زاد الاردن الاخباري -
بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على استقالة الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة من منصب مبعوث الأمم المتحدة ، مازال هذا المنصب شاغرا على الرغم من اقتراح عدة أسماء . المندوبان الفرنسي والألماني أعربا عن تذمرهما وقلقهما من تأخير تعيين مبعوث أممي خاص بليبيا ، ودون تسمية الولايات المتحدة ، ألمح دبلوماسيون إلى أن واشنطن تقف وراء عرقلة تعيين الوسيط الأممي .
بالنسبة لواشنطن يمكن ان تتضمن مهمة الأمم المتحدة الى ليبيا شخصيتين بمهمتين متكاملتين.
في الثاني من اذار/ مارس أعلن الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة، استقالته من منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا ، لظروف صحية.
لخلافته ، اقترح الأمين العام للأمم المتحدة ، اسم الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة، وعلى الرغم من موافقة 14 دولة من أعضاء مجلس الأمن الدولي على وزير الخارجية الجزائري الأسبق ، الا أن واشنطن عارضت هذا التعيين دون تقديم الأسباب . بعد هذا ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن دولًا مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر وربما المملكة المغربية تدخلوا لدى الإدارة الأمريكية ضد لعمامرة .
الأمين الأممي ، أنطونيو غوتيريش ، اقترح اسم رئيسة الحكومة الغانية سابقا ، حنا سروة تيته، والتي تعمل منذ العام 2018 ممثلة للأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي . وهذا الاسم يبدو أنه لم يقنع الأمريكيين ومن وقتها بدا ملف تعيين مبعوث خاص بليبيا مجمدًا ، وهذا ما دفع فرنسا وألمانيا ، المطالبة بتسريع التعيين ، بسبب خطورة الأوضاع في ليبيا .
ماهي أسباب الرفض الأمريكي ؟
المبعوث الألماني في الأمم المتحدة قال "يتحمّل أولئك الذين يقفون وراء تأخير الاتفاق على مقترح الأمين العام في ما يتعلق بالمبعوث الخاص بليبيا ، مسؤولية ثقيلة جدا". دبلوماسيون في واشنطن قالوا ان برلين وباريس لم يتحدثا عن دولة مباشرة، لكنها يقصدان واشنطن التي تعرقل اعلان الموافقة على هذا التعيين .
الولايات المتحدة قالت انها تنتظر تشكيل بعثة "متمكنة قادرة على انعقاد مفاوضات ليبية " وقد قال دبلوماسيون ، أن واشنطن لاترفض بعثة إلى ليبيا تقودها الغانية تيته، غير ان واشنطن تقترح "توزيع المهمة إلى قسمين " ، وسيط سياسي يركز بشكل استثنائي على المفاوضات ، و اخر يتولى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ويكون له نفوذ دبلوماسي وقدرة على التحدث مع جميع الأطراف .
الأمم المتحدة سبق وان عينت أشخاصا في منصبين متكاملين كمبعوث خاص وممثل خاص في قبرص والصحراء الغربية، لكن بعض الدول لا ترى جدوى ذلك إذ أن هذين النزاعين لم يحققا أي تقدّم منذ عقود.