إن الفوضى ستحل بالبلد, إن الأوضاع ستصبح على كف عفريت, الله يستر, إن الأمور إن انفلتت فلن ترتبط مرة أخرى, إننا أمام أعداء متربصين بالبلد وأمنها واستقرارها سيسرهم ما سيجري, لا تنسوا الشامتين من دول الجوار, إياكم وأصحاب الأجندات الخارجية, يعني عناصر تتحرك بأوامر من دول معادية, , لا توقظوا الفتنة, احذروا من كسر هيبة الدولة, أو التعدي على مقامات عليا, هناك من يسعى لإزعاج للسلطات, أو إضاعة مكتسبات الوطن المتراكمة, الاعتصام والمسيرات بدعة, وكل بدعة ضلالة, الأردن ليس تونس ومصر, الاستقرار خط أحمر, و وووو \", هذا جزء من السنفونية التي مللنا سماعها وليتها تتوقف.
هل تقصدون الاعتصام الذي أجمع عليه معلمو الوطن وحاملو لواء تربية الأجيال وإعداد النشئ للمطالبة بحقهم في نقابة تنظم عملهم وتحقق أهدافهم وتضمن حقوقهم, هل هذا عمل من أعمال العفاريت, أو أنه ضرب من الجنون والشعوذة؟
هل نصنف الحراك الشبابي في دوار الداخليه جزء من أجندة خارجية؟ وهل مطالب الشباب بما يضمن لهم مستقبلاً واضحاً أنه رجس من عمل الشيطان, وأن تحقيق مطالبهم المنطقية هذه سيشمت بنا الأعداء؟
هل المسيرات التي وحدت قوى المجتمع وأطلقت مواهب المواطن \" الغلبان\" للتعبير عن نفسه والمطالبة بحقوقه الأساسية, هل هؤلاء عملاء يتسترون بمحاربة الغلاء لتنفيذ مخططات؟
هل التعبير السلمي ووقوف موظفي دائرة ما أو صحيفة ما بمنتهى الأدب والتنظيم الحضاري للمطالبة بتأمين صحي أو مطلب وظيفي, هل هذا يندرج تحت بند الانفلات الأمني؟
هل اعتصام الطلاب في الجامعات, مطالبين بكف التدخلات, من عناصر المخابرات, في سير الانتخابات, أو حتى التعينات, وأحياناً العلامات, هل هذا كله قدح للمقامات وتطبيق للأجندات؟
عزيزي الشعب الأردني, لا داعي للخوف, القصة وما فيها أننا نمر بمرحلة مؤقته, ازدحمت بها فعاليات تنادي بإصلاحات وتنفيذ مطالب متأخرة جداً, وقد يحتاج الأمر أحياناً للتصعيد والتلويح, فصاحب الحاجة أرعن, وأما الطرف الآخر فقد أسمعت لو ناديت حياً, لهذا فالأمر يحتاج بعض الوقت, لكنه لن يطول, وأؤكد أنه الأوضاع ستهدأ, لكن ليس قبل تحقيق مطالب الشعب الذي أراد الحياة.
إن الأبواق التي تولول على مصلحة البلد وتبكي على المكتسبات هي كاذبة, هي تولول وتبكي على مصالحها ومكتسباتها الشخصية وتخشى عليها من الضياع, وما الفوضى التي يخوّفونا منها إلا التي نعيش فيها؛ فوضى القوانين المؤقتة, وفوضى الغلاء, وفوضى تغوّل الأجهزة الأمنية, وفوضى التزوير, وفوضى تدمير التعليم, وفوضى الخصخصة, وفوضى توريث المناصب,,, هذه هي الفوضى الحقيقية التي أصبحت تُسن لها القوانين وتُعدل لها الدساتير.
فلنتكاتف جميعاً, ولنصعّد من احتجاجاتنا الوطنية السلمية الحضارية على مدّعي الوطنية, ولنرفع السقف, ولنقف مع شباب التغيير, لنؤيد المعلمين, لنبارك جهود المعتصمين, لنشارك جميعاً بالمسير, لنطارد البقية الباقية من الفاسدين, ولنقطع أيديهم, حتى لا يتهمنا أحد أننا نضع البلد على أكف العفاريت.