بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني - في خضم وجود فيروس كورونا وانتشاره بهذا الشكل الذي أصبح مقلقاً نوعاً ما، تريد إسرائيل بالتعاون مع أمريكا تطبيق صفقة القرن، وكما هو واضح بأنها تريد أن تبدأ بضم غور الأردن إلى الجانب الإسرائيلي الهالك؛ وهناك من يرفض وهناك من يؤيد وطبعاً الأردن رافض لهذا الإجراء الأُحادي الجانب.
كانت مواقف الأردن واضحة بأن هذا الضم سيكون له عواقب وخيمة وصِدام كبير ومن شأنه أن يغير الأردن إستراتيجيه؛ هذا ما جاء على لسان ملك الأردن، كما وأعلنت الحكومة الأردنية بان الضم في حال حصل سينسف معاهدة السلام بين الأردن والكيان الإسرائيلي، وهذه مواقف تعتبر مشرفة للأردن بأن تقوم برفض مثل هذه القرارات الإسرائيلية.
هذا هو موقف ملك الأردن والحكومة الأردنية، وهذه المواقف مدعومة من قبل الشعب الأردني بشتى الأصول والمنابت، فهناك شعباً أردنياً موحداً يسير خلف القيادة، والتلاحم الذي ظهر مؤخراً بعد أزمة كورونا ازداد هذا التلاحم، علماً بأن الشعب الأردني برغم وجود سفارة إسرائيلية في الأردن فنسبة التعامل مع هذا الكيان تعتبر صفراً، حيث لا علاقة بين هذا الكيان والشعب الأردني، ومهما حاول هذا الكيان التقرب من الشعب الأردني تزداد الفجوة أميالاً، فالأردن مستعدة للأسوأ في حال تم قرار الضم الأحادي الجانب.
مواقف الأردن ضد قرار الضم ليست وحيدة بل هناك دول عالمية ولها تأثير تقف مع الأردن بهذا الموقف الإستراتيجي، فمثلاً روسيا وبعد أن أفاق الدب الروسي من نومه كان من أول قراراته المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، كانت في موسكو اجتماعات بين الفصائل الفلسطينية للمصالحة، وهذا طبعاً لا يروق للولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم التركيز على حل الدولتين وكان الإعلان الروسي بأن تطبيق صفقة القرن لا يمكن أن يتم، وسيتم التعامل بحل الدولتين فقط.
هذه المواقف تزيد الأردن قوة وتصميم على رفض قرار الضم وصفقة القرن، وبرغم السجال القائم الآن بين أمريكا والصين على فيروس كورونا والاتهامات المتبادلة بين الدولتين، يكون التنين الصيني قد صحي من جديد، ومن قراراته المتوقعة برفض الضم بما انه متحالف مع روسيا وإيران، وهذا الحلف كما هو واضح قوي وله تأثير كبير على قيادة وسيطرة أمريكا على العالم وهذا الذي أدى إلى إضعاف هيمنة أمريكا على العالم.
العالم الآن في حالة غليان سواء كان بسبب كورونا المنتشر في جميع أرجاء الأرض وطريقة التعامل مع هذه الجائحة، وما يحصل الآن في الولايات المتحدة الأمريكية من اضطرابات ضد العنصرية المتبعة في هذه الدولة، وانتشار هذه المظاهرات إلى دولاً عالمية أخرى ضد العنصرية مثل فرنسا وبريطانيا، هذا الأمر له تأثير كبير على تطبيق صفقة القرن، بما أن الكيان الإسرائيلي لن يجد من يقوم بدعمه للاستمرار في هذا القرار، فكل دولة مشغولة بما يكفيها من اضطرابات داخلية وغيره.