أحمد عريقات - قبل ثلاث سنوات وتحت اصرار " الحاح" من طفلتي الوحيدة ، أحضرت عصفوران للمنزل داخل قفص حديدي، وبدأت معركة الحرص على بقاءهم احياء يغردون في الصباح والمساء، وتم احضار الطعام المناسب، والقيام بتنظيف قاعدة القفص من قاذوارتهن، ونقلهم في الصباح الى بلكونة المنزل، واعادتهن في الليل الى داخل المنزل، وهذا واجب يومي تم توزيع القيام به على بقية أفراد الأسرة بشكل يومي، واستمرت تلك المعركة إلى ان في صباح أحد الايام جاءت صغيرتي تحدثني بصوت خافت بأن أذهب معها الى البلكونة كي اشاهد شيء ما يحدث مع عصافير منزلنا المغردات، وكان المشهد متمثل في وجود عصفور من نفس فصيلة عصافير منزلنا يقف أعلى القفص ممعن النظر بعصافير منزلنا، وكان هناك حوار صاخب بينه وبين عصافير منزلنا، وهو حوار يقدم معنى واحدة فقط هو؛ أنه عصفور حر خارج القفص يغرد في كل مكان ومن على أي غصن في الوطن، وعصافير منزلنا معتقلات في القفص؟ ، وكردة فعل طبيعية قمت وبكل هدوء بفتح باب القفص واطقلت عصافير منزلنا المعتقلات، ورغم رفض طفلتي لما فعلته إلا أنني في النهاية توصلت لصيغة اتفاق معها تنص على ؛ أن لا نحضر عصافير الى منزلنا ونعتقلهن في قفص حديدي، ونقوم في نفس الوقت بوضع حوض خاص به مصدر للماء وطعام ونعلقه على حافة البلكونة ، وبذلك يصبح لدينا عصافير تغرد في قفص كبير بحجم الوطن.