لم تعد هناك حجة لإثارة هذه المسائل التي بقي يثيرها البعض إما لجهل وسوء تقدير وعدم معرفة وإما إستجابة ل « أجندات « خارجية فما قاله جلالة الملك في لقائه مع « سي.أن .أن « ، الذي سيبث كاملاً يوم الأحد المقبل واضح وحاسم وصريح ، وبالتالي فإنه لا مجال بعد الآن لسماع ما بقينا نسمعه حول قضايا حساسة وذلك مع أن الموقف منها كان قد خرج من الدائرة الضبابية منذ قرار فك الإرتباط الشهير في العام 1988 .
بعد الآن يجب أن تتوقف كل التحليلات والتقديرات التي كانت تقتات بالوهم والتي كان أصحابها يفتعلونها إفتعالاً وبطريقة مناكفة للإعلان عن وجودهم ووجود التنظيمات التي ينتمون إليها وهذا كان يسبب بعض التشويش لدى بعض الأردنيين الذين لا يعرفون حقائق الأمور ولدى بعض من هُمْ في الخارج من الذين يجدون في هذه التحليلات والتقديرات ما يستجيب لتطلعاتهم وما يريدونه لرسم صورة مستقبلية للأردن وللمنطقة بعيدة كل البعد عن حقائق الأمور ولا تخدم إلا تصورات الذين يستهدفون هذا البلد ويستهدفون القضية الفلسطينية .
لم يعد هناك مجال لحديث أيٍّ كان لا عن الوطن البديل ولا عن التوطين ولا عن دور أردني في الضفة الغربية ولا أيضاً عن عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الرابع من حزيران ( يونيو ) العام 1967 فجلالة الملك أوضح كل شيء وأكد على أن الأردن داعم للأشقاء الفلسطينيين لتقرير مصيرهم بأنفسهم ولإقامة دولتهم المستقلة المنشودة وعاصمتها القدس ( الشرقية ) كما أكد ، بما يقطع دابر القيل والقال ، على أن أي قوات أردنية لن تذهب إلى الضفة الغربية لتكون بديلاً للقوات الإسرائيلية ولتقوم بمهامها وتحل محلها وأن ما يسمى الخيار الأردني مرفوض من قبل الأردنيين والفلسطينيين على حدٍ سواء .
إنه لا مجال بعد الآن للتشويه والتشكيك فالأردن ماضٍ في مسيرته الإصلاحية التحديثية وقال جلالة الملك على هذا الصعيد « إنها شراكة بيني وبين الشعب الأردني بهدف المضي قدماً نحو الديموقراطية « وأكد على أن الإنتخابات القادمة ستجري في الوقت الذي جرى تحديده وأن مشروع اللامركزية « الهادف إلى مشاركة المواطنين في صنع مستقبلهم سيتم إنجازه « وبالنسبة للإنجازات الإقتصادية كان جواب جلالته على سؤال بهذا الخصوص هو : « إننا لا نقبل ( لا ) كجواب ... حيث أن هناك فئات تقول دائماً لا وإن هذا ما بيزبط « .
إن هذا «سيزبط « وإن رؤية جلالة الملك منذ اليوم الأول لتحمله المسؤولية ستتحقق وأن الأهداف كلها ستتحقق وأن الأردن ماضٍ نحو الأفضل رغم نعيق غربان الشؤم الذين نراهم بوجوههم العابسة الكئيبة على شاشات الفضائية التي إمتهنت الإساءة إلى الأردن والتشكيك في مسيرته والتقليل من أهمية إنجازاته .. إن الأردنيين يعرفون أن موارد بلدهم شحيحة ولهذا فإنهم سيحفرون الصخر بأظافرهم كما فعل آباؤهم وأجدادهم ليبقى هذا الوطن مستقراً وسعيداً وكوردة على سيف الصحراء .
« إذا أحْسسنا أن هناك من يحاولون مهاجمة الأردن فإننا سنهاجمهم « فهذا الذي قاله جلالة الملك هو الدفاع الإيجابي وهو الذي يجعل ما حدث في العام 2005 لن يتكرر فنحن بلد لم يعتدِ في كل تاريخه على أحد لكن عندما يعتدي عليه الإرهابيون كما حدث في جريمة الفنادق التي ذهب ضحيتها أكثر من ستين من أطفالنا ونسائنا وأبنائنا فإن بواسل أجهزته الأمنية سيذهبون إلى الأفاعي السامة هناك في أوكارها البعيدة لأننا إذا لم نذهب إليها هناك فإنها ستأتي إلينا هنا وعندها فإن هذه المجزرة الدموية ستتكرر مرة أخرى لا سمح الله .