زاد الاردن الاخباري -
أكدت الصين، أن تجدد انتشار عدوى كوفيد-19، خاصة في بكين، صار “تحت السيطرة”، مستبعدة خطر موجة ثانية للفيروس الذي تجاوزت حصيلته 450,386 وفاة في العالم، وهو عدد تضاعف خلال شهر ونصف شهر.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إنها تأمل “بشكل متفائل جدا” أن تكون مئات ملايين جرعات اللقاح متوفرة بحلول نهاية العام، ومليارا جرعة في 2021. لكن اللقاح الذي تختبر أكثر من 200 صيغة منه حول العالم، لا يزال بصدد التطوير.
وقالت المديرة العلمية للمنظمة سوميا سواميناثان “إذا كنا محظوظين، سيوجد لقاح أو لقاحان مرشحان قبل نهاية هذا العام”.
وشكّكت الولايات المتّحدة الخميس في “مصداقيّة” الأرقام التي قدّمتها الصين والمتعلّقة بعدد الإصابات لديها إثر ظهور فيروس كورونا المستجدّ مجدّداً في بكين، داعيةً إلى إرسال مراقبين “محايدين”.
وقال ديفيد ستيلويل، مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشرق آسيا، للصحافيّين “عندما يتعلّق الأمر بالبيانات، فإنّ المصداقيّة مهمّة، وعندما نفقد المصداقيّة يصبح من الصعب استعادتها”، معتبراً أنّ “الطريقة الوحيدة لاستعادة” مصداقيّة الصين هي من خلال “القبول بنشر مراقبين محايدين يساعدون على فهم ما حدث بالضبط” في بداية الوباء.
وتضرّر الاقتصاد أيضا جراء الجائحة. وفي الولايات المتحدة، ارتفع عدد الطلبات الجديدة للاستفادة من مخصصات البطالة إلى مليون ونصف الأسبوع الماضي، وفق أرقام نشرت الخميس، وهو رقم تجاوز توقعات المحللين.
في أوروبا التي تشهد عودة تدريجية للوضع العادي من الناحية الصحيّة، تتطلب معالجة التداعيات الاقتصادية خطط مساعدة مكثّفة.
وأعلن بنك إنكلترا الخميس تخصيص مبلغ 100 مليار جنيه إسترليني إضافي لتعزيز برنامجه لشراء أسهم لمواجهة سياق اقتصادي “غامض بشكل استثنائي”.
أما الاتحاد الأوروبي، فيتحتّم عليه “التعامل سريعا وبحسم” عبر الموافقة قبل نهاية تموز/يوليو على خطة تعافي تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، وفق ما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
من جهتها، قدمت إسبانيا خطة بقيمة 4,2 مليار يورو لانعاش قطاع السياحة الحيوي لاقتصادها.
السوق المشتبه فيه
في بكين، اصطفّ الآلاف الخميس لإجراء فحوص، في حين أعلنت وزارة الصحة الصينية تسجيل 21 إصابة إضافية خلال آخر 24 ساعة في المدينة التي يقطنها 21 مليون ساكن، ما يرفع عدد الإصابات الجديدة المسجلة منذ الأسبوع الماضي إلى 158.
يشتبه أن سوق شينفادي، موقع التزود الأساسي بالغلال والخضروات في بكين، هو مصدر الإصابات الجديدة
وعادت الحياة إلى نسقها شبه الطبيعي عقب نحو شهرين دون إصابات جديدة. لكن ظهور بؤرة وبائية جديدة في المدينة قبل بضعة أيام، أثار خشية من موجة عدوى ثانية. لتجنب ذلك، أطلقت السلطات المحلية حملة واسعة لفحص السكان وتعقيم المطاعم.
لكن، أكد كبير خبراء الأوبئة في مركز السيطرة على الأمراض ومكافحتها وو زونيو أن الوباء “تحت السيطرة” في العاصمة.
ويشتبه أن سوق شينفادي، موقع التزود الأساسي بالغلال والخضروات في بكين، هو مصدر الإصابات الجديدة.
وفرض حجر على 30 من بين آلاف أحياء بكين، وأغلقت جميع المؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر.
اصطفّ الآلاف لإجراء فحوص الخميس أمام ملعب العمال شرق المدينة الذي يحتضن عادة مباريات فريق كرة القدم المحلي، وفق ما عاينت وكالة فرانس برس.
أثناء وقوفه في الطابور، قال وانغ، وهو مسؤول الطبخ في أحد مطاعم المنطقة، “لم نستقبل الكثير من الزبائن في الأيام الأخيرة، يخشى الناس مغادرة منازلهم”.
ودعت البلدية السكان إلى تجنب التنقلات “غير الضرورية”، وقلّصت عدد الرحلات الجوية بشكل كبير.
ومنع المقيمون في مناطق مصنّفة “في خطر متوسط إلى عال” من مغادرة المدينة.
كارثة
يختلف الوضع تماما في جنوب آسيا حيث يوجد تهديد بارتفاع عدد الوفيات رغم تأخر وصول الوباء.
وقدّر حاكم كابول وجود مليون مصاب في العاصمة فقط، ما جعله يحذّر من حصول “كارثة”، مشيرا إلى “تقارير حول ارتفاع في عدد الوفيات المشتبه فيها وقيام أشخاص بدفن جثث ليلا”.
ويبدو أن الأسوأ قادم في هذا البلد الذي تمزقه الحرب، رغم أن الاحصائيات الرسمية تشير فقط إلى 27 ألف إصابة بينها 500 وفاة.
سجلت باكستان المجاورة أرقاما مطمئنة أيضا، لكن ارتفعت الأرقام في الأسابيع الأخيرة على غرار دول أخرى في المنطقة.
ووفق الجرّاحة سمرا فقار، صار مستشفى بيشاور شمال غرب باكستان يرسل المرضى إلى منازلهم “بشكل شبه يومي” بسبب نقص الأسرة والأوكسجين.
أحصى البلد الذي يعاني نظامه الصحي من عجز، 160 ألف إصابة رسمية، لكن تخشى الحكومة أن يبلغ الرقم 1,2 مليون بحلول نهاية تموز/يوليو.
خشية من ارتفاع “مطرد”
أما في الهند التي يقطنها 1,3 مليار ساكن، فقد بلغ عدد الإصابات نحو 370 ألفا بينها 12 ألف وفاة أعلن عن ألفين منها الأربعاء.
في أميركا اللاتينية، تمثل البرازيل النموذج الأكثر ترويعا: فهي ثاني أكثر دول العالم تضررا بعد الولايات المتحدة بتسجيلها 46510 وفيات، وفق أحدث المعطيات التي يرجح أن تكون أقل من الواقع بكثير.
وسجلت البرازيل 183,686 إصابة جديدة خلال أسبوع واحد، بين 11 و17 حزيران/يونيو، قبل الولايات المتحدة (158,836) والهند (77482) وتشيلي (72132) وروسيا (59644).
ويسود في روسيا أيضا وضع ضبابي، إذ سجلت في الإجمال أكثر من 560 ألف إصابة بينها أقل من 7700 وفاة، وأعلن ما لا يقل عن 16 مدينة عدم تنظيم العروض العسكرية التي يرغب الرئيس فلاديمير بوتين في إقامتها في 24 حزيران/يونيو، كما أعلن جهاز الرقابة الصحية وفاة نحو 500 عامل صحيّ جراء فيروس كورونا المستجد.
من جهتها، تبقى الولايات المتحدة أكثر دول العالم تضررا من وباء كوفيد-19، بتسجيلها أكثر من 117 ألف وفاة و2,1 مليون إصابة.