م –اكثم الصرايرة الحراك السلمي و الجهل السياسي أثبت الحراك السياسي السلمي الجاري منذ ما يقارب الشهرين و المتمثل بالمسيرات السلمية التي أثبت منظموها و مشاركوها علو كعبهم و قدراتهم التنظمية الفذة حيث خرجوا بمسيراتٍ شهد لها القاصي و الداني بالرقي و الإلتزام. أقول أثبت هذا الحراك و بما لا يدعو مجال للشك بأن هناك قطاع كبير من الأردنيين يعاني من الأمية السياسية و الجهل المطقع في القدرة على التفاعل مع هذا الحراك بشكل مناسب . كشف هذا الحراك بأن شعبنا العزيز بحاجة لسنواتٍ من التثقيف السياسي و الذي أدّى غياب الحياة الحزبية الصحية إلى غيابه مما جعل الجهل السياسي سيّد الموقف ، ففي مصر و تونس و اليمن حيث التجذر السياسي موجودٌ منذ دهر استطاع الشعب التكيفَ مع الحراكِ الشعبي و تميّز نجاعته و صدقه من بطلانه و كذبه، بينما هنا في الأردن لا يزال الكثير يخلط الأمور بعضها ببعض و ظهر أنّ الكثيرين قاصرين ذهنياً و تفكيراً في فهم حيثيات هذه المرحلة و متطلباتها ، و هذا ما ظهر بشكل واضح في الأحداث الجارية الآن . من متابعتي للكثير من التعليقات على المواقع الإلكترونية و المداخلات على الإذاعات الصباحية، تأكّدت من مقدار و حجم هذا الجهل و سأستشهد ببعض التعليقات التي تؤّكد ما ذهبت اليه: 1-هنالك من يطالب بأن تكونَ المسيرات و الاعتصامات على الطرق الخارجية أو في المنتزهاتِ والحدائق و كأنّ من يريد أن يخرج في مسيرة ليسمع صوته و يوصل رسالته يريد أن يخرج في نزهة او رحلة و أقول لهؤلاء ألم تشاهدوا على الفضائيات أين يعتصم المصريون و التونسيون و باقي الشعوب المتحضره؟ هل دوار الداخليه و ساحة الحسيني اهم من ميدان التحرير ؟ الا يستحق الاصلاح منا قليلا من التضحية ؟ الا ترون كيف تضحي الشعوب بدمائها من اجل مستقبلها و التخلص من فسادها ؟ هل تريدون اصلاحا و انتم نياما في بيوتكم دون ادنى مجهود ؟ 2-هنالك من يقولون بأنَّ المسيرات ليست من ثقافتنا و كأنَّ الخروج على الظلم و الفساد و الدعوة للإصلاح هو ثقافةٌ و ليس ردة فعل مباشرة على واقعٍ مرفوضٍ وهذا يؤّكد جهل الكثيرين في زمن ليس فيه للجاهل عذراً. 3-سمعت الكثيرين ممن يطالبون أي شخص لاتعجبه الأوضاع الحالية بالرحيل و يتهمونه بالخيانه و هذا إن دلّ فإنّما يدل على ثقافة الغاب و العقلية المتحجرة التي انقرضت من سنيين . 4-أصبح الكثير من الجاهليين يقلدون حكوماتهم الفاشلة في الإختباء وراء جلالة الملك ، فيحاربون مسيرات الإصلاح بحجّة أننا لسنا كغيرنا من العرب و إن سألته عن الفرق يجيبك بأنّ حكمنا رحيم و ليس دكتاتورّي و أقول نعم هذه نقطة واحدة إيجابية و لكن ألا نشبههم بالفقر و الفساد و التزوير و فساد الحكومات ، أفلا نخرج لنصلح إن كان عندنا نقطة ايجابية و عشر نقاط سلبية؟ و أقول اخيراً لكل أعداء مسيرات الأصلاح: • ألم تكن المسيرات سبباً رئيساً في رحيلِ حكومة الرفاعي؟ • ألم تكن المسيرات سبباً رئيساً في تثبيتِ أسعار المحروقات ؟ • ألم تكن المسيرات سبباً رئيساً في فتحِ ملفات الفساد؟ • ألم تكن المسيرات سبباً رئيساً في حصولِ المعلمين على نقابتِهم؟ • ألم تكن المسيرات سبباً رئيساً في تثبيتِ الكثيرِ من عمال المياومات و رفعِ رواتبِ الكثيرِ من العمال؟ هذه بعضٌ من نتائجِ المسيرات ... و أتوجّه بالسؤالِ لأعدائِها: ماذا فعل الحوار و السبات الذي نطبقّه منذ ال 89 كأقربِ تاريخٍ لبدءِ الإصلاح؟؟؟ مديونية و فساد و فقر و تفكك و انهيار اخلاقي و اجتماعي ؟؟؟ إخواني... إن لم نلتقط هذه اللحظة والفرصة فسيفوتنا قطار الإصلاح و سنقبع في ذيل الدول العربية بعد عدة سنوات و هذا هو وقت الأِصلاح فلنحمي وطننا و نمارس الضغط المستمر على الحكومات حتى تصلح و لا تتكاسل و ذلك بمسيراتٍ سلميةٍ تخرج في كلِ المحافظات اللذين هم أحوج للإصلاحات من أهل عمّان ، و لا تنساقوا وراء الروايات الحكومية و الجهات الرسمية و اللذين يرون في الاصلاح الاخطر الاول عليهم و على مكتسباتهم .