زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري أن وباء كورونا هاجم العالم بشكل كبير وأوقع عشرات الآلاف من الضحايا وغير منهج العالم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وكان الأردن احد ضحايا هذا الوباء إلا انه جاءنا بشكل مخفف تمكنا بقدراتنا الصحية من منع انتشاره ومحاصرته .
وأضاف المصري انه كان لابد من منع هذا الوباء من الانتشار حتى لا نقع في خطأ أو خسارة كبيرة فما كان من وزارة الصحة الا القيام بوضع نظام قاس للحد من انتشار هذا الوباء وتم بطريقة جيدة ونجحت وزارة الصحة في منع تمدد الوباء في الأردن رغم الكلفة الباهظة التي دفعها الجميع من المحاصرة في المنازل لفترة طويلة ظهرت خلالها مآسي لأكثر من نصف الشعب الأردني .
وقال المصري أن إصرار وزارة الصحة على المضي في التشديدات بعد وصول مرحلة خطورة الوباء الى مستوى متدني ساهم في عدم قدرة الشعب على تحمل نتائج الأزمة لافتا ان الحكومة تأخرت في إجراءات التخفيف على المواطنين ما جعل البعض يشكك بوجود الوباء من جهة او باستغلاله لتنفيذ مصالح دول لدى اخرى رغم التيقن من وجود الوباء في معظم دول العالم ووقوع عشرات الآلاف من الضحايا في مختلف دول العالم لاسيما العظمى منها .
وبين المصري انه وبعد ان تمكنا من محاصرة الجائحة ظهرت مشكلة قد تكون اخطر من كورونا وهي الوضع الاقتصادي الذي تمر بها البلاد مع تراكمات كبيرة وضرائب إضافة إلى القرارات الحكومية والتي تمثلت بإغلاق البلاد لمنع انتشار الوباء ووضع قيود وإجراءات زادت العبء المعيشي للأسر .
ولفت المصري ان الحكومة ستواجه تحديات وضغوطات كبيرة وخطرة لاسيما بعد ازدياد أعداد كاظمي الغيظ في ظل شعور محدود بخطورة الوضع من جهة الحكومة رغم وجود معاناة حقيقية لدى الشعب وجوع واضح وملموس فثمّة مشاعر عامة وجامحة ومتنوعة وهناك ضحايا الفقر والبطالة، والمتعطّلين من حاملي الشهادات الجامعية والعليا؛ أولئك الذين لم تَعُد تقنعهم أحاديث وإعلانات الحكومة عن تحسّن مستوى المعيشة؛ ولعلّ الأخطر، في كلّ ذلك، هو ما وصل إليه المواطن من اعتقاد بأنّ الحكومة تسرق منه قوت أبنائه..!
وأضاف ان ثقة الأردنيين بالإجراءات الحكومية لم تتغير وأصبحت منخفضة وان الحكومة باتت لا تسمع لأصوات الناس والظلم الذي يقع عليهم ما قد يتسبب بزيادة الشعور بالغضب .
وطالب المصري بلملمة المجتمع وأمور الدولة وإيجاد حكومة ممثلة للمجتمع تشعر بهمومهم واحتياجاتهم لافتا إلى ان ما يجري على الساحة الأردنية ومحيطها لاسيما في فلسطين وما تعانيه من قرارات إسرائيلية جائرة يجعلنا بأمس الحاجة الى حكومة قوية تستطيع حمل هذا الثقل وإظهار موقفنا الراسخ وان ظهر الأردن ليس واطٍ ، معتقدا ان الخطر القادم كبير والنار وصلت الينا ولم تعد حولنا وعلينا حماية الأردن من الأطماع الإسرائيلية .لافتا إنّها مرحلة تجعل الأردنيين جميعا يتحسّسون الخطر على كيانهم وهويتهم ومستقبلهم وثقافتهم. ما يفرض علينا جميعاً الوقوف سداً منيعاً، ويداً واحدة، في مواجهة ما هو قادم من مشروع صهيونيّ.