تخيلوا معي .. !
الرسالة التي وجهها جلالة الملك الى رئيس الحكومة تعد خارطة طريق لا تترك مجالا للاجتهاد أو التقدير أو انتظار تعليمات من فوق وجاء الحسم بتأكدي جلالته بأنه لن يلتمس بعد اليوم عذرا للتأخير في دورة الحياة في عروق الإصلاح " السياسي والاقتصادي " المطلوب.
في الرسالة الملكية وضع جلالته النقاط على الحروف حتى لا يتوه " أي كان معني بالتنفيذ " وركز ضمن ما ركز على الآفة الشد فتكا في مجتمعا " الفساد بإشكاله ومحترفيه " مطالبا باجتثاث الفساد وبملاحقة ومحاسبة الفاسدين المفسدين لينالوا ما يستحقون من عقاب .
الكرة الآن في ملعب حكومة البخيت الذي قبل متحديا تحمل المسؤولية في هذا الظرف الصعب فلا مجال للتراخي ولا للمهادنة والأمر كما قال جلالته يستوجب بدء الحكومة خطوات ذات نتائج ملموسة في مناحي الحياة كافة وليكن موضوع الفساد ومحاسبة الفاسدين في أعلى سلم أولويات الحكومة .
ندرك تماما أن " المتهم بريء حتى تثبت إدانته " لكن وبالمقابل ... لا يمكن تغطية الشمس بغربال وشبهات الفساد التي تدور حيال العديد من الشخصيات نصدرها أحوالهم التي تغيرت ليلة وضحاها حيث باتوا ينعمون بعيش رغد من سابع المستحيلات أن يكون ذلك اعتمادا على رواتبهم ولا استعجب هنا من أقوال بعضهم ردا على تساؤلات حيال مصدر ثروتهم " المهم أول مليون والباقي سهل ... امسك الجمل وخذ باجه ... عم يحسدونا .... بدل تعبنا ...
تخيلوا معي حال المواطنين حال سماعهم بقرارات حازمة يتم اتخاذها في هذا الشأن كأن يتم على سبيل المثال وهو" واجب دستوري " فتح تحقيق مع مثل هؤلاء للوقوف على حقيقة إثرائهم المفاجئ مع منعهم من السفر ووضع إشارة الحجز التحفظي على أملاكهم المنقولة وغير المنقولة إلى أن يتم استكمال التحقيق معهم فقد سمعنا عن قيام البعض بتهريب الأملاك بصورة أو أخرى إلى خارج منظومة الأسرة فيما آخرون قاموا ببيع أملاكهم وتهريب أموالهم إلى خارج أسوار الوطن وينتظرون الفرصة المناسبة ليحملوا حقائبهم والسفر .
حكومتنا الرشيدة ما زلنا نعول عليكم الكثير الكثير لتفعلوه من اجل الوطن وأبناءه ... فهل نحن مصيبون أم مخطئون هداكم الله .