زاد الاردن الاخباري -
أعلن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" عن تفعيل قانون العقوبات الأمريكي "قيصر" وفرض عقوبات على 39 شخصية وكيانا من بينها بشار الأسد وزوجته.
وأضاف "بومبيو"، أن المستهدفين هم جزء من حملة مستمرة لممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية على النظام السوري.
وقال "بومبيو" إن "أمريكا تدرس عقوبات أكبر على النظام، ولن تتوقف حتى يوقف حربه الوحشية على الشعب السوري".
وذكر، أن بموجب قانون "قيصر" سيفرض عقوبات اقتصادية شديدة لمحاسبة الأسد وداعميه الأجانب على أفعالهم الوحشية في سوريا.
وعرف من الأسماء التي فرض عليها قانون عقوبات "قيصر"، (بشار الأسد، أسماء الأخرس، ماهر الأسد، محمد حمشو، غسان بلال، سامر دانا، بشرى الأسد، منال الأسد، أحمد صابر حمشو، عمرو حمشو، علي حمشو، رانيا دباس، سمية حمشو).
إلى ذلك طالت العقوبات شركة كاسل هولدينغ وشركة كاسل إنفست هولدينغ وشركة دمشق الشام للإدارة وشركة دمشق الشام القابضة وفندق إيبلا وغراند تاون المدينة السياحة وشركة قلعي للصناعات وشركة ميرزا وراماك للمشاريع التنموية والإنسانية وشركة روافد دمشق المساهمة وشركة تميز.
واستهدفت شركة تيليفوكوس الاستشارية (مركزها كندا) وشركة تيليفوكوس وشركة التيميت للتجارة وشركة الأجنحة المساهمة وشركة زبيدي وقلعي.
وكتب بومبيو في تغريدة على حسابه في تويتر "اليوم نبدأ حملة عقوبات على نظام الأسد بموجب قانون قيصر، الذي يجيز عقوبات اقتصادية شديدة لتحميل نظام الأسد وداعميه الأجانب المسؤولية على أفعالهم الوحشية ضد الشعب السوري".
ويعد قانون العقوبات الأميركي المعروف باسم قيصر، أحدث خطوات واشنطن في معركتها الاقتصادية على النظام السوري المتهم بارتكاب انتهاكات واسعة خلال تسع سنوات من الحرب ويأمل اليوم في انطلاق ورشة إعادة الإعمار.
ويوسع القانون دائرة الاستهداف لتطال أذرع النظام، عدا عن مسؤولين سوريين، كل شخص أجنبي يتعامل مع الحكومة السورية وحتى الكيانات الروسية والإيرانية في سوريا. ويشمل مجالات عدة من البناء إلى النفط والغاز.
وينص القانون على اتخاذ إجراءات خاصة بحق المصرف المركزي السوري إذا ثبت أنه "مؤسسة مالية أساسية في عمليات تبييض الأموال".
وأعلن البنك، الأربعاء، تخفيض قيمة الليرة ليرتفع سعر الصرف الرسمي من 704 إلى 1256 ليرة مقابل الدولار الواحد في محاولة لتخفيف الضغط على السوق السوداء وتشجيع استخدام القنوات الرسمية للمعاملات. وبحسب صفحات التواصل الاجتماعي غير الرسمية، اقترب السعر في السوق السوداء من 2825 ليرة للدولار.
ويقول إدوارد ديهنيرت من وحدة "ذي إكونوميست" للبحوث والمعلومات "لا يزال على الولايات المتحدة أن توضح أين وإلى أي حد سيتم تطبيق العقوبات، لكن من الممكن القول إن قطاعات العقارات والإعمار والطاقة والبنى التحتية ستتأثر بشكل خاص".
وتشترط واشنطن لرفع العقوبات، وفق القانون، إجراءات عدة بينها محاسبة مرتكبي "جرائم الحرب" ووقف قصف المدنيين والإفراج عن المعتقلين السياسيين وعودة اللاجئين.
ويرى ديهنيرت أن القانون "يعد ظاهريا آخر محاولة في جهود الولايات المتحدة لفرض تسوية سياسية (...) والإطاحة بالأسد". إلا أنه يوضح في الوقت ذاته أن ذلك "لن يحدث في أي وقت قريب، كون موقع الأسد حاليا مضمونا" إذ يحظى بدعم إيران وروسيا ويسيطر بفضلهما على أكثر من 70 في المئة من البلاد.
وبالتالي، سيكتفي القانون بـ"عرقلة قدرة النظام وأزلامه على الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي ستوفرها عملية إعادة الإعمار" المكلفة.
ويرجح ديهنيرت أن واشنطن "ستنجح إلى حد ما في مساعيها، فقد صممت العقوبات لإبقاء نظام الأسد منبوذا، وسيكون تهديدها باتخاذ خطوات عقابية كافيا لإخافة غالبية تدفقات الاستثمارات الخارجية".
ومن دون استثمارات ودعم خارجي، ستعاني دمشق لإطلاق إعادة الإعمار.
ويرى محللون أن الخوف من القانون، ساهم حتى قبل أسبوعين من تنفيذه، إلى حد كبير في الانهيار التاريخي لليرة التي تخطى سعر صرفها خلال أيام قليلة عتبة الثلاثة آلاف مقابل الدولار في السوق الموازية.
ويقول خبراء إن العقوبات الجديدة ستكون ضربة قاسية للبلاد التي يعيش أكثر من 80 في المئة من سكانها بالفعل في فقر، بحسب الأمم المتحدة، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدل 133 في المئة منذ مايو 2019، وفق برنامج الأغذية العالمي.
مقربون يدعون الاسد للرحيل
شهدت حلقة برنامج الاتجاه المعاكس للإعلامي "فيصل القاسم"، أمس الثلاثاء، آراء سياسية عدة معارضة للنظام من جميع أنحاء العالم ولكن أبرزها من دعا لإسقاط النظام وهو في داخل سوريا.
وتحدث "سليمان شبيب" رئيس حزب "سوريا أولا" من طرطوس حيث قال، إن "ما وصلت إليه سوريا من الاحتقان والغضب والتوتر ليس في السويداء فقط بل بجميع المناطق، وصل إلى أقصى درجة ممكنة، وهذا الانفجار سببه سياسة خاطئة اتبعها النظام من عشرات السنيين، سوريا تعرضت لعملية نهب منظمة وتفاقمت خلال سنوات الحرب".
وأضاف، أن الشباب السوري انتقل من حالة اليأس لحالة الغضب، ويجب أن يتدارك الوضع، ولا أرى أي محاولة لتغير جدي من النظام، المشكلة ليس بالأشخاص بل بنهج اقتصادي وسياسي استولى على سوريا منذ عشرات السنيين.
وشرح "شبيب" أنه يوجد الآن انتفاضة بالشارع وهناك حالة تناقض رهيبة بين شعب يعيش خط الفقر والمجاعة، وبين بذخ ورفاهية صارخة.
وذكر، أن الوضع السوري يحتاج إلى تغير جذري وشامل يوصل لسوريا المستقبل المتصالحة مع ذاتها ومع العالم يبدأ هذا التغير الحقيقي من الداخل وليس بتغيير حكومة وتبديل طرابيش الوزراء والمسؤولين.
استمرار المظاهرات
وتتواصل الاحتجاجات في محافظة السويداء، ضد نظام الأسد، مطالبة بإسقاطه في مظاهرات حاشدة شهدتها المحافظة في الأيام الماضية، بدأت بعد انهيار الليرة السورية وتدهور الوضع الاقتصادي.
ورشق معارضون في قرية (الجنينة) بريف السويداء الشرقي، رشقوا بالبيض صورا لبشار الأسد معلقة على جدار مدرسة بالقرية.
وشهدت محافظة السويداء خلال الفترة الماضية مظاهرات مناهضة لنظام الأسد، خرجت على خليفة انهيار الليرة السورية وتدهور الوضع الاقتصادي وهتفت بشعارات ثورية، ضد النظام وإيران وروسيا، ما دفع أمن النظام للرد عليها من خلال إطلاق الشبيحة عليها واعتقال عشرة من النشطاء.
الجدير بالذكر أن نشطاء الحراك السلمي في السويداء وجهوا بيانا إلى الرأي العام وإلى وجهاء ومشايخ المحافظة والأهالي عموما، أكدوا فيه عزمهم على استمرار مظاهراتهم المناهضة لنظام الأسد.