زاد الاردن الاخباري -
وصلت موجة تحطيم تماثيل رموز الاستعمار والاتجار بالبشر إلى المغرب بطريقة طريفة، حيث ظهرت عريضة إلكترونية تطالب بإزالة تمثال الجنرال ”هوبرت ليوطي“ المنصوب بالدار البيضاء، وتعويضه بتمثال الشخصية الكرتونية ”غراندايزر“.
العريضة كتبت باللغة الإنجليزية رغم أنها موجهة للقنصلية الفرنسية العامة، التي ينتصب التمثال على مدخلها منذُ عام 1955، وفي ذلك تمرد على لغة المستعمر، خصوصًا أن السلطات الفرنسية تبذل الكثير من الجهد والمال للحفاظ على مكانة لغتها عبر العالم.
ووصفت العريضة الجنرال ليوطي بـ“الضفدع الاستعماري القبيح جدًا“، مطالبة باستبداله بما هو أفضل تمثال ”غراندايزر“، الذي تعلق به أطفال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
وكان هوبرت ليوطي أشهر مقيم عام مثل الاستعمار الفرنسي في المغرب بين الأعوام 1912 و 1925، وعرف بماضيه الدموي الذي تمكن خلاله من إخماد انتفاضات الثوار المغاربة خصوصًا بمناطق الريف والأطلس المتوسط، وإخضاع جزء واسع من الأراضي لسلطة بلاده.
وآنذاك، سيطر على النظام الإداري بالبلاد بنقله العاصمة من مدينة فاس إلى الرباط، وعين عملاءه في مراكز المسؤولية، ونجح في التحكم الاقتصادي والسياسي بفضل خبرته السابقة في الجزائر.
وأصبح أسلوب تحطيم التماثيل رمزًا للتمرد عبر العالم منذ مقتل الأمريكي جورج فلويد على يد عناصر الشرطة، حيثُ كانت البداية بعد احتجاجات أمريكا من مدينة بريستول البريطانية، حين حطم محتجون تمثال تاجر العبيد إدوارد كولستون، وبعدها قام أمريكيون بإضرام النار في تمثال ”كريستوفر كلومب“ بولاية فيرجينيا، ثم تم استهداف تمثال لملك بلجيكا الأسبق ”ليوبولد الثاني“، المتهم بإبادة الملايين من الأفارقة خلال الحملات الاستعمارية لبلده.