زاد الاردن الاخباري -
خاص / أيهاب سليم - السويد:
في كلمة مطولة القاها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أمام قادة الجيش والوزراء العراقيين والسياسيين العرب عام 1990, قبيل حرب الخليج الثانية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والحلفاء, أتهم صدام حسين امريكا واسرائيل بانهما يسعيان لنهب بترول الشرق الاوسط فيما وصفها بـ"المؤامرة" على العرب, وفقاً للتسجيل.
واضاف صدام حسين: " قلنا بوضوح في تلك المناسبة التي قلناها في عمان على مقربة من أضوية القدس, قُلنا بان فلسطين ينبغي ان تتحرر, بل ويجب ان تتحرر, وكان هذا القول يبدو غريب على مسمع بعض الاوساط لان الدبلوماسية العربية قد مردت التعابير ومسحت كل حافاتها الحادة التي تظهر القضية بوصفها الصحيح فاعطتها اوصاف شيء حقوق العرب في فلسطين وشيء حقوق الفلسطينيين في ارضهم وشيء وشيء, اما تعبير تحرير فلسطين وكانه اصبح حالة غير مسموح ان يلفظها على الاقل المسؤولين في الدولة لكل الدول العربية بلا استثناء, قلنا ان فلسطين عربية ويجب ان تتحرر, ولم نكتفي باطلاق الكلام العام وانما قلنا باننا نرى اضواء القدس من بغداد على خط مستقيم بل ان القدس تعيش في ضمائرنا يوميا ولن ننساها", وفقاً للتسجيل.
واكمل صدام حسين قائلا: "ثم عرجنا على دور امريكا في المنطقة ووصفناه, ومكانتها في العالم بعد اختلال التوازن ووصفناه, وقلنا بوضوح بان امريكا ستنفرد في العالم لمدة قد لا تزيد على خمس سنوات انفراداً منفلتاً, فهل ستتصرف امريكا بمسؤولية الجهة المنفردة عندما يدخل الله الحكمة على عقول من تنفتح امامهم مثل هذه الفرصة ام انها ستتصرف بطريقة انانية بغيضة وستتصرف بطريقة الشهوة على العالم لاملاء ارادة الشيطان عليه بدل من دخول الحال مدخل العلاقة الانسانية المتوازنة الشريفة القائمة على الحوار والتفاعل الانساني في العلاقات والمصالح ورجحنا وقلنا بان اغلب الظن بان امريكا سيختل توازنها وستحاول فرض ارادة شريرة متسلطة على العالم ولكي يتم لها هذا لا بد من ان تسيطر على بترول الشرق الاوسط, وعند ذلك لا سباب ستراتيجية كونية وليس لاسباب تتعلق بالعرب لوحدهم فان السيطرة على ارادة العرب مطلوبة من امريكا في هذه المرحلة اكثر من اي مرحلة مضت, وعلى العرب ان يعدوا العدة لمثل هذا التحول, ولم نكتفي بهذا بل قلنا باننا سنقاوم هذه المحاولة لانها تمس بانسانيتنا وبالانسانية العامة وتمسُ بمبادءنا القومية والوطنية, وربما بعض العرب لم يتمعنوا بما فيه الكفاية بذلك الخطاب ولكن الصهاينة والامريكان تمعنوا بالخطاب وعرفوا بانهم شخصوا بوقت مبكر وبان مسارات تصرفهم قد شُخصت من طرف عربي قد يتمكن ان ينقل هذا التصور بطريقة او باخرى الى اشقاءه العرب لاحقاً, وبان طريق افشال هذا المسار رُسم ايضاً وانه ضمن حسابات امريكا واسرائيل يعتبر من المسارات الخطرة, اي من العلامات الخطرة لايجوز ان تُشخص نواياهم في وقت مبكر ولا يجوز ان يُرسم المسار لمواجهة مثل هذه النوايا باطارها الصحيح في وقت مبكر", وفقاً للتسجيل.
واضاف صدام حسين قائلاً: "بدات المؤامرة التي أبتدات قبل هذا الوقت في وقت بعيد, بل انكم تعرفون وبامكاننا ان نعرف ان المؤامرة بدات اساساً بالحرب العراقية الايرانية, عملية الهاء للعراق, وحتى من طرف اخر عملية الهاء لجانب من قدرات ايران الخيرة لاظهار الجانب الذي يوصل الامور الى المهاول الخطرة, ويقيناً بان الذي كان يغذي هذا هي نفس اطراف التحالف الان التي تقف بالخط المضاد سواء أكان العربية منها او التي تُسمى العربية منها او الاجنبية, وبالذات أطالة الحرب, وكنا نعرف هذا تماماً, وكان يتخلل هذا المسار نوع من التعرجات التي تفرضها متغيرات ظرفية فرعية, فيقف هذا الطرف وكما يبدو وكانه يريد انهاء الحرب ويستمر ذلك الطرف الاخر عند رغبته في ان تستمر الحرب, كل ذلك يدخل ضمن تكتيكات ظرفية فيما يتعلق باظهار الرغبة لانهاء الحرب اما الخط العام لهذه الاطراف نفسها التي تتحالف اليوم سواء التي منها من التي تحمل جنسية عربية او من التي تحمل جنسية اجنبية, كانت كلها تعمل ونحن نعرف بانها تعمل على استمرار الحرب بين العراق وايران", وفقاً للتسجيل.
واكمل صدام حسين قائلا: "ثم بدات المؤامرة تُعبر عن نفسها بشكل صارخ من غير اغطية تُغطي الخجل الظهوري مرحلياً او محلياً, فاسفرت عن كل بشاعتها في عام 90, وفي اذار من عام 90 أنقطع عن العراقيين الخبز المستورد من امريكا قبل أحداث الخليج. حيث الغيت صفقات للحنطة وكل ما يتعلق بالغذاء ثم برزت الدعوة الامريكية على نطاق واسع في كل اوربا واليابان في مقاطعة العراق اقتصاديا وتكنولوجيا وعلمياً والى اخره واتخذت سلسلة من الاجراءات بعضها كان اتخذ عام 1989 والسيطرة على تكنولوجيا الصواريخ ثم استمرت الامور تتصاعد..", وفقاً للتسجيل.