زاد الاردن الاخباري -
ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء بـ"تدخل خارجي بلغ مستويات غير مسبوقة" في ليبيا، مع "تسليم معدات متطورة وعدد المرتزقة المشاركين في المعارك".
وأعرب غوتيريس عن قلقه إزاء حشد قوات عسكرية في محيط مدينة سرت، الواقعة بين طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق).
وأشار خلال مؤتمر وزاري لمجلس الأمن عبر الفيديو، إلى أن قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، "تواصل بدعم خارجي كبير، تقدّمها نحو الشرق وهي حاليا على مسافة 25 كلم من سرت".
وأوضح أن قوات حكومة الوفاق قامت في السابق بمحاولتين للسيطرة على سرت.
وتواجه حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا قوات المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، والمدعوم خصوصا من مصر والإمارات.
وأضاف غوتيريس "نحن قلقون للغاية إزاء الحشد العسكري المثير للقلق حول المدينة والمستوى المرتفع للتدخل الخارجي المباشر في النزاع في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، ولقرارات مجلس الأمن وتعهدات الدول المشاركة في (مؤتمر) برلين" الذي عقد في كانون الثاني/يناير.
ولم يذكر غوتيريس أي بلد بالتحديد.
بدوره، انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، الانتهاكات المتكررة لقرار حظر السلاح المفروض على ليبيا منذ العام 2011.
وذكر"في الوقت الذي أغلق فيه العالم بأكمله حدوده، استمرت السفن والطائرات والشاحنات المحملة بالأسلحة والمرتزقة بالوصول إلى المدن الليبية".
وانضم نظيره النيجري كالا أنكوراو إلى آخرين في التأكيد على ملاحظات غوتيريس، قائلا إن "ليبيا لا تحتاج إلى المزيد من الأسلحة أو المرتزقة"، بل إلى "المصالحة".
وأشار الأمين العام إلى أن المحادثات التي أجرتها الأمم المتحدة مع الممثلين العسكريين لطرفي النزاع شملت خصوصا "رحيل المرتزقة الأجانب"، و"تعاون لمكافحة الإرهاب"، و"نزع السلاح وتسريح عنصر المجموعات المسلحة في جميع أنحاء ليبيا، وشروط آلية محتملة لوقف إطلاق النار".
كذلك أشار، من دون الخوض في التفاصيل، إلى إمكان إقامة "منطقة منزوعة السلاح" تتولى مراقبتها بعثة الأمم المتحدة الموجودة في ليبيا.
ويقاتل مرتزقة روس إلى جانب المشير حفتر، فيما تفيد تقارير عن استقدام تركيا مقاتلين سوريين للقتال الى جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق.
ووفق الأمم المتحدة، أدت المعارك الأخيرة في جنوب طرابلس ومنطقة ترهونة إلى نزوح نحو 30 ألف شخص، ما يرفع إجمالي عدد النازحين في ليبيا إلى أكثر من 400 ألف.
استعداد للهدنة
في الغضون، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء، استعداد اللواء حفتر لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق الوطني، والتي اتهمها بأنها “غير راغبة” في ذلك.
وقال لافروف عقب مؤتمر افتراضي عقده مع نظرائه من دول جمهورية الكونغو ومصر وجنوب إفريقيا “في مرحلة ما عندما دعونا القادة الرئيسيين السادة (خليفة) حفتر، و(فايز) السراج، و(عقيلة) صالح، في يناير (كانون الثاني) هذا العام قبيل مؤتمر برلين، كان الجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) يعتقد أن موقفه على الأرض أقوى، ولم يكن مستعدا لتوقيع وثيقة اعتبرها السراج مقبولة”.
وأضاف: “الآن، فإن قوات حفتر، بحسب تقييماتنا، مستعدة لتوقيع مثل تلك الوثيقة بشأن وقف إطلاق نار فوري، لكن هذه المرة حكومة طرابلس هي من لا يريد فعل ذلك، معتمدة على الحل العسكري”.
وأعرب وزير الخارجية عن أسفه، لأنه رغم إعلان جميع الأطراف أنه لا حل عسكريا للصراع الليبي، إلا أن هذا لا يترجم إلى خطوات عملية.
كما اتهم لافروف الولايات المتحدة بمحاولة “عرقلة” تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا.
وقال إن الإجراءات الأمريكية تعطي انطباعا عن محاولات “التدخل” في تعيين ممثل خاص جديد للأمم المتحدة في ليبيا.
وأضاف: “مضى نصف عام بالفعل ولم يستطع الأمين العام للأمم المتحدة، تعيين مبعوث خاص جديد في ليبيا. فقد تم ترشيح وزير خارجية الجزائر ورئيس وزارة خارجية غانا السابق، إلا أن واشنطن رفضت دعمهم”.
وتابع لافروف: “انطباعنا هو أن زملاءنا الأمريكيين يحاولون تهميش الأمين العام السيد (أنطونيو) غوتيريش”.
وشنت قوات حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس في 4 أبريل/ نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار واسع، قبل أن يتكبد خسائر واسعة، وتبدأ دعوات واسعة، حاليا للحوار والحل السياسي للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.