ربما نسينا - نحن معشر الكتاب بالشأن السياسي الأردني - طبيعة العلاقة بين حزب جببهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لحركة الأخوان المسلمين) والحكومة منذ قيام الدولة الأردنية و القائمة على أساس شعرة معاوية الشهيرة, فانبرينا محللين ومنظرين وربما أخذ بعضنا هذا الجانب أو ذاك باعتبارهما طرفين متناقضين. و لا يراودني أدنى شك بأن السيد حمزة منصور أو غيره من القيادين الأفاضل كان يضحك عندما يقرأ ما نكتب. وربما كان دولة (رئيس الوزراء) يفعل نفس الشي.
ما حدث هذه الأيام من موضوع ادراج أسماء أسماء لامعة من حزب الجبهة بلجنة الحوار الوطني السياسي, وانسحابهم منها بعد ساعات من اعلانها ذكرني بالعلاقة القديمة بين الطرفين وهي شعرة معاوية ما غيرها. وعدت بالذاكرة الى أيام التصريحات النارية للسيد زكي بني أرشيد أيام كان أمينا عاما للحزب, حتى أنني خفت أن يلجأ الطرفان الى حمل السلاح ثم تبرد (حديدة) الطرفين. كذلك يرى المتمعن بالمسيرات فيرى الجبهة تقود المسيرات وفي أوقات حساسة تغيب ولا تشارك.
لكني مع ذلك لا اشعر بالارتياح لهذا رغم أنني واثق الآن ان الحركة لن تشعل العنف بالأردن ولن تدعمه (على الأقل) اذا اشتعل, لا بل ربما تقف ضده. ومصدر عدم الارتياح ان سياسة شد الشعرة وارخائها ربما لم تعد تنفع هذه الأيام باعتبار أن الأيدي التي تمسك بالشعرة قد تفلتها أو تقطعها نتيجة تعدد الماسكين لها. لهذا قد يفلت الزمام ويحدث ما لا تحمد عقباه, فليس الكل مدركاً لطبيعة هذه العلاقة وقد يكون الوقت متأخرا عندما يصحى الأردنيون على مصيبة نتيجة لتصرف عابث غير مدرك لطبيعة هذه العلاقة. سمعنا بالأخبار عن تهديد الشيخ حمزة وأدانه كل شريف حريص على مصلحة الوطن, فهل من أطلق التهديد يدرك فعلا هذه العلاقة؟؟
وبالعودة الى موضوع لجنة الحوار يجب أن يكون للحركة راي واضح بالموضوع ولا تكتفي باعطاء تعبيرات عامة, ويجب أن تشارك باللجنة حتى لو توفر الحد الأدني مما تطلب, فقد سئمنا نحن المواطنين من شد شعرة معاوية وإرخائها. تنفذ الحكومة بالضبط ما تطلب الحركة و من يدور بفلكها من الأحزاب, فتختار شخصيات تمثل كل الأطراف والأديان ولو كنا دولة متعددة المذاهب لوجدنا المذاهب ممثلة ايضاً. فلماذا الأصرار على طلبات ظاهرها الأصلاح وباطنها هو مشاركة فلان باللجنة لأنه شاطر بفرض آراءه أو بعرقلة الأمور اذا لم تأتي الرياح بما لا تشتهي سفنه؛ الأستاذ الدكتور إسحاق الفرحان أستاذي وهو خير من يمثل جبهة العمل الأسلامي اضافة للإخوة الغانمين. لا يمكن الحصول على تفاهم كامل في حالة اختلاف الأطياف ولكن يتم الاتفاق على الغالبية من المطالب.
بقيت نقطة يجب إثارتها هنا وهي تخص الحكومة, فإذا صح الخبر أن المشاركين باللجنة لم يُسشاروا بعضوية هذه اللجنة فإنها تكون هي الأخرى (الحكومة) تلعب بشعرة معاوية بظنها أنها قادرة على التحكم بها. ان التبرير بالقول \" أننا كنا نعتقد أن أحدا لن يتخلف عن اللجنة\" هو تبرير غير مقبول ابدا, لأن الحال هذه الأيام غير الحال زمان عندما كانت الشخصيات تتهافت على الإشتراك باللجان طلباً للمياومات. هذه ايام سيسجلها التاريخ بأحرف نحن من يحدد ماهيتها, وهذه مواقف لا يقدر عليها الا الرجال (كفاءة وليس ذكورة), لهذا كان من المفروض عدم نسيان هذه النقطة ان صحّت فعلاً.
\"ليس لدينا وقت\" عبارة يقولها كل أردني سواء كان حزبيا أو حرّاثا, فكفانا لغوصة بهذه الشعرة لأنه لو انقطعت فستعيدنا الى ايام قبل أربعين عاما أوشكنا أن ننساها.
من كان قلبه على الوطن لا يخذله.
يمد جلالة الملك يده شخصياً لكل الأطياف طالباً العون فهل نرد طلبه. يريدنا أردناً افضل فهل لنا مطلب آحر؟؟؟؟
alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com