بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني - العالم ينتظر هذه الأيام إعلان ضم غور الأردن من قبل الكيان الإسرائيلي الغاصب، لكن ما يلوح في الأفق أن هناك تأجيل لهذا الضم إن لم يكن إلغاء لمثل هذا القرار، الذي يعتبر جزءاً من صفقة القرن المفروضة على فلسطين والمتضرر منها الأردن البلد الأقرب إلى فلسطين.
ضم غور الأردن في حال تم يكون قد أكل الحقوق الفلسطينية بشكل لم يحصل من قبل، فهذه الأرض عربية وسكانها الأصليين العرب الفلسطينيين؛ يحاول هذا الكيان الغاصب حشد التأييد لمثل هذه الخطوة الغير مدروسة سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو حتى عسكرياً، فالسلطة الفلسطينية ترفض هذا القرار وتلوح بفك الارتباط الأمني مع هذا الكيان، والمقاومة الفلسطينية ترفض وتهدد هذا الكيان إن تم هذا الضم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، الأردن يرفض رفض تام قرار الضم بأي شكل من الأشكال، ويهدد بصدام مع هذا الكيان، وإلغاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، وهذا الرفض الأردني قوبل باستحسان من قبل دول عالمية مهمة مثل روسيا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم، فهم يدعمون القرار الأردني.
التعويل الإسرائيلي لجلب الموافقات من قبل بعض الدول العربية لم يشكل القرار النهائي بالنسبة له، لاتخاذ قرار في الوقت المحدد الذي أعلنه هذا الكيان، فكثيراً من الدول العربية ترفض قرار الضم ولا تؤيده وتقف ضده، وهناك أيضاً الشعوب الذي دائماً يعول عليها في مثل هذه الأمور ليكون لها دور مهم في إفشال أي مخطط يضر بالأمة العربية، وتحديداً القضية الفلسطينية.
ملك الأردن مواقفه صلبة ضد هذا القرار (قرار ضم غور الأردن) وهذه القوة مستمدة من رفض الشعب الأردني بكافة أطيافه ومن شتى الأصول والمنابت لقرار الضم المزعوم، وهذا الذي جعل ملك الأردن يتمسك بقراراته القوية والمطالبة بحل الدولتين والقدس عاصمة فلسطين، والوصاية الهاشمية على القدس الشريف.
يتكلم الكيان عن نزهة في عمان في حال تم الضم وبآليات بسيطة منتهية الصلاحية سيتواجدون داخل عمان، نسو وتناسوا أن الشعب الأردني بانتظارهم بفارغ الصبر، ونسو أيضاً معركة الكرامة وما كان لها من تحقيق انتصار على هذا العدو حتى وصل الجيش الأردني إلى القدس بعد معارك شرسة مع هذا الكيان.
يستخفون بشعوب عربية أصيلة مدعومة بقادة عرب أوفياء للقضية الفلسطينية، ليس بمجرد أن هناك بعض الأشخاص يوافقون على الضم يعني أن العرب همشوا عقيدتهم ومبادئهم الدينية الذي نشئوا عليها، ومنها تحرير فلسطين من يد الغاصب المحتل والقدس عربية وهي عاصمة فلسطين الأبدية.
الكيان الإسرائيلي في هذه الفترة في حالة تخبط وفوضى كبيرتين، تارة يعلن قرار الضم وتارة يعلن تأجيل قرار الضم، والخلاف القائم بين النتنياهو وغانتس على قرار الضم بدأ واضحاً وظاهراً للعلن، ونتنياهو يهدد بانتخابات رابعة، هذه الفوضى الذي يعيشها هذا الكيان من أسبابها رفض الأردن ملكاً وحكومة وشعباً لهذا القرار الظالم، مما جعله يعيد حساباته من جديد ومن الممكن أن تكون حساباته صحيحة هذه المرة بعدم الضم وليس التأجيل، وخصوصا بعدما جاءت جائحة كورونا وأثرت على العالم وتحديداً الدول التي تدعم صفقة القرن مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، وانشغالها بهذه الجائحة، وابتعادها عن السياسة العالمية بشكل أصبح لا يخفى على احد.