بقلم : وليد خليفات
لست حزبيا ولا محللا سياسيا او اقتصاديا, ولكن من خلال قراءتنا للأحدث ومتابعتنا لتسلسلها وأسلوب طرحها, وكما هم لهم توجهاتهم الحزبية فنحن ايضا قادرون و لنا تحليلاتنا المرسومة بحروفهم التي يكتبونها او ينطقون بها عبر الإعلام بهدف نشر الفكر الخاص بهم, الذي يقوم عادة على التجريح والتشهير وتعمد الإساءة للغير, ومن خلال ما نسمعه ونشاهده من بعض الشخصيات التي تريد فرض نفسها على أرض الواقع تحت مسمى الحزبية والديمقراطية, وكما لهذة الشخصيات فكرهم الخاص بهم فنحن لنا كذلك, و نختلف دوما" معهم لأننا نحمل بفكرنا المتجسد حب الوطن الذي لاتعلوا علية مصالحنا الشخصية والذي يدعونا دوما" لرفض الأحزاب السياسية التي تسهم بفكرها ونهجها في تضليل توجهات الشارع واستغلال رغبات الشعب لمصالحهم الخاصة، وتؤدي الى إضعاف القيادة العليا للبلاد وتسعى الى تأجيج المجتمع بقضايا وهمية وبسوء نية وبتعمد لتدق أجراس أخطار لقضايا معينة نابعة عن توجهات حزب سياسي ضد حزب سياسي آخر لخلق الفتن والقيام بمظاهرات وتمرد وخروج للشارع باسم الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد.
إن ما يدعيه اليسار الأردني بما يحمله الفكر (الناهضي) وما يسمى بقيادة جماعة الأخوان حقيقة أصبحت لا تخفى على الشارع الأردني, ومن يراقب ويسمع ويقرأ تصريحات أي من قياديهم يدرك انها حركات و أحزاب تبحث عن الأضواء، وتسعى الى لفت الانتباه حولها، و إعطاء انطباع للشارع الأردني بأنهم قادرون على إحداث تغيير وإصلاح سياسي ليزداد اهتمام الشارع بهم وينجذب نحوهم, وهم في حقيقة الامر وكلنا نعرف ذلك حقا ينفذون سياسات مرسومة لهم ممن أوجدوها وغذوهم لخدمة مصالحهم الشخصية البحتة وحماية ما سرقوه ونهبوه من اموال الشعب في العقد الأخير المنصرم.
فالندوات والظهور التلفزيوني لقيادييها، وحماسهم بالحديث حول مواضيع تدغدغ مشاعر وعواطف الشعب الأردني, من خلال التصريحات الصحفية المُلهبة التي تؤكد لنا ذلك, فالبشر يحتكمون دائما الى العاطفة في الحكم على الناس أكثر من ترجيح العقل والأخذ بمنطق التحليل, والأمثلة كثيرة على ذلك ولكن ما لفت نظري هو الحديث عن ملف سكن كريم الذي تم تحويله الى هيئة مكافحة الفساد, ويجري التحقق به الان, ومحاولتهم بكل تعمد صارخ إسقاط هذا الملف وحصره بشخص معالي المهندس سهل المجالي, وكان سكن كريم وجد ونفذ وفشل في عهد معالي سهل فقط, ولم يأتي بعده ثلاثة وزراء في حكومتين متعاقبتين بثلاث تعديلات سابقة, وإصدار الحكم على شخص سهل المجالي مسبقا دون النظر الى أن الموضوع لا يزال في التحقيق الأولي وللعلم بأن معالي المهندس سهل المجالي لم يطلب بعد للتحقيق, ولذلك لا يجوز لأي جهة كانت ان تقوم بالمطالبة بمحاكمته قبل الانتهاء من التحقق من الأمر من قبل هيئة مكافحة الفساد, الا ان الحال مختلف تماما هنا، فهناك اتهامات نسمعها من حركة اليسار الاردني وجماعة الإخوان المسلمين المنصهرون في حركة جايين, وفيها تم نطق الحكم مسبقا على شخص سهل المجالي متجاهلين ما سوف تؤول إليه التحقيقات الرسمية, وبغض النظر عن ماهية الحكم ونتيجته فيما لو ذهب الملف الى المحكمة، وكلنا يعلم أن الرجل كان وزيرا للأشغال العامة في فترة زمنية مدتها قد لا تتجاوز العام, وقد تم تسليم ملف سكن كريم الى الوزير الذي جاء بعدة قبل ان ينتهي العمل من إنجاز هذا المشروع, اي بمعنى ان دوائر الاتهام لا بد ان تطال أشخاص آخرين وليس معالي سهل وحده بحالة تم إستدعائة للتحقيق , وان كان سهل قد أخطأ في العهد الاول من سكن كريم, فلماذا لم يقوموا من أتوا من بعده بتعديل الوضع وتجاوز الأخطاء او على الأقل إيقاف المشروع والإبلاغ انه فاشل وفيه شبهات فساد؟؟؟ .
سينتهي التحقق والتحقيق بحالة الأستدعاء وتعلن نتائجه بالتبرئة او الإدانة لأي من الأشخاص الذين سيحولوا الى المحاكمة, وهذا منطق الأمر ولا يختلف عليه اثنان, ولكن كثرة الحديث به وعنه وجعل الموضوع قضية وطنية وبإلحاح للنيل من شخص معالي المهندس سهل المجالي, يجعلنا نشكك بان إسناد التهم إليه وفي هذا الوقت بالذات من قبل حركة اليسار الاردني بفكرها ( الناهضي ومن ورائه) وجماعة الإخوان المسلمين والمطالبة بمحاكمته بحجة أنة مسئول عن الحدث والملف لدى هيئة مكافحة الفساد, له عدة تحليلات ولنا الحق ان نفترضها بسوء نية كما هم يفترضون سوء النوايا لدى الغير دائما, و أولها أن الهدف من التركيز على اسم معالي المهندس سهل المجالي هو إظهار أبناء العشائر الأردنية بمظهر أنهم إما فاسدون او جاهلون, فعندما نقول ان المعني بالاتهام هو شخص ينتمي لعشيرة المجالي ويحمل اسم والده الذي لا نشكك بأنه من بين الشخصيات المحسوبة من هذه العشيرة و على مستوى الأردن كله, والتي لها تاريخ عريق وحضور على كافة الأصعدة منذ هية الكرك وثورتهم على الأتراك عام 1910, مرورا بالثورة العربية الكبرى وليومنا هذا فإن المعنى قد يطال اسم العشائرية عامة ، كذلك فهناك تفسيرات اخرى تجعلنا نشم فيها رائحة الانتقام من شخص معالي المهندس سهل المجالي الذي يحمل اسم والده الباشا أمين عام حزب التيار الوطني معالي عبدالهادي المجالي, فتأجيج مشاعر الشارع الأردني بقضايا لازالت في بداية التحقق منها يدل على أن هناك استغلال واضح لتحقيق مصالح شخصية او لتصفية حسابات هدفها النيل من سمعة أشخاص قد تؤثر على مستقبلهم وقادرة على الوقوف أمامهم حين يستلزم الامر وتعريتهم أمام القيادة العليا في البلاد و أمام الشعب كله.
بهذه الطريقة نعود مرة اخرى لنقول: أن الفكر الناهضي ومن يمثلهم من رجالات الظل, وفكر الإخوان مجتمعين, لهم مهارات بالتضليل والخداع في هذا الموضوع وغيره, فهناك قضايا وطنية وقضايا تهم المواطن الأردني كان الأجدر بهم البحث عنها وتقديمها على انها من الأولويات, وكم كنا نتمنى ان نجد اليسار الأردني بفكره الناهضي او جماعة الأخوان المسلمين كانوا قد تبنوا نهج الإصلاح لدوائرهم المغلقة وأنفسهم، لا ان يقوموا ببث روح الفتنة باسم الإصلاح ومحاربة الفساد متجاهلين ان مثل هذا التأجيج يراد به الفرقة بين أبناء الشعب الوحد فإلى متى يُسمح باستمرار هذا الفكر الحزبي الدخيل المستورد الأرعن الذي يقود البلد الى التأزم المتواصل مستغلا الديمقراطية التي تتمتع بها المملكة الأردنية الهاشمية, وهل ان استمروا على نهجهم يعتقدون ان الجسد الاردني الواحد سيتركهم ويسمح لهم بتقطيع الأوصال دون ان يهب الاردنيون الأحرار لنجدة بعضهم البعض, وتصفية هؤلاء الذين استغلوا ما بناه أجدادنا من وطن حر كريم, يستغلون ما ضحوا من اجله الرجال الأوائل أسوأ استغلال, وبدلا من الشكر والعرفان لا يلقى أحفاد رجال البادية الا الجحود والنكران, ولكن قد رميتم بحبالكم تخدعون الناس انها أفاع تسعى, ولكن عصا موسى ستتلقفكم وإياها ان لم تعلنوا ان الله حق وان العشب الاردني فوق كل اعتبار, احترموا المبادئ والأصول, ولا ننكر حقكم بل هو حقنا كلنا ان كل من تثبت عليه تهمة الفساد يجب ان يحاكم بالقضاء وليس بنواياكم و ورغباتكم الشخصية الخاصة.
حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية, وحجب الله عنا الفتنة وحمانا منها.
وليد خليفات
سلطنة عمان_مسقط