كثيرة هي الأزمات التي عصفت بالمنطقة وكان الأردن يخرج منها دوما اصلب عودا واقوى شكيمة , وكثيرا ما دفعت هذه الأزمات الأردن لاتخاذ إجراءات استثنائية ,. للحيلولة دون تفاقمها على الصعيدين الداخلي و الدولي , والمتتبع للإحداث يرى الجهود الكبيرة التي بذلها جلالة الملك عبد الله لتجاوز نتاجات هذه الأزمات .
ان العمل الدقيق لمؤسسة العرش وقدرتها على توزيع الأدوار بين متطلبات الديوان الملكي العامر وعمل الحكومات الأردنية كان على الدوام عملا يقوم على مبدأين أساسيين هما الحرص الأكيد على مصلحة الوطن العليا وتنفيذ رؤى قائد البلاد , وفي الجهة الأخرى الحرص الشديد على عدم تداخل الصلاحيات بين مؤسسة العرش ممثلا بالديوان الملكي ومابين الحكومة من خلال تحقيق توازن ما بين متطلبات الأمن الداخلي في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات مسلحة على خاصرتي المملكة , في نفس الوقت الحفاظ على الاتصال مع العالم لدرء كل ما من شأنه المساس بأحوال الأردن من كافة المناحي الاقتصادية والسياسية والأمنية , حيث صعوبة المعادلة تتطلب المعلومة الموثوقة الأمر الذي كانت على الدوام توفره الأجهزة الأمنية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة حيث العمل بمهنية ونزاهة وحيادية مما كان له الأثر الايجابي في حفظ التوازنات الداخلية والخارجية .
إن ثقة جلالة الملك عبد الله الثاني في أجهزتنا الأمنية جاءت ثمرة جهود جبارة قامت به هذه الأجهزة عبر عقود من العمل الجاد والشفافية والمهنية العالية في الأداء كل ذلك كان له انعكاسه الواضح على دور كل من مؤسسة العرش والحكومة , فإدارة الحكم في المملكة وعلى مر السنوات الماضية سعت بكل قوة لتمتين الجبهة الداخلية لتسهل الحركة على الصعد الخارجية , فقوتنا الداخلية تخدم الأشقاء في فلسطين والعراق ولبنان وبقية مناطق الصراع في المنطقة , حيث كان اعتمادهم على الدور الأردني اعتمادا كبيرا في فتح قنوات الاتصال مع القوى الكبرى في العالم لاحتواء آثار ونتاجات هذه الأزمات الأمر الذي تطلب من جلالة الملك جهودا استثنائية , وذلك لما يتمتع به جلالة الملك من مصداقية وسمعة طيبة في كافة المحافل الدولية وصداقات مبنية على الثقة المتبادلة مما يؤهله للعب أدوارا يعجز الآخرين عن القيام بها , فتجده يهتم بكافة جوانب الأزمة في نفس الوقت الذي يوكل فيه للديوان الهاشمي والحكومة أدوارا لا تقل أهمية من حيث المضمون والأثر عن دور دائرة المخابرات العامة في توفير المعلومة الصادقة ووضعها أمام جلالته لاتخاذ الموقف المناسب .
ان ما يتحلى به جلالة الملك من نظرة ثاقبة شمولية وخبرة في التعامل مع أطراف المعادلة الحكومة والديوان والمخابرات ومتطلبات حل وإدارة الأزمات خارجية كانت أم داخلية تظهر بكل جلاء إننا في الأردن قد من الله علينا بفارس هاشمي ورث المجد كابرا عن كابر, فنلتف جميعا حوله بكل إصرار وعزم , فكلنا يجمعنا حبنا للوطن وولاءنا المطلق لجلالة الملك ومؤسسة العرش التي لا تتوانى للحظة عن متابعة أحوال المواطن في كافة بقاع الوطن , خصوصا في ظل المتغيرات الكبيرة التي تطرأ على الأحوال الاقتصادية للمواطنين .
وأخيرا فان مفاتيح حل الأزمات الداخلية والخارجية في يد جلالة الملك واسطة العقد للأردنيين بكافة أصولهم ومنابتهم , الأمر الذي يعطي للديوان شرعيته بالتحرك بكافة الاتجاهات والحكومة العزم والقدرة على العمل مهما كان حجم المشكلات , ويعطي أجهزتنا الأمنية هيبتها لما تقدمه من صدق المعلومة فيكون عند جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى , مفاتيح حل كل الأزمات .