أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع طفيف على درجات الحرارة الصحة العالمية : إجلاء 17 مريضا من غزة الى الأردن أين تقف روسيا وتركيا من التطورات العسكرية بين المعارضة والنظام السوري؟ سابقة قضائية في الاردن .. الجنايات الصغرى تصدر حكما بإعدام شخصين حصاد معركة “أولي البأس” .. 1666 عملية وأكثر من 130 قتيلا في صفوف الاحتلال موقع أمريكي يكشف ما قاله بايدن لنتنياهو عن وقف إطلاق النار في غزة .. ما علاقة ترامب؟ الفايز: لن ننتحر من أجل أي قضية .. والأردن لايستطيع تحمل العبء لوحده - فيديو الجريري الكهرباء ستعود تدريجيا بشارع مكة واستمرار العمل لاعادتها بالكامل سموتريتش: مجلس الأمن لن يعترف بفلسطين بنهاية عهد بايدن نتنياهو: قد أوافق على وقف إطلاق نار بغزة العودات يؤكد أهمية مشاركة الشباب في العملية السياسية صدور مرسوم أميري بالكويت بشأن 'قانون إقامة الأجانب' اختتام أعمال مؤتمر المياه العربي السادس بالبحر الميت إسرائيل تحجب مشاهد الدمار بالشمال وتتكتم على حجم الخسائر قرار قضائي بحبس مستلم أموال بالخطأ عبر كليك نتنياهو: نستعد لحرب واسعة بحال انتهاك الاتفاق أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بوتين: حياة ترمب في خطر العفو الدولية تتهم شرطة نيجيريا بإطلاق النار المميت على المتظاهرين تصريحات لبوتين تطلق موسم الفرح الروسي بترامب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة شعب يريد إسقاط الوطن ؟

شعب يريد إسقاط الوطن ؟

30-03-2011 01:52 AM

شعب يريد إسقاط وطن ؟ إن المطالبة بتفكيك الدولة الأردنية عبر النيل من رموزها الوطنية ومؤسساتها الأمنية, تعد بنظري جريمة لا يقدم عليها إلا جاهلا أو "لاوطنيا" مندسا له مآرب أخرى. ولا تعدو هذه المطالبة كونها محاولة إسقاط وطن شامخ وليس إصلاح شيئا فيه. وإن من اختار دوار الداخلية للاعتصام والتظاهر أراد التصادم مع الجميع, ومن استبدل الفضاءات الرحبة الواسعة المتعددة في طول الوطن وعرضه بجسر جمال عبد الناصر وهذا الحيز المحدود المكتظ الحيوي والعقدة المرورية الصعبة في العاصمة, إستجدى المواجهة وأرادها. ومن استهدف رموز الوطن وسيادته وأمنه ومخابراته بشعاراته وحقده, أو سوء تقديره وفهمه, بدلا من الإتجاه إلى رموز الفساد والمفسدين في الأرض والمطالبة بمحاسبتهم وكف أيديهم عن السلب والنهب وبيع الوطن لحسابهم الخاص, خطط وحضر للصدام, وقبل ضمنا بسفك الدم والفتنة. وإن ما طالبت به مخالب القطط السمان وأنياب الضباع الطامعة ومخلفات الراحلين من الدوار الرابع والديوان الملكي على دوار الداخلية قبل أيام هو تفكيكا للدولة وتغييبا للشرعية ورموز السيادة الوطنية, وخلقا للفراغ والفوضى للقفز على أنقاض الأصيل, لا سمح الله, إلى كيان البديل وفق نظرية الأواني المستطرقة. ولقد اعتقد البعض خاطئا أن الظروف الدولية وتأجج الثورات من حولنا يعطيهم الفرصة والزخم الشعبي للنزول عن أحد وجمع المغانم والكراسي والأوطان, وما الاعتداء على مندوب التلفزيون الوطني في مجمع النقابات المهنية وإخراجه من ارض أردنية ومنعه من المشاركة بفعالية إعلامية تخص الوطن , ثم اندفاع بعض شباب السياسيين الجدد, بعصبية واضحة, متماديا بتحدي الدولة ومطالبا بالإطاحة برموزها, وقبلها استخدام جنازة المتوفى بالأحداث, عليه رحمة الله ولأهله حسن العزاء, وهو الطقس الديني المستذكر لحتمية العودة إلى مالك الخلق والحياة الذي يستدعي الخشوع والسكينة, كمنبر سياسي يحشد الجمهور ويدغدغ عواطفه, إلا إمعانا بالعنجهية وتخطيا لخط المعقول إلى حيز اللامنطق والأوتوبيا السياسية والعدمية الفكرية. من الرابع والعشرين آذار وعودة إليه وما بينهما, وقفت كل التواريخ تهدد وتتوعد وتسيء للوطن وأهله وسيادته, منها مدفوعة للفعل بوحي الخطة المحكمة المرسومة للصدام, ومنها ما تواجد بدافع طلب الاصلاح الحقيقي والخوف على الوطن وتفاجأ بوقوعه بالفخ مكانا وزمانا وجهلا بما دبرته العتمة والغرف المغلقة. وما كل هذا الخروج على الثوابت والمعقول على دوار الداخلية, ما قبله وما بعده إلا توجيها خاطئا ومغرضا للشارع وجهود الدعوة المخلصة للإصلاح, وهو من اعداد وإخراج خط سياسي أردني واحد, يرفض كل شئ ويجد في كل شئ ما يدعوه للمناكفة والتصعيد. إن الشيوخ الأفاضل الذين يجدون بأنفسهم أبا ذر وأبا هريرة والصديق لهم الأمر وعلى الجميع الطاعة, لمدعوون هنا بتحري المصلحة الوطنية وضبط إيقاع من يسمع لهم ويحركونه, حسب هذه الثوابت والمعطيات ولا غير ذلك. جزئية واحدة بالصورة العامة للرابع والعشرين أزعجتني على دوار الداخلية, ما كنت ارغب برؤيتها في وطني, ألا وهي استناد خطة فض الإعتصام على قوة إسناد مدنية أو شبه مدنية بأسلحة غير مرخصة, كل اعتقادنا أنها انقرضت مع اختفاء طوشات البيادر والتقنية لآبار الماء في قرانا البعيدة. كنت أتمنى أن تكون الخطوط أوضح والتخطيط أفلح وأصلح, وودت لو أن الرسمية الأردنية قامت بالفعل وتحملت بأريحية وشجاعة مسؤولية رد الفعل. نعم, ليت أجهزتنا الأمنية مجتمعة وجهت للمعتصمين رسالة تحذيرية مسبقة مفادها نقل الإعتصام إلى مكان آخر أكثر سعة وفسحة وأبعد مسافة عن شبهة التحدي والقسر, ومن ثم الإنتقال صراحة جهارا نهارا للتصدي لمن يرفض, مستندين إلى سلطة القانون وحق الدولة وأجهزتها الأمنية بالمحافظة على مصالح الشعب الحيوية وتجنيب العاصمة نتائج سوء تدبير بعض سكانها في ظل اقتصاد وطني مأزوم وشارع محتاج محبط. كنت لا أرغب أن تدفعنا الحكومة إلى "شيتسوفرينيا" وطنية سببت لنا صراعا مع الذات ومع كثيرين ممن اتفقنا معهم بالأمس, وألقت بظلالها القاتمة على فكرنا ووجداننا وتصرفاتنا وقراراتنا وقادم أيامنا. واسمحوا لي هنا أن أتكلم قليلا عن نفسي, ونفسي فقط حتى لا أتهم بألف تهمة وتهمة, لا أذيع سرا عندما أعلن أنني شاركت بمعظم المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات المطالبة بالإصلاح, التي جرت في عاصمتنا وخارجها منذ ما يقرب الشهرين, وقد ظللني جسر الداخلية من المطر في ساعة الاعتصام الأولى, ولكنني هرولت مسرعا مبتعدا عن المكان والزمان هناك لأنني لم أستطع المشاركة بالمؤامرة, حتى ولا بالتواجد السلبي. وأجزم بأنني أحب الوطن, وأجزم بأنني أحاول فعل شئ من أجله, وأجزم أنني مستعد للتضحية بالدم دفاعا عنه وذودا عن سيادته واستقلاله, وأجزم أيضا بأن لدي حساسية مفرطة تجاه من يحاول الإساءة لأحدث مجند في أجهزته الأمنية الوطنية حتى أرفع رتبة في قياداتها, ولكنني وبنفس القدر أرتعش خوفا على الوطن من نتائج ما دبر ونفذ ومن وسائله التي أساءت لصورتنا العامة, وحشدت لمواجهة أراها قادمة, أطرافها جلية وخفية, ونتائجها لا تصب بمصلحة "أردننا" ومستقبله. حمى الله الوطن وجنبه سوء تدبير بعض أهله ومدعي خدمته.

جمال الدويري





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع