زاد الاردن الاخباري -
بثت وزارة الداخلية السورية تقريرا مصورا يتضمن اعترافات مرتكبي الجريمة البشعة التي وقعت في بلدة بيت سحم جنوب دمشق، الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها أم وأطفالها الثلاثة، بينما نجا الأب بأعجوبة.
وتضمن التقرير بعض المشاهد التمثيلة للحادثة، بالإضافة إلى اعترافات المجرمينِ الحقيقيين اللذين تم إخفاء ملامح وجهَيهما بحسب ما أوردت صحيفة "أورينت".
واعترف أحد المجرمين ويدعى عمر "22 عاما" الذي كان يعمل في منزل الضحية ياسر الصعب في تمديد الكهرباء، أنه خطط مع صديقه محمد للقيام بالجريمة بدافع السرقة، مؤكدا أن صديقه لا يعرف العائلة التي قررا سرقتها.
وقال المجرم عمر، "في تمام الساعة السادسة ونصف صباحا دخلنا إلى المنزل بحجة أننا نريد إتمام عملنا في تمديد الكهرباء، وطلبنا من ياسر (صاحب البيت) أن يحضر لنا قهوة، وبمجرد دخوله للغرفة وبيده القهوة طعنته ثلاث مرات بالسكين في خاصرته ورقبته".
وأضاف أنه توجه بعد ذلك إلى غرفة زوجة المجني عليه، التي كانت تصرخ، فوضع يده على فمها، وسألها أين النقود؟، فمنحته 600 ألف ليرة سورية، وخاتمي ذهب وليرتين من الذهب، ثم بادر إلى تقييدها، وأثناء ذلك استيقظ ابنها الأكبر (11 سنة)، الذي أخذ بالصراخ، فقيده أيضا مع أخته وأخيه وحجزهم جميعا في غرفة، قبل أن يقوم بتوزيعهم في المنزل، كي لا يروا بعضهم البعض ويستمرون في الصراخ، وبعد ذلك اغتصب الأم وطعنها ما لا يقل عن 17 طعنة، ثم طعن الأطفال، الأكبر 6 طعنات، والبنت 5 طعنات، والأصغر قام بخنقه ورفيقه ثم طعنه، وبعد ذلك سرقا أغراضا من المنزل وفتحا الغاز فيه لإحراقه وهربا.
وعن آخر لحظات العائلة، قال المتهم الأول عمر، إن الأم توسلته أن يأخذ كل ما يريده من المال وأن يدعهم وشأنهم، فيما توسله الولد الأكبر وقال له، إنه سيمنحه "حصالة نقوده ودراجته الهوائية"، متوسلا إياه أن يدعهم وشأنهم، فيما كان الطفلان الآخران يبكيان، بينما سأله الأب حين طعنه"لماذا فعل ذلك؟".
وأشار إلى أنه اتصل بوالده لكي يودعه لأنه أراد السفر خارج البلد لكن والده أخبره بأن الشرطة تبحث عنه، موضحا أنه اتصل بوالده مرة ثانية من رقم آخر وطلب الاجتماع معه عند جسر حي الزاهرة بدمشق، ليتفاجأ بأن الشرطة نصبت له كمينا وألقت القبض عليه.
وذكر أن الشرطة طلبت منه الاتصال بصديقه محمد بحجة أنه يريد منه إحضار زوجته التي كان متزوجها بالسر لتهرب معه، وعندما حضر جرى تبادل لإطلاق النار بين محمد والشرطة، ليتم بعدها إلقاء القبض على المجرم الثاني.
وادعى المجرم محمد "الذي كان متزوجا ولديه طفل عمره 7 أشهر" أنه ارتكب الجريمة لأنه بحاجة إلى المال بسبب دَين عليه، معترفاً أن ياسر كان صديقه ولكن غدر به من أجل المال.
وعندما سأله المحقق، ماذا تقول لـ"ياسر" الذي قتلت زوجته وأولاده في حال اجتمعت معه؟ أجاب عمر "لا أستطيع أن أنظر في وجهه، أو أن أستطيع أن أقول له شيئا".
أما المجرم الثاني محمد "20 عاما" والذي يعمل في محل لبيع الدجاج، اعترف بأن صديقه عمر أخبره بأنه يريد سرقة منزل ياسر، مدعيا أنه لا يوجد أحد في المنزل، وفي حال كان ياسر موجودا يقتلونه ويسرقون المنزل.
وقال المجرم محمد إنه قام بضرب ياسر بأخمص بندقية "روسية" التي كانت بحوزته على رأسه، ثم أخذ عمر البندقية وضربه مرة ثانية على رأسه. وأضاف أنه شاهد عمر وهو يقوم بطعن الزوجة والأطفال، ثم قاموا بحرق المنزل، ليقوموا بعدها بتقاسم المسروقات.
وأكد أنه ساعد عمر في قتل الضحايا، مشيرا إلى أنه قام بإطلاق النار على دورية الشرطة خوفا من إلقاء القبض عليه.
وعن الجرائم المطلوب لأجلها، زعم المجرم محمد أنه مطلوب لعدة قضايا هي "فرار بالسلاح وتزوير وحيازة متفجرات".
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في وقت سابق، أن المدعوين محمد عمر مصطفى والثاني محمد مرزوق ارتكبا جريمة قتل واغتصاب وسرقة ضد عائلة مؤلفة من ثلاثة أطفال وأمهم وأبيهم في بلدة بيت سحم بريف دمشق الجنوبي.
وذكرت الوزارة "أنه بالكشف على الشقة شوهد جثة امرأة متفحمة ومكبلة اليدين ، وقد تعرضت لعدة طعنات بواسطة أداة حادة على كافة أنحاء جسدها كما شوهد زوجها المدعو ( ياسر ) وأولادها الثلاثة وهم الطفل ( بشار تولد 2009 ) و ( هيفاء تولد 2011 ) و ( عبد الرحمن تولد 2016 ) مصابين بعدة طعنات في كافة أنحاء الجسم وكان جميع الأطفال مكبلي الأيدي".