زاد الاردن الاخباري -
قال السفير الكويتي في عمان ان جلالة الملك عبدالله الثاني كان سريع البديهة وحاضر الذهن وواضحا في رؤيته التي هي محط اجماع وطني أردني. واوضح السفير في مقال كتبه ونشرته الرأي: ان الملك أراد في لقائه مع فريد زكريا أن يؤكد على ثبات الموقف الأردني الذي ينبع من رؤية أردنية وطنية ... وفيما يلي نص المقال:
حاور فريد زكريا جلالة الملك في منتجع دافوس وكان الحوار سياسيا من الطراز الرفيع. فريد زكريا للذين لا يعرفونه هو محرر النسخة الدولية من مجلة نيوزويك الاكثر انتشارا في الولايات المتحدة وهو أيضا مقدم برنامج ال جي بي أس على شبكة سي أن أن ويعد احد أهم خمسين شخصية في أميركا من حيث التأثير.
الحوار كان سريعا (يذكرنا إلى حد ما بإسلوب تيم سباستيان في برنامجه الاشهر هارد توك) ويحتاج إلى بديهة عالية، ولا يحتمل حواراً من هذا النمط وأمام هذا النوع من الجمهور أي زلة لأن الصحافة العالمية تلتقط أي مؤشر يمكن له أن يعزز من انطباع ما أو يؤشر إلى توجه قد يريده الآخرون لنا لكننا حتما لا نريده لأنفسنا.
في اجاباته كان الملك سريع البديهة وحاضر الذهن وكان واضحا في رؤيته التي هي محط اجماع وطني أردني. والاهم من وجهة نظري هو اجابة الملك على تساؤل فريد زكريا بشأن دور أردني محتمل في الضفة الغربية، فهناك العديد من السياسيين والإعلاميين الذين يعتقدون أنه بالإمكان ممارسة ضغط على الأردن ليقبل بدور في الضفة الغربية.
الإجابة كانت أوضح من الشمس وهي: لن يقبل الأردن أن يلعب اي دور أمني أو عسكري في الضفة الغربية، وأنه لن يقبل أن تستبدل الدبابة الإسرائيلية بأخرى أردنية لأن الأردن لا يريد ذلك ولأن الفلسطينيين يريدون التحرر والإستقلال وهو ما يدعمه الأردن بكل ما أوتي من قوة. كما ورفض الملك فكرة «الخيار الأردني» التي يريدها اليمين الإسرائيلي وبعض الباحثين عن حل للمشكلة الديمغرافية الإسرائيلية على حساب الأردن وبعض السذج استراتيجيا محذرا أن الخيار بعد فشل حل الدولتين قد يكون خيار «الدولة الواحدة» الذي يراه الإسرائيليون تهديدا مباشرا لقيم الصهيونية والديمقراطية معا.
توقيت الحوار والتأكيد على الثوابت الأردنية الوطنية يأتي في وقت بدأت فيه الصحف الإسرائيلية تسريب ما يفيد أن العلاقات بين عمان وتل أبيب هي فاترة. في كتاب قمت بتحريره بعنوان السلام المجزأ ونشر قبل شهرين كتب الدكتور عماد جاد من مركز الأهرام أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب هي حارة لأن مصر بدأت تفصل بين علاقاتها الثنائية مع إسرائيل وبين ما يجري على المسار الفلسطيني، في حين كتبت في الفصل المتعلق بي أنه من المستحيل فصل العلاقات الثنائية بين تل أبيب وعمان عما يجري على المسار الفلسطيني، وهذا هو السبب الرئيسي في الفتور في العلاقات.
لهذا السبب فإن العلاقات الأردنية الإسرائيلية مرشحة لأن تستمر في البرود إلى أن تستبطن إسرائيل ضرورة العودة إلى مسار المفاوضات لتحقيق حل الدولتين الذي يراه الأردن خيارا يصب في مصالحه الأمنية والإسترايتيجية العليا. بكلمة، أراد الملك في لقائه مع فريد زكريا أن يؤكد على ثبات الموقف الأردني الذي ينبع من رؤية أردنية وطنية في وقت تكثر فيه التهديدات الناعمة وغير المباشرة لثني الأردن عن التمسل بخطوطه الحمراء.
منبر الرأي