الملك مصونة لا تُمس ... والحكومة تقرع الجرس كتب : نجم الدين الطوالبة حين تصبح المتاجرة على ظهر الوطن وسمعة الوطن وأمن الوطن ومنجزات الوطن و(أردنية الوطن) سلعة رخيصة تباع وتشترى في الأزقة والشوارع والدواوير ، كما كانت تباع وتشترى الجواري والعبيد والقوارير الفخارية في سوق عكاظ ، نضطر عندئذ أن نقول لسماسرة الحروب والفتن ، ونقول لتجار الطبول الفارغة التي تقرع هنا في الداخل ، ونقول لأصحاب الأبواق والمنابر الهدامة التي تتقيأ هناك في الخارج ... كفى فقد بلغ السيل الزبى . واليوم حين نضطر (كأردنيين من كافة المنابت والأصول) للإعلان عن منهجيتنا وفلسفتنا ونظرتنا للأيام القادمات من مستقبل الأردن الذي هو وقيادته في حماية الله إلى يوم الدين ، نعلن بكل عزم وحزم وافتخار ، أن فكرة جماعة (الإخوان الأردنيون) وذراعها السياسي الذي هو حزب جبهة العمل الأردني قد بدأت منذ اجتماعها الأول بتاريخ 23/1/2010 أي قبل أربعة عشر شهرا ، وكانت الرؤيا المتفق عليها هي الوصول إلى أعداد تنظيمية تتجاوز الثمانية آلاف عضو بحلول 1/1/2012 ، ولكن يبدو أن الظروف قد تغالبت ، وان المؤامرات قد تكالبت ، وأصبح من باب فرض الكفاية أن نعلن عن قيام جماعة (الإخوان الأردنيون) بأعدادها التنظيمية والبالغ عددهم (4256) عضوا اعتبارا من اليوم كحزب سياسي تحت التأسيس . إن الفلسفة التي تقوم عليها عضوية المنتسبين لحزب جبهة العمل الأردني هو كل أردني يضع التاج الهاشمي على جبهته ، ويضع النظام الملكي بكل صلاحياته الدستورية دون تحديد في قلبه ، ويكون قد خدم ولو ليوم واحد وتشرب حليب البطولة في أي من وحدات القوات المسلحة الأردنية أو المخابرات العامة أو قوات الدرك أو الأمن العام أو الدفاع المدني . وحيث أن حزب جبهة العمل الأردني / تحت التأسيس يؤمن بالتغيير المنطقي ومن خلال الحوار (فقط) ولا شيء غير الحوار لتعديل أو تشريع أي قانون ، ويحارب كل من يتطاول بطلباته لتحديد صلاحيات الملك ، أو الترويج للنزعات الإقليمية أو الطائفية ، أو التطاول على أي من الأجهزة الأمنية للدولة ، فإن كوادر الحزب لن تتوانى عن النزول إلى الشارع العام وإعلان التعبئة الجماهيرية ، إذا بقي البعض مصرا على إلغاء قدسية صلاة الجمعة واستبدالها بإغلاق الطرقات والدواوير العامة وخصوصا الذي يقصدون من مسيراتهم (عدم إماطة الأذى عن الطريق) . هناك مزاودة ... وهناك زيادة ، فأما المزاودة فقد انكشفت خباياها وأساريرها خلال اثني عشر أسبوعا من المسيرات والمظاهرات والإعتصامات والنوم تحت الجسور والدواوير والساحات العامة ، وأما الزيادة ، فقد زاد البعض ملوحة المنسف الأردني الذي لم نعد (نجتمع) للأسف إلا عليه ، وذلك بقصد تنفير الأسرة الأردنية من محاكاة ومغازلة أفرادها (بالحسنى) بكل ما يحيق بهم من ظروف عربية وعالمية تحرق من أمامها الأخضر واليابس . كفى أيها الإخوان والأعمام والأخوال ، فليست هكذا تورد الإبل ، وليس هكذا يتم العزف على أوتار الوطن الأردني الذي نعشق ، لأن العزف بقوة وبشدة وبعصبية لا ينتج لحنا ، بل ينتج صوتا هشا يزعج العازف ويزعج الجيران ويزعج الشجر والحجر والبشر . فإذا كان البعض ما زال يهدد بأنه سينزل للميدان متظاهرا غداة صلاة كل جمعة ، فنحن أيضا سنكون ليس في ميدان واحد بل في عشرات الميادين وبعشرات المدن ، وحين نحمل العلم الأردني في مقدمة مسيراتنا الهادئة ، نحمله لأننا نخاف على هذا العرين الأردني الهاشمي وليس لأننا (بلطجية) ، وحين نحمل صور جلالة الملك فوق رؤوسنا لأننا نؤمن (أن الملك مصونة لا تُمس) وليس لأننا (بلطجية) ، وحين نهتف بصوت واحد عاش الأردن يا بو حسين ، نهتف لأن رئتنا اليسرى هي الأردن ورئتنا اليمنى هي ابو حسين ، وليس لأننا (بلطجية) . نحن في حزب الإخوان الأردنيين لسنا ضد الرأي أو أي رأي آخر ، ولكننا ضد من تسول له نفسه ظاهرا أو باطنا المساس بكرامة الوطن الأردني أو إقصاء مواطنيه الأردنيين من شتى أصولهم زمنابتهم ، ولسنا ضد المسيرات الهادفة ولكننا ضد المسيرات الهادمة ، ونحن نؤمن أن الفاسدين في الأردن يملكون ماكنات متخصصة بتفريخ الفاسدين ، وان اجتثاث الفساد والفاسدين والمفسدين يتأتى من خلال الإلتفاف حول مؤسسات الدولة وتقويتها لتكون قادرة على التعامل بحنكة ودراية مع ملفات الفساد ، ولكننا ضد الذين يتخذون من أيام الجمع أعراسا لأبواقهم بحجة القضاء على الفساد بواسطة التخوين اللامعقول أو (التخييم اللامسؤول) . تسعون بالمائة من شباب الرابع والعشرين من آذار نضعهم في قلوبنا محصنين دائمين ، ولكن ليس بالطريقة التي قام فيها بعضهم بتدنيس مايكرفون التلفزيون الأردني بهذه الطريقة الوقحة ، وكان الأولى بفريق التلفزيون أن يقوم هو بطرد هؤلاء الدخلاء من منصة لم يحلموا الحديث من خلالها إلا في زمن الردة وزمن الدواوير، لو كان هؤلاء يفهمون أدنى درجات الكرامة الإنسانية والمهنية بتصرفهم المنبوذ أمام مراسلي أجهزة الإعلام العالمية وهم يسقطون مايكرفون التلفزيون الأردني أرضا ، لو كانوا يفهمون ذلك لتذكروا على الأقل ماذا يعني حفاظهم على كرامة مايكرفون الجزيرة في الأرض الأردنية ، وماذا يعني تدنيسهم لكرامة مايكرفون التلفزيون الأردني على الأرض الأردنية . انتهى الوقت ... وانتهى الزمن الذي إضطررنا فيه على مدى سنوات أن نكظم الغيظ كُرها عنا ، فهذا زمن لا بد فيه أن نقابل المسيرة المدسوسة بمسيرات ، والمظاهرة المسيسة بمظاهرات ، والكلمة النابية بكلمات والسيئة المقصودة بسيئات ، والمؤامرة الدنيئة بمؤامرات ... إذا كان البعض يعتقد أننا ضعفاء في الرد ، لا فنحن لسنا ضعفاء لا في الرد ولا في الصد ، وإذا كان البعض يستغل فينا طيبة مثالية ، فقد قررنا بيع طيبتنا بالمزاد العلني لكي نشتري بثمنها خياما ملونة بالأحمر والأخضر والأسود والأبيض لنتفيأها في كل الساحات والميادين والشوارع والدواوير على مستوى المملكة ... وأخيرا ... فلن نعلن يوما محددا للنفير لا في الجمعة المقبلة ولا في السبت الذي يليها ، ولكننا سنرصد أقوال وأفعال الذين يعتقدون أن أيام الجمع لهم فقط ، وان الساحات لهم فقط ، وان دوار الداخلية لهم فقط وأن دوار الخارجية ليس لنا ولا لغيرنا ولكنه أيضا لهم فقط . فهذا وطن تعودت فيه النساء عند الولادة أن تعلم طفلها قبل أن يرى الشمس (يحيا الوطن وعاش المليك) هذا وطن لا تقوى رئة أي مواطن فيه على استنشاق الهواء إلا إذا كان (أوكسجينا هاشميا خالصا) . وليعلم هؤلاء الذين لا يتقيدون بحديث رسول الله بضرورة إماطة الأذى عن الطريق وعن الدواوير ، بأن آل البيت الأطهار هم ملوك على الناس والناس ما زالوا في أصلاب آبائهم نُطفاً ولم ينتقلوا بعد إلى أرحام أمهاتهم . وليعلم هؤلاء الذين يغررون بأبنائنا الشباب وتحويلهم إلى حطب لمواقدهم التي يشعلونها عقب كل صلاة جمعة ، أن الأردن أكثر سعة لإستيعاب هؤلاء الشباب من سعة دوار الداخلية ، وليعلم هؤلاء الذين يلوذون بالصمت ليلا ويظاهرون بالفعل نهارا أن مسيرات تخبطهم وإن كان عددها عشرين ألفا ، فإن هناك ستة ملايين ضد تخبطهم لم يخرجوا بعد ... لأن دوار الداخلية لا يتسع لستة ملايين أردني جاهزون ليقولوا لهؤلاء ولكل العالم أن شعارنا الأبدي هو ... الله ... والوطن الذي هو برعاية الله ... والملك الذي أسمه عبد الله .
نجم الدين الطوالبة مؤسس وكالة الجوهرة الإخبارية