زاد الاردن الاخباري -
نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الموجة الثانية من جائحة كورونا التي يمكن أن تحطم أسواق النفط.
وقال الموقع، في تقريره، إن ارتفاع أسعار النفط قد وصل إلى نهايته مع "الموجة الثانية" من عدوى فيروس كورونا التي طال أمدها، مما يفرض تهديدات متجددة على الاقتصاد العالمي، وفقا لترجمة صحيفة عربي21.
وقد صرّح مسؤول صيني بأن عودة العدوى إلى التفشي من جديد في بكين دفع الحكومة الصينية إلى استجابة "زمن الحرب"، لتشهد بذلك المدارس والملاعب الرياضية ومراكز التسوق والمحلات التجارية الكبرى جولة جديدة من تدابير المراقبة والغلق.
وأورد الموقع أن معدل الإصابات يرتفع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وذلك مع عزوف الأمريكيين عن ارتداء الأقنعة والتقاعس في الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي. على عكس شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل حيث كانت نيويورك بؤرة تفشي الوباء، تركزت الانفجارات الجديدة لحالات الإصابة في الجنوب.
وقد أعلنت الولايات المتحدة السبت الماضي عن تسجيل 26 ألف حالة جديدة، وهي أعلى حصيلة مسجّلة منذ حوالي شهر.
ونقل الموقع عن وليام شافنر من كلية الطب بجامعة فاندربيلت، نقلا عن شبكة "سي إن بي سي"، أن "الموجة الثانية قد بدأت". في الحقيقة، لم تنقشع سحابة الوباء قط، لذلك لا يبدو أنه يمكن الحديث عن موجة أولى وثانية من العدوى. لكن عودة تفشي العدوى في الأيام الأخيرة تسبب في إحداث نكبة في الأسواق المالية.
وذكر الموقع أن أسعار النفط تراجعت أكثر الاثنين الماضي، وذلك في ظل انخفاض الأسعار بأكثر من 10 بالمئة في أقل من أسبوع.
وحيال ذلك، قال رئيس أبحاث سوق النفط في مؤسسة "ريستاد إنرجي"، بيورنار تونهوجن في بيان له إن "المخاوف من مواجهة موجة ثانية من الوباء تسيطر على أسس التجارة في جميع أنحاء العالم، بدءا من بكين وصولا إلى فلوريدا. تتخبط الأسواق في موجات من الخوف والجشع، ولكنها بدأت تشعر بالتهديد مرة أخرى".
من المتوقع أن يخفّض صندوق النقد الدولي توقعاته الاقتصادية العالمية عندما يصدر بيانات جديدة في 24 حزيران/ يونيو. ويُذكر أن الصندوق قد أعلن في شهر نيسان/ أبريل أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد ينكمش بنسبة ثلاثة بالمئة هذه السنة.
وأورد الموقع أن المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا صرحت، السبت، أن "هذا الوباء كان ولا يزال ينتقل إلى البلدان بشكل تسلسلي"، مشيرة إلى الانتشار المستمر للفيروس حول العالم. كما أننا ندرك أن الوباء لن يختفي تماما حتى نضمن خلوّ جميع البلدان منه.
وتجدر الإشارة إلى أن الناتج الصناعي الصيني ارتفع في أيار/ مايو بنسبة 4.4 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما يعتبر مكسبا أقل من المتوقع أدى بدوره إلى تنامي القلق بشأن الانتعاش الاقتصادي.
ويرى رئيس نظام الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، روبرت كابلان، أن صحة الاقتصاد لا تعتمد فقط على التحفيز الفيدرالي وإعادة فتح المشاريع التجارية، وإنما تعتمد أيضا على الالتزام بتدابير الصحة العامة، بما في ذلك ارتداء الأقنعة على نطاق واسع وغير ذلك من تدابير الاحتواء.
وقد صرّح كابلان على شبكة "سي بي إس" بأن "حسن التقيد بهذه التدابير سيحدد مدى سرعة التعافي. سوف ننجح في التعافي بسرعة في حال التزمنا بهذه الأمور بشكل جيد. وفي الوقت الحالي، يعتبر مدى الالتزام متفاوتا نسبيا".
ونبه الموقع إلى أن النفط المُخزّن من الأشهر القليلة الماضية يعدّ أمرا محيّرا. ووفقًا لمؤشر "آي.إتش.أس ماركت"، من المقرر أن تضيف الصين وحدها ما يُعادل 440 مليون برميل إلى قدرة التخزين في الأشهر الستة الأولى من السنة، والتي تعتبر أضخم زيادة تسجلها أي دولة على الإطلاق.
وأدى هذا التراكم في الصين إلى تعزيز أسعار النفط، حيث وفّر مصدرا للطلب خلال أوج فترة الانكماش. ولكن من غير الواضح ما إذا كان ضخّ النفط إلى محطات التخزين يمكن أن يستمر بالمعدل ذاته.
يضاف إلى مشاكل سوق النفط، حقيقة أن الأسعار قد تكون ارتفعت كثيرا في البداية، حتى قبل أن تُعلن البيانات الأخيرة عن ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19.
وقد كتب البنك التجاري الألماني في مذكرة يوم الإثنين في إشارة إلى رهانات المضاربة على ارتفاع أسعار النفط أنه: "بوسعنا أن نفسر حجم البيع بالتفاؤل المفرط السابق لأوانه".
وأضاف البنك أن أسواق النفط "مضطربة" بسبب تركيزها فقط على الأخبار الإيجابية مثل انخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وقرار تحالف أوبك + بخفض الإنتاج، متجاهلة إشارات التحذير.
وخلص الموقع إلى أن فيروس كورونا لم يختفِ قط بل ينتشر في الوقت الراهن في مناطق جديدة.
واحتلت البرازيل مؤخرًا المركز الثاني من حيث عدد الوفيات الإجمالية بسبب الفيروس.
وحذّر البنك التجاري الألماني أنه "من المرجح أن تصبح التوقعات المستقبلية لسوق النفط أكثر قتامة مرة أخرى بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة والمخاوف بشأن مواجهة موجة ثانية من جائحة كوفيد-19. وعموما، لا يزال الطلب خارج الصين ضعيفا، لهذا نتوقع أن تنخفض الأسعار بشكل أكبر على المدى القصير".