خاص - عيسى محارب العجارمة - اذكر انه وخلال بداية العام 1991، تجحفل قيادة ووحدات وتشكيلات قيادة الفرقة الآلية الرابعة الملكية، والتي كان يقودها في حينه اللواء الركن مظلي تحسين حميد شردم رحمه الله، وانتشارها في التمرين الدفاعي التعبوي الكبير بكافة مناطق المسؤولية، من سيل الزرقاء شمالاً وحتى وادي الموجب جنوباً وصولاً لمطار الملكة علياء الدولي في العمق، والذي شارك به عديد القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، برا وبحرا وجوا.
كان الحسين العظيم رحمه الله تعالى، القائد الأعلى للقوات المسلحة قد عرك سهامه ووجد أشدها عودا اللواء شردم وذلك بخواتيم عام 1990 القاسي على الأمة العربية والإسلامية، إثر احتلال العراق للكويت.
وكان اللواء شردم في حينه، والفريق أول لاحقاً، مديرا للتخطيط والتنظيم، بالقيادة العامة للجيش، ويملك خبرة قتالية ميدانية سابقة في سلطنة عمان بمنتصف السبعينات كقائد لفريق القتال العائد للقوات الخاصة، والتي عملت تحت قيادته على إعادة استتباب الأمن والأمان في ربوعها.
فصدرت الإرادة الملكية السامية بأن يقود الفرقة الرابعة المجحفلة والتي تضم لواء دفاع جوي حديث التسليح، مما يجعله قادر للتعامل مع التهديدات الجوية الإسرائيلية في حينه أيضا.
كان من حسن طالعي أن أغادر مكاتب قيادة الفرقة إلى القيادة الحربية والواقعة عشرات الأمتار تحت الأرض، وتضم مكاتب القيادة البديلة، بعد الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة عمان، حاملاً برقيات عاجلة من مديرية العمليات الحربية، يتحدث فحواها عن قيام العراق بإطلاق صواريخ سكود باتجاه تل أبيب، ويطلب من لواء الدفاع الجوي أن يكون على أهبة الاستعداد القصوى، لحماية أجواء الوطن من أي عدوان إسرائيلي جوي مباغت.
نزلت درجات المبنى الحصين بسرعة البرق، وانا أعي خطورة الموقف، لأجد المقدم علي النسور أمد الله بعمره وكان ركن 1 فني الفرقة، كمناوب بغرفة العمليات، فطلب مني الهرولة باتجاه منام قائد الفرقه، وعدم الاكتفاء بالاتصال من خلال مأمور المقسم بعطوفته لابلاغه الخبر الهام على مسرح العمليات العسكرية، الأخطر ليس بالشرق الأوسط فحسب بل العالم أجمع.
غادرت باتجاه المنام والذي كان سابقا يعود لقائد لواء الحرس الملكي الآلي 2،وجدت المراسل يغط في سبات عميق، فما كان مني إلا الطرق بالشدة على باب الباشا البطل رحمه الله، الذي هرع من نومه القصير، وكان يرتدي دشداش عربي لون سكني، والله على ما أقول شهيد، فتهللت اساريره للخبر السار والخطير بنفس الوقت، وقال بارك الله فيك يا ابني، هيني نازل فوراً، وما هي إلا أقل من خمسة دقائق، وهو يمسك الهاتف متحدثا مع مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للعمليات والتدريب بالقيادة الحربية، ثم يطلب قائد لواء الدفاع الجوي، ويعطيه الأوامر بالثبات حتى الممات، دفاعاً عن الأرض والعرض.
انتهت الحرب المدمرة، وفشلت إسرائيل بتمرير مخططها الرامي لاندفاع الدبابات العبرية عبر الأردن وصولاً لمنابع النفط في الكويت، حسب مخطط شارون الداهية.
وصمد الأردن بفضل الجيش العربي وقادته الشجعان كالملك الحسين والبطل المرحوم الفريق الأول الركن تحسين شردم، قائد الفرقة الآلية الرابعة الملكية الأسبق وكل رجالات الجيش العربي، وستكتب شهادتهم ويسألون، اللهم أشهد فقد بلغت.