هذه القصة ليست من قصص الخيال العلمي أو أنها قصة من قصص كتاب كليلة ودمنه لأبن المقفع أو من قصص كتاب الحيوان للجاحظ , أنها قصة حقيقية يتبين فيها بجلاء صورة لا أ غرب غرائب سلوك الحيوان ظهرت بالصدفة في فلم صورة أحد السائحين الهواة في إحدى المحميات الطبيعية في أدغال أفريقيا , تبثه بين حين و أخر قناة NATIONAL GEOGRAPHIC ABU DHABI)) , و أظن أن الكثيرين من الاخوة القراء الأعزاء قد شاهدوا هذا الفلم المثير.
في بداية الفلم تظهر ستة اسود بوضع قتالي في ثلاث مجموعات أي كل أسدين معا , تراقب وتتربص بقطيع كبير من الجواميس البرية يرعى العشب في المرعى الخصب بجانب البحيرة بطمأنينة وهدوء , ولكنه كان يتجه نحو هذه الأسود , وفجأة وبدون مقدمات تبدأ هذه الأسود بالانقضاض والهجوم السريع المباغت على القطيع , فينتبه القطيع لذلك ويستدير هاربا , ولكن الأسود تواصل هجومها السريع , وتختار فريستها من القطيع الذي كان عبارة عن عجل صغير , (وبالمناسبة هذه الحيوانات المفترسة تختار دائما فرائسها من الحيوانات الضعيفة التي لا تقوى على الفرار كالعجول الصغيرة أو المريضة أو القاصية أي البعيدة عن القطيع ) , وتستمر لبؤة شرسة تتبعها بقية الأسود في مطاردة ذلك العجل ,وبسبب قوة الهجوم وسرعته وشراسته , تقع مع العجل في ماء البحيرة القريبة , وبعد ذلك تصل بقية الأسود و يبدأون في محاولة إخراج العجل من البحيرة من اجل افتراسه , في تلك الأثناء يظهر تمساح كبير من تحت الماء يقوم بالهجوم على العجل ويمسك بأحد أطرافه الخلفية , و يبدأ صراع القوى على العجل المسكين بين ثلاثة اسود تحاول إخراجه إلى اليابسة والتمساح الضخم , ولكن الأسود تنتصر على التمساح وتخرجه من الماء , والغريب أن ذلك العجل كان مازال حيا رغم كل ما حصل له وبدأ الصراخ .
وهنا تكمن المفاجأة المذهلة , يسمع قطيع الجواميس صراخ ذلك العجل فيعود أدراجه بالكامل إلى منطقه القتال , وتقوم الفحول من ذلك القطيع بالهجوم على الأسود و تنطحها بقرونها القوية فتولي تلك الأسود هاربة , لقد نطح أحد هذه الفحول أحد الأسود الممسكة بالعجل , فقذفه عدة أمتار في الهواء من شدة الضربة,فولى هاربا من الخوف , وعاد العجل إلى أمه التي قامت بشمه ولحسه فوجدته سليما معافى , وانظم إلى القطيع .
لقد كانت بالفعل عملية إنقاذ حقيقية لذلك العجل المسكين , قام بها قطيع الجواميس , خارقة للعرف والعادة والمألوف والطبيعة , وتعتقد وأنت تشاهد هذا الفلم انك أمام حيوانات ربما تكون عاقلة بنوع ما من الذكاء الفطري الغريزي , الذي دفعها لتلبية نداء الاستغاثة الذي أطلقه العجل الصغير , بمنتهى الشجاعة والشراسة والبطولة .
واليك عزيزي القارئ المحترم فأنا لا ادعي أنني اسرد لك هذه القصة الحقيقية للمتعة فقط , ولكن لك أن تحللها كيفما تشاء وان تستنتج من خلال قراءتك لها ما تشاء ....والسلام عليكم .
ملاحظة : خلال بحثي عن المشهد في الإنترنت يمكنكم مشاهدته هنا
اوعلى هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=bsUh0Khw2iY&feature=related
طلب عبد الجليل الجالودي
talabj@yahoo.com