على العاقل ان يدرك المتغيرات التي تجري على الساحة العربية بالذات هذه الأيام حيث قام جلالة الملك بتوجيه الرسالة الملكية الى رئيس الورزاء للتأكيد على عملية الاصلاح والحاجة الى خطوات متسارعة بذلك دون الآبطاء ودون أعذار في سباق مع الزمن حتى نكون سباقين في تلك العملية التي وقف البعض عثرة في وجهها بسب تعارضها مع مصالحم الشخصية على حساب مصلحة الوطن ,
الرسالة الملكية في مجملها دعت بعض الجهات مهما كانت لعدم التدخل بالجامعات بإجراءات (( حاسمة وفورية )) او بالقطاع التعليمي – هذا العنصر الشبابي الذي يزخر به الوطن ولا يؤخذ دوره الحقيقي للتفاعل مع قضاياه بسبب عمليات التهميش (( والبعبع الأمني )) الذي يسكن نفوس الطلبة عند كل علمية انتخاب تجري لهم داخل الجامعات وبسبب ما يجري حولها من لغط واتهامات الى بعض التدخلات مما يجعل الأمر صعبا من الطلبة ان يتقبل الانخراط في أي عملية سياسية نتيجة خوفهم من ذلك ,
جلالة الملك قالها أكثر من مرة وأشار لها عدة مرات أثناء اجتماعه مع طلبة اليرموك والجامعات بشكل عام خاصة لترك الطلبة بأن ياخذوا دورهم في ما يرونه مناسبا حتى تتجذر بهم العملية الديمقراطية دون رقيب أو حسيب عليهم ما دام الأمر في النهاية هو حرصنا على الوطن وكل يفكر بطريقته ,,
ان المرحلة الجامعية هي التحول الكبير الذي يجري على شخصية (( الطلاب )) حيث تبدأ التحولات وتتجذر بهم العملية الديمقراطية – فمتى رأى ذلك الطالب متاحا له دون ممارسات قصرية تجري بحقة او بحق زملاءه فحتما سيتفاعل مع كل حدث من حوله ويصبح الوطن يشغله من أجل تغيير ما يريده على ارض الواقع دون أن يسكنه هاجس الخوف بل تتحرر النفس من تلك الضغوطات التي اصبحت من الماضي ولا تتناسب مع حاضرنا والذهنية التآمرية على كل فعل وتصرف يراقب الطلبة ,
لم نعد نخشى من أحد ولا من أي تيارات – اسلامية – او يسارية أو يمينية – فالتطرف ليس من شيم الأردنيين فهي تحمل هموم الوطن كل حسب تصوراته وتبقى تلك الطروحات محط اختيار (( فئة الشباب ))فيما يتناسب مع تفكيرهم لتحديد المسار الذي يختارون السير فيه دون توجيهات أو ضغوط من أي جهة كانت أو تعتبر نفسها وصية على الوطن وعلى حركة كل مواطن ليسكن فيه هاجس الخوف الذي زرع طيلة عشرات السنوات المنصرمة ,
دعم ملكي ورسالة واضحة لمن يعنيــه الأمــر ذلك بترك الشباب والجامعات وكل قياداتها ان تأخذ مسارها الصحيح لتثبت الريادة في المخرجات لأجيال المستقبل والقرارات التي تحقق للشباب طموحاتهم وتجعلهم يبدعون من اجل خدمة الوطن دون إملاءات من أحد عليهم في كل اختيار يريدونه داخل جامعاتهم او خارجها بحيث يتحرر الفكر وتنكسر القيود وتصبح حريتهم ابداعا وتميزا من أجل خدمة الوطن في البناء على تصورات يريدونها لتحقيق أحلامهم وآمالهم في غد متحرر ومشرق يخدم الأجيال ويبني وطنا عصريا ولا مكان للمترددين بعد اليوم ,,
أحمد سلطان دولات