الشمعه التي تحترق لتضيء ما حولها والكائن الذي يعطي اكثر مما ياخذ ويخاطب العقل والوجدان
ينصح ويصلح ويرشد يسكن في القرى والبوادي يصطحب معه النور الذي لايخبو يبدد عتمة الظلام ويوقظ النيام ,الناس في متاجر الدنيا وهو في متجر الاخره يعمل بمهنة الانبياء الناس في مهنهم يجمعون ارصدة من ورق وهو يجمع كراريس علم وادب رصيدة القلوب يبني الناس جدران من تراب وخرسانات من اسمنت وهو يبني منارات عز وفكر وقيم ويعلي فوق الارض قلاعاً تناطح السحاب فيجري في العقول انهاراً تتدفق حكمةً وبحورا تموج معرفةً يرفع عن النشء الجهل ويبيد التخلف ويسحق الاميه ,ويؤدي رسالته كما يؤدي العابد طقوس الطاعه فهو الناسك والزاهد بكل ماحوله لان من يملك العلم فهو من اوتي خيرا كثيراً,انه وريث الانبياء والمرسلين الناس تفخر بما لديها وهو الفخور بالاجيال فبفضله يكون الطبيب
والمهندس والضابط والمحامي وكل فئات المتعلمين يدينون له ويذكرون فضله حتى اخر يوم في حياتهم
وقد بنسون الاصدقاء ولكن المعلم يبقى حاضرا في ذاكرتهم ,فكم من معلمين علمونا وما زال ذكرهم ماثلا نترحم على من قضوا منهم ونسال الله طول البقاء للاحياء
نعم نحن مع المعلمين ومع كل من يقف معهم لينصفهم ولا يهمش دورهم ليرتقوا ويوضعون بالمزله التي تليق بهم وهم في حيرة بين عناء الوظيفه وشرف المهنه, ومع مساواتهم باقرانهم في المهن الاخرى
فالى متى سيبقون يقتاتون العيش فيما ينعم غيرهم بالخير الوفير , ويقدر من هم دونهم بالجوائز والاعطيات والشهادات التقديريه لمجرد عمل لا يجلب للوطن خيرا
وكلنا امل ونخاطب النخوة فيهم والمرؤه بان يعودوا الى ميدانهم ويلملموا ابنائهم الطلبه من الشوارع ويلقوا عليهم النصح والارشاد وهم الاحرص منا جميعا على ذلك وهم الذين (يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه)
نعلم خصاصتهم وعوزهم ونشعر ببعض مشاعرهم ولكنا على يقين ان الليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر,
والفجر هو النور والنور حامل مشعلة المعلم , فتحية الى معلمين الوطن