زاد الاردن الاخباري -
قال مدير الأمن الداخلي اللبناني إن بلاده ترغب في التفاوض مع الكويت بشأن استيراد الوقود منها لمساعدة بيروت في التعامل مع أزمتها الاقتصادية والمالية.
وكشف عباس إبراهيم لصحيفة الراي الكويتية في تصريحات نشرت اليوم الثلاثاء أنه ناقش الأمر مع المسؤولين الكويتيين خلال زيارة قام بها للدولة الخليجية خلال اليومين الماضيين إلى جانب "أفكار مشتركة" أخرى يمكن أن تساعد في تخفيف أزمة لبنان.
وأضاف إبراهيم "نريد أن نشتري من الكويت كل ما نحتاجه في هذا الصعيد 100 في المئة من دولة لدولة بعيدا عن الوسطاء والشركات التي تريد الربح".
وتابع "أخذنا وعودا بنقل الطلبات لصاحب السمو أمير البلاد (الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح) لأنه هو الفيصل الذي سيأخذ القرار النهائي بهذا الجانب. والموضوع تجاري بحت وآمل ألا تكون هناك عوائق تقف أمام إتمام هذا المشروع".
ويعاني لبنان من أزمة مالية خانقة وشح شديد في سيولة العملة الصعبة. وفقدت الليرة اللبنانية نحو 80 في المئة من قيمتها منذ أكتوبر تشرين الأول.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من المسؤولين الكويتيين على الطلب. ورفض إبراهيم في مقابلته مع الصحيفة توضيح طبيعة ما قد تطلبه لبنان من مساعدات أخرى. وقال "الكويت مدعوة للاستثمار في لبنان وهناك جوانب أخرى قد لا يكون من المفيد التحدث عنها ولكن سنتكلم عنها لاحقا".
ويستبعد مراقبون أن تتجاوز المشاورات حاجز الوعود فالكويت نفسها ليست في الوقت الراهن في وضع يسمح لها بأن تقدم إلى لبنان مساعدات فورية، خصوصا أنها تسعى في الوقت الحالي لتعزيز ماليتها العامة في ظل هبوط أسعار النفط وجائحة فيروس كورونا، الأمر الذي تسبب في استنزاف صندوق الاحتياطي العام للدولة الذي تعتمد عليه البلاد في سد عجز الميزانية العامة.
وتحاول الحكومة الكويتية ماليا لإقناع مجلس الأمّة (مجلس النواب) بعدم الاعتراض على تأمين قروض لسدّ العجز الكبير في الموازنة جراء هبوط أسعار النفط وأزمة جائحة كورونا.
ونقلت صحيفة القبس الكويتية اليوم عن مصادر لم تسمها القول إنه سيكون من الصعب على الكويت أن تفكر في إيداع مبالغ مالية في مصرف لبنان المركزي مؤكدة أن الأولوية في الوقت الحالي تكمن في توفير السيولة اللازمة للصرف على الرواتب والمصروفات الضرورية فقط بالكويت.
وكانت دول الخليج دأبت على تزويد الاقتصاد اللبناني الهش بالأموال لكن النفوذ المتزايد لجماعة حزب الله المدعومة من إيران يثير قلقها.
وأصبحت ترفض تقديم المساعدة حاليا على ما يبدو لتخفيف أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية تواجهها بيروت منذ عشرات السنين.
وفي يونيو حزيران، قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن لبنان يدفع ثمن تدهور العلاقات مع دول الخليج العربية.
واعتبرت مصادر لبنانية إن الزيارة التي اقم بها مدير الأمن اللبناني وهي بتكليف من رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى الكويت ومن المقرر أن تمتد إلى قطر وربما العراق أيضا، لم تفضِ إلى حد الآن لتقديم الدعم المرجو للبنان، إنما ركزت على التعاطف العربي والخليجي مع الشعب اللبناني لكن من دون تقديم مساعدات مباشرة لانقاذ الخزينة اللبنانية.
ويعود ذلك بالخصوص إلى السياسة الأميركية تجاه حزب الله المسيطر على الحكومة الحالية والذي تعتبره واشنطن تنظيما “إرهابيا” وتفرض عليه عقوبات مشددة.