د.بلال السكارنه العبادي
تشكل النقابات المهنية حاضنةً ايجابية نحو تحقيق المصالح لاعضائها في كافة النشاطات المرتبطة بها من مالية وادارية واجتماعية وتنموية وتطويرية تساهم في خلق نوع من التوازن ما بين مصالح اعضائها والمصالح للمؤسسات الاخرى الحكومية والخاصة ، وبما ان المعلمين يشكلون نسبة كبيرة ما يقارب مائتي الف في كافة المدارس الحكومية والخاصة بالاضافة الى العاملين في باقي خارج حدود الوطن ، فلا بد من يتولى رعاية حقوقهم سواء جهة معينة او نقابة متخصصة .
ولأجل ذلك ستحمل النقابة على عاتقها دعم كافة أعضائها والوقوف معهم من اجل بناء التقدم والرقي بالمجتمع والمساهمة الفعالة في إنجاح المسيرة التعليمية والعملية ،فدور النقابة لا يقتصر على حماية حقوق منتسبيها فقط، بل يتعدى ذلك في المساهمة جنبا الى جنب مع وزارة التربية والتعليم في تعزيز روح الانسجام العلمي والعملي الذي يخدم أساسا البيئة المدرسية ويسهم في تقدمها العلمي حتى تصبح المدارس منارات للعلم والمعرفه وبيوتاً للخبرة ومقصد لكافة الباحثين والدارسين من خلال دعم التواصل العلمي والمعرفي والاتصال المباشر من خلال مراكزها الاستشارية والبحثية التي ستسهم في زيادة التنمية المعرفية داخل المجتمع .
اما من الادوار التي سوف تساهم النقابة في تحقيقها الدفاع عن حقوق أعضائها وحماية مصالحهم المهنية.ورفع الكفاءة المهنية للأعضاء والارتقاء بمستواهم المهني و العلمي والثقافي،المحافظة على كرامة المهنة والولاء لها والاعتزاز بها، والكشف عن الابدعات والكفاءات العلمية وتحريك وتنمية الإبداع وصولاً لأعلى الطاقات الإبداعية ، وتوطيد العلاقات بالمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالمهنة وعقد المؤتمرات والندوات على كافة مستوياتها المحلية والإقليمية والقارية وتفعيل العمل بها والمشاركة فيها عند إقامتها بالخارج، والمشاركة الفاعلة مع قطاع التعليم والجهات ذات العلاقة بالمهنة في وضع مشاريع القوانين والقرارات واللوائح التي تهم المهنة ومنتسبيها، وتشجيع التأليف والبحث العلمي بما يخدم القضايا العربية والعالمية والإنسانية لحل مشكلاتها العلمية والاقتصادية والاجتماعية.
ولكن الذي يثير الاستغراب هو لماذا الفوضى الموجودة في مدارسنا والقيام بالاضرابات والاعتصامات وتعطيل الدراسة من قبل المعلمين كنوع من الاحتجاج على عدم الموافقة لحد الان من قبل الجهات الحكومية المختصة على انشاء النقابة ، وبما ان المسالة ما زالت تحتاج الى تفسيرات دستورية وغيرها فلا بد للتريث من قبل اخواننا المعلمين بدلاً من تعطيل مصالح الطلبة وما يترتب عليها من كلف اجتماعية واقتصادية وجعل الابناء يتسكعون في الشوارع والطرقات وما يرافق ذلك من انحرافات بسلوكهم ، بالاضافة الى كلف اقتصادية تتعلق بالالتزام بالعمل والاضرار بمصالح المواطنين ، وكذلك تمييع العملية التدريسية وما يتبعها من استحققات تضر بالطلبه.
ولذلك فلا بد من البحث عن الية مناسبة في ايجاد نقابة للمعلمين تساهم بدورها في الحفاظ على هذا الرقي والتطور في مدارسنا وتكون ذات دور فاعل ومؤثر في تحقيق الانسجام ما بين مصالح المعلمين ورفعة سوية التعليم .
رئيس قسم ادارة الاعمال /جامعة الاسراء
bsakarneh@yahoo.com