زاد الاردن الاخباري -
اقترن اسم ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في أذهان أبناء شعبه بالأمن والأمان والتطور الذي شهدته بلاده؛ من جراء ما قام به خلال توليه مناصب أمنية وعسكرية خلال السنوات الماضية.
مؤخراً سطع اسم ولي العهد الكويتي (الأخ غير الشقيق لأمير الكويت) من جديد، مع التكليف الذي حصل عليه لتولي إدارة البلاد بصلاحيات مؤقتة، بعد دخول أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح المستشفى، وإجرائه عملية جراحية تكللت بالنجاح وفقاً لما أعلن عنه الديوان الأميري وفق تقرير لموقع الخليج القطري
ويعتبر ولي العهد أحد مؤسسي الكويت الحديثة الذين ساهموا في إرساء دعائم الدولة وشاركوا في عمليات النهضة والبناء التي شهدتها عقب الاستقلال.
وتعتبر الكويت نموذجاً فريداً في المنطقة في إدارة السلطة، إذ اتسمت منذ نحو ثلاثة قرون، وهي فترة حكم عائلة "آل الصباح" البلاد، بالسلاسة، ولا يزال أفراد الأسرة يواصلون هذه السياسة العائلية، وسط إقليم مضطرب بالخلافات الداخلية والتدخلات الخارجية.
من هو ولي العهد
ولد الشيخ نواف في 25 يونيو عام 1937 في فريج الشيوخ (موقع مجمع المثني حالياً) بمدينة الكويت، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ الراحل أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم الكويت منذ 1921 حتى 1950.
درس الشيخ نواف في مدارس الكويت المختلفة وهي مدارس "حمادة" و"شرق" و"النقرة" ثم في المدرسة الشرقية والمباركية، وواصل دراساته في أماكن مختلفة من الكويت، حيث تميز بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي، كما أنه متزوج من شريفة سليمان الجاسم، ولهما من الأبناء الشيخة شيخة، الشيخ فيصل، الشيخ أحمد، الشيخ عبد لله، الشيخ سالم.
صدر في (فبراير 2006) أمر أميريّ بتزكيته ولياً للعهد، وبعد 13 يوماً بايعه مجلس الأمة بالإجماع للمنصب، ثم أدى اليمين الدستورية لتوليه المنصب أمام أمير البلاد والمجلس.
ويعكس اختيار الشيخ نواف الأحمد لولاية العهد ثقة أمير الكويت، بعدما وضع بصماته الواضحة في وزارات الدفاع والداخلية والشؤون والحرس الوطني، إلى جانب العديد من الإنجازات التي أهلته لأن يكون مسؤولاً ناجحاً في بناء وتنمية البلاد.
مناصب رفيعة وإنجازات تنموية
وتشير صحيفة "الراي" الكويتية إلى أن الإجماع الشعبي والبرلماني والسياسي على مبايعة الشيخ نواف الأحمد ولياً للعهد، لعله جاء "لكونه يتمتع بصفات إنسانية مليئة بالتواضع والرحمة والعدل؛ من خلال التعامل مع غيره داخلياً وخارجياً".
ومنذ استقلال الكويت مطلع الستينيات كان للشيخ نواف بصمة واضحة في العمل السياسي، ففي 21 فبراير عام 1961 عينه الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح -رحمه الله- محافظاً لمنطقة "حولي"، وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس عام 1978 عندما عُيِّن وزيراً للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- وبقي في الوزارة الأمنية حتى 26 فبراير 1988 عندما تولى وزارة الدفاع.
وبعد تحرير الكويت من غزو النظام العراقي، تولى الشيخ نواف الأحمد حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ابتداء من 20 أبريل 1991 حتى 17 أكتوبر 1992.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى الشيخ نواف منصب نائب رئيس الحرس الوطني واستمر في هذا المنصب حتى 13 يوليو 2003 عندما تولى وزارة الداخلية ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر العام ذاته بتعيينه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه ولياً للعهد في عام 2006.
ومن أبرز إنجازات الشيخ نواف قبل توليه ولاية العهد تحويل منطقة "حولي"، التي كانت عبارة عن قرية، إلى مركز حضاري وسكني يعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وأصبح العمران الحديث ينمو في أرجائها وبقية مناطق المحافظة.
تعزيز المنظومة الأمنية
وحين أسندت إليه حقيبة وزارة الداخلية الكويتية كان الهاجس الرئيسي له هو حفظ الأمن والاستقرار للوطن والمواطنين، وحرص على مجاراة العصر، ومواكبة التقدم العلمي في مجال الأمن، إذ عمل على تطوير وتحديث كل القطاعات الأمنية والشرطية، وتوفير الإمكانات المادية للنهوض بالمستوى الأمني، وإدخال الأجهزة الأمنية الحديثة، ورسم استراتيجية منظومة أمنية متكاملة لمكافحة الجريمة وضرب أوكارها في مختلف مناطق وحدود الكويت.
وحرص على الاستفادة من الثورة المعلوماتية في العالم من خلال توظيف تطبيقاتها التكنولوجية المتقدمة في عمل الأجهزة الأمنية المختلفة مثلما فعل بكل الوزارات التي تولى مسؤوليتها.
كما وضع الشيخ نواف الأحمد استراتيجية أمنية دقيقة لمنظومة شاملة تحمي الحدود براً وبحراً، إذ ترصد المنظومة الإدارية كل شبر من أرض الكويت، فيما تغطي القواعد البحرية المياه الإقليمية والجزر، أما المراكز الحدودية فتغلق الطرق أمام المتسللين، وتضبط كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلاد.
ويعد الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الحديث وإدارتها المختلفة خلال تولي مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من مارس 1978 إلى يناير 1988 والثانية من 2003 إلى فبراير 2006.
وخلال توليه وزارة الدفاع بالكويت حقق الشيخ نواف الأحمد نقلة نوعية فيها من خلال تطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، وتم تحديث وتطوير معسكرات الوزارة ومدها بكل الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
كما ترك ولي العهد بصمات إنسانية واضحة حين تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية، إذ سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، كما برهنت أعماله على نظرته إلى الطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.
وعندما تعرضت البلاد لمحنة عام 1990 (الغزو العراقي)، ساهم الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الغزو آنذاك، ووجه كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير بلاده واستقلالها.
وبعد عام 2000 حققت رؤيته الأمنية ثمارها وخصوصاً في التعامل مع الحوادث الإرهابية التي حاولت العبث بالبلاد، منها ما حدث في يناير عام 2005، عندما قاد بنفسه مواجهات ضد إرهابيين حينما كان موجوداً في مواقع الأحداث.
وحدة الخليج والجهود المشتركة
وعلى الصعيد الإقليمي، أولى الشيخ نواف الأحمد أهمية خاصة لأمن دول الخليج العربي من خلال مشاركاته في اجتماعات وزراء الداخلية للدول الأعضاء في المجلس، حيث تم تحقيق قدر كبير من التنسيق بين أجهزة الأمن الخليجية بهدف توحيد الجهود في مواجهة المخاطر.
ويؤكد ولي العهد الكويتي أن الأمن العربي جزء لا يتجزأ، وانطلاقاً من هذه الرؤية الاستراتيجية كانت مشاركاته في اجتماعات وزراء الداخلية العرب، وأسفرت عن إجماع عربي في دعم جهود العمل المشترك وأهمية تبني الحلول العلمية الشاملة لمواجهة مخاطر الإرهاب والمخدرات وغسل الأموال والفساد وسائر القضايا الأمنية الأخرى.
ومنذ أكثر من نصف قرن من الزمن، لا يزال الشيخ نواف الأحمد يقف إلى جانب جهود بلاده التي تدعو إلى وحدة الصف الخليجي وزيادة التنسيق على مختلف المجالات، وبدون شك يعتبر أقرب ساسة الكويت للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فيما يتعلق بالمصالحة الخليجية وجهود حل الأزمة اليمنية.