نقابة المعلمين استحقاق وطني

إن ما شهدته الساحة الاردنية من حراك مستمر لقطاع المعلمين وعلى مستوى محافظات المملكة تعبير عن حالة الاحتقان الممزوج بالقهر والظلم التي وصل اليها المعلم
لا أريد أن أخوض برسالة المعلم التربوية والاخلاقية والمهنية ، ولا أريد أن ازاود على المعلم وهو حامل الرسالة الخالدة ، لأن الكل منا يعرف من هو المعلم ، والكل منا يطالب بعودة المناخ الطبيعي والحقيقي لمكانة المعلم ،
إن ما تمارسه الحكومة من سياسة تسويف ومماطلة وتضييق على المعلم في وطننا الغالي هو دليل على عدائها العلني .
المعلم هو أب وأخ وصديق لكل أسرة على امتداد هذا الوطن ، المعلم أحرص ما يكون على الوطن ومقدراته البشرية ، المعلم منتمي لوطن يحبه ولمهنة يحترمها ويقدرها وهذا الانتماء والحب ينبع من عقل المعلم ووجدانه دون مزاودة .
ما زال المعلم يعيش القهر والفقر والظلم من خلال ممارسات الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم وأذرعتها من بعض مدراء التربية والتعليم وبعض مدراء المدارس .
ما زال بعض المسؤولين يمارسون دورهم في إرهاب المعلم اذ ما طالب بحقه المشروع والذي كفله الدستور الذي هو الحكم والعقد والمظلة لجميع الاردنيين ، والضامن لذلك ما قاله ويقوله سيد البلاد جلالة الملك في كل محفل ومناسبة أنه الضامن للحريات والضامن للحقوق والضامن للنزاهة والشفافية ، إن ما يريده جلالة الملك يريده جميع الاردنيين ،،
لقد قام وزير التربية والتعليم الأسبق بالإساءة للمعلم والاستخفاف به وبرسالته وعمل على تحطيم معنوياته وساهم بشكل مباشر في تدني سمعة وهيبة ومكانة المعلم إلى أدنى مستوى تشهده المملكة .وما زال بعض مدراء التربية والتعليم في مختلف انحاء وطننا الغالي يمارسون ذات الدور في الاستهتار بالمعلم وتحطيمه واضعاف معنوياته .
إلى أين نريد الوصول ؟؟
إننا نعيش هذه الايام حركة إضراب سلمي ما زال في بداياته ويمكن للجميع إحتوائها إذا كان الجميع جاد في ذلك من خلال تحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية .
يقينا أن المعلم لا يريد الإساءة للوطن والمهنة المقدسة التي آمن بها ، المعلم يريد بيئة تربوية أمنة ليستطيع من خلالها القيام بواجبه بكل إخلاص وتفان في سبيل إخراج جيل قادر على حماية الوطن ومقدراته وجيل يتحمل المسؤولية من خلال ترسيخ قيم الانتماء والولاء .
المعلم إنسان واعي ومثقف وقيادي في مدرسته وحيه ومجتمعه وقادر على التأثير الايجابي البناء .
نقابة المعلمين قادمة لا محاله إن لم يكن اليوم فغدا ،
إذا كان اليوم ستكون خطوة إيجابية من الحكومة تستحق أن يثمنها كل أردني وأن نقدم لها الشكر وأن نحنى هاماتنا للحكومة ولوزارة التربية والتعليم وسيتعاون الجميع بكل محبة وثقة ومصداقية نحو تحقيق الأفضل للإرتقاء برسالة المعلم الخالدة ووطنا الغالي .
وإن كان غدا ... سيذكر الجميع أن الحكومة كسابقاتها تراهن على مسألة الوقت وسياسة المماطلة والتسويف ولن يكون ذلك من مصلحتها وستأتي النقابة وسيتحقق حلم المعلم من خلال النضال المستمر وسيلتف مع المعلم أخرون لتدعيم مطالبهم المشروعة وسيزداد السقف الى حد لا يرضى به الأخرين وستخلق الحكومة حالة من العداء كما خلقت حالات في كثير من القطاعات الأخرى ،
النقابة قادمة ... والمعلمون مستمرون في حراكهم السلمي والكرة في ملعب الحكومة ، وعليها تحمل المسؤولية بكل جدية وأن تترجم أقولها إلى واقع ملموس يعيشه الجميع بكل محبة وثقة ...
نقابة المعلمين إستحقاق وطني يجب أن يتم
عمر قاسم أسعد

http://knol.google.com/k/عمر-قاسم-اسعد/نقابة-المعلمين-استحقاق-وطني/emrfwy4lwbpw/46#