زاد الاردن الاخباري -
تسع سنوات مرت ومبعدو "كنيسة المهد" إلى أوروبا وقطاع غزة لا يزالون محرومين من العودة لديارهم، بخلاف الأعراف والقوانين الدولية، في حين فشلت السلطة الفلسطينية في إقناع إسرائيل بتسوية قضيتهم.
من هؤلاء جهاد جعارة (40 عاما) ورامي كامل (33 عاما) من الضفة الغربية اللذان يعيشان في إيرلندا ولا يكفان عن المطالبة بتمتيعهما بحقهما في العودة الفورية إلى وطنهما.
وحمل جعارة -وهو ناطق بلسان المبعدين إلى أوروبا- الاحتلال مسؤولية إبعادهم عن وطنهم وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية، لافتا إلى أن السلطة الفلسطينية تحاول طرح قضيتهم في اتصالاتها مع إسرائيل في محاولة لإعادتهم.
ويتابع "كنا وما نزال مناضلين من أجل الحرية والكرامة والعودة، وبهذه الروح نطالب المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي بمساندتنا، فقضيتنا سياسية وحقوقية".
وكانت إسرائيل قد أبعدت -بعد محاصرتها كنيسة المهد في بيت لحم عام 2002 خلال عدوان الجدار الواقي- 13 من المقاتلين الفلسطينيين إلى أوروبا، و26 إلى غزة باتفاق شفهي مع السلطة الوطنية دون تحديد انتهاء الإبعاد، وباتوا جميعا يعرفون بـ"مبعدي الكنيسة".وحرم جهاد، كبقية زملائه، من لقاء أسرته وأطفاله الأربعة (9-12 سنة) في مخيم العروب قضاء الخليل، أصغرهم صامد الذي رزق به في أول يوم بلغ فيه إيرلندا مبعدا شهر أيار(مايو) 2002.
ويكتفي جهاد بالتواصل مع أطفاله وأسرته عبر الهاتف، وسبق لإسرائيل أن رفضت طلبا إيرلنديا بالسماح له بالمشاركة في تشييع والدته ووالده وشقيقه الذين قضوا منذ 2006 تباعا.
وقال في لقاء مع الجزيرة نت في إيرلندا "رغم ضيق الحال والكلفة الباهظة للهاتف، إلا أن مشاعر الأبوة تدفعني للاتصال بهم يوميا محاولا منحهم بعض حنان الأب، وكل مرة أجدهم هم من يمنحونني الحنان ويشدون من عزيمتي".
أما المبعد رامي كامل الذي فقد ذراعه خلال مسار المقاومة ضد الاحتلال، فيؤكد للجزيرة نت أنه لا يتوقع دمج المبعدين ضمن صفقة تبادل أسرى، ويتابع "لن نكون أنانيين فهناك أبطال خلف القضبان ولهم الأولوية".
ويؤكد رامي الذي رزق بعد زواجه في المنفى بثلاثة أطفال (فلسطين، قصي، صابرين) "نحن صابرون كبقية أبناء شعبنا ولا بد للفجر أن يبزغ".
وفي كلمة للفلسطينيين يقول جعارة "بعد تسع سنوات من الإبعاد ما زلنا نقول إننا لن نقبل أرضا غير أرض فلسطين، وإيماننا بالله كبير، وثقتنا بشعبنا راسخة، وسنعود لفلسطين فقد ولدنا أحرارا وسنبقى أحرارا"، وأضاف "نار فلسطين أفضل لنا من جنة أوروبا".
وتقوم كفاح حرب، أرملة الشهيد عبد الله داهود -أحد المبعدين إلى الجزائر- بقيادة الحملة الوطنية لإعادة مبعدي كنيسة المهد، من أجل طرح قضيتهم في المحافل المحلية والدولية بغية تحقيق آمالهم بالعودة إلى وطنهم.وأكد رئيس مركز دراسات للحقوق والسياسات يوسف جبارين أن قضية مبعدي الكنيسة تسلط الضوء مرة أخرى على سياسة الاحتلال القمعية ضد الفلسطينيين، موضحا أن القانون الدولي الإنساني يمنع الدولة المحتلة من إبعاد أهل البلاد الأصليين عن بلادهم.
وشدد على أنه آن الأوان لتكون قضية المبعدين جزءا من المطالب السياسية الفلسطينية، لافتا إلى أنهم لم يوافقوا أصلا على إبعادهم لهذه الفترة الطويلة.