رجالاته.