لاشيء يمكن أن نصف به موقف قطر من ارسال طائراتها الى ليبيا سوى تطبيق المثل القائل ( قصر ذيل يا أزعر ) ، فما هو المعنى من أن تكون قطر دولة الاقل من مليون مواطن والتي تمتلىء بقوات من الشرطة والجيش المرتزقة أن ترسل طائراتها الى سماء ليبيا ، نحن هنا لسنا مع القذافي أو ما يمارسه ضد شعبه ، ولكن في نفس الوقت لانرضى أن تصبح دولة بحجم قطر لا تملك مكونات الدولة على الاقل على المستوى الامني الخاص بها ، تصبح هذه الدويلة ذات شأن من خلال استغلالها للثورات الشعبية العربية ، وهي في نفس الوقت تمارس القمع والارهاب الفكري لأبناء شعبها ، فهي دولة لو أردنا أن نضعها في تاريخ الدول فحالتها تتشابه مع إمارات الدولة الاسلامية أيام الاحتلال الصليبي ، وهي إمارات كانت تعيش على ولائها للمحتل وتناقضها مع ذاتها من أجل أن تبقى تتنفس وتعيش حتى ولو كان ذلك على حساب قناعاتها القومية أو الوطنية أو العروبية ،فعلى دولة قطر أن تعيد قراءت التاريخ الاسلامي العربي وخصوصا في فترة الاحتلال الصليبي لأنها إذا لم تقراء هذا التاريخ سوف تعيد تجربته بكل أخطاءه ، ففي خطاب لحسن نصر الله ( وهنا أضع تحت أسم هذا الرجل ألف خط أحمر ) أشار وبكل وضوح أنه لافرق بين مرتزقة القذافي ومرتزقة البحرين ومرتزقة إمارات الخليج ، فكلهم سواسية لأنها تقاتل شعوبها بغير يدها ومقابل مبالغ تدفع لمجموعة من الرجال ، واذا كانت هذه الدول تمتلك الجرأت لقامت بالإعلان عن عدد قواتها الامنية والعسكرية من ابناءها كي يعلم الاخرين حجم المشكلة لدى هذه الدويلات والامارات التي خرجت من رحم الصحراء بواسطة ضعط النفط والغاز فقط ، ولم تخرج بسواعد أبنائها ، واخيرا على هذه الدويلات والامارات أن تقف موقف حق مع شعوبها وتقوم بتوزيع ثرواتها بالتساوي كما تطالب غيرها بتطبيق ذلك المنطق من المساوات والعدالة ؟؟؟