غياب اختيار أم تغييب اضطرار ... لصالح من يقصى الأمير الحسن عن المشهد الأردني أضاءت قناة رؤيا الفضائية قلوبنا عند استضافتها سمو الأمير الحسن بن طلال،للحوار معه حول جملة من القضايا،ذات الاهتمام المجتمعي المشترك،محليا وعربيا وعالميا. اللقاء،جعلنا نتسمر أمام الشاشة لمتابعة تحليل سموه للمشهد المأساوي الذي نعيش تفاصيله، خصوصا وانه جاء - أي اللقاء - بعد أحداث الجمعة الدامية التي شهدها دوار الداخلية،وعلى وتر ما يوصف بالثورات العربية،اللقاء جاء بعد غياب دام أكثر من أحدى عشر عاما. جعلت أمي تقول (الله على أيامك يا ابو راشد) الحديث حمل الكثير من الذكرى،أعادنا إلى تلك الضحكة المجلجلة،التي مثلت جوازا لسفر الأمير صوب قلوبنا المشتاقة،بصحبة قامة فكرية نعتز ونفخر بها،نفقدها على الرغم منا ....عذرا سمو الأمير ليس بأيدينا حيله. مع ذلك،بقدر فرحنا بإطلالته،لا ننكر أننا أصبنا بالحزن،بعد تغييب دام لسنوات – لا أقول غياب لأسباب لا يجهلها مجتمعنا الأردني - لم نراه خلالها على أي شاشة فضائية أردنية أو صحيفة أو إذاعة.وكان البعض يضمر طمس صورته،من الذاكرة الجمعية للمجتمع الأردني. في عين السياق،اذكر خلال عملي الصحفي في أحدى الصحف اليومية،ذك اللقاء الذي قدَم به احد الزملاء،طائرا من الفرح،بعدما حاور سمو الأمير الحسن بالصدفة،حول عدد من القضايا المحلية،الا أن الطامة الكبرى،تمخضت عن منع ادراة الصحيفة،نشر الحوار،لأسباب برُرت يومئذ بأنها خارجة عن أرادة الصحفية!!!!! أليس من المحزن بمكان،رؤية الأمير المفكر،يستشار من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة،والعديد من الدول الغربية والعربية،ولا يستشار في أرضة،أرضة التي اسقط في تربتها –ابو راشد - مطر روحه،وخلاصة عمرة،أليس من العار كل العار أن لا يقدم الحسن إلى مصاف صانعي القرار،خاصة في هذه المرحلة الحرجة،التي نقف بها على كف عفريت!!! أبات سمير الرفاعي وباسم عوض الله وعلى أبو الراغب وغيرهم،ممن سحبوا الأردن،موارداً،أموالا،ومشاريعاً لجيوبهم المثقوبة،بعدما اعتبروه شركة خاصة،هل هؤلاء،أفضل وأهم من الأمير،أم تراهم أجدر بالقرب من عقل الدولة وقلبها منه!!! الأمير،مفكر استراتيجي استشرافي بشهادة القاصي والداني،في عين الوقت هو عملي إنتاجي،قادر على استثمار الذكاء الأردني في البناء - رؤيته مشيده على الاستثمار في الإنسان،لا في العمران- لا يعمد او يتكل على الأوهام الطوباوية،التي أغرقت مجتمعنا. نعم،نحن اليوم بأمس الحاجة إلى فكر الحسن،مشاريعه،ووصفاته العلاجية والاستئصالية، خاصة وان هذه الفترة هي الأشد حرجاً من عمر المملكة الرابعة،التي غرقت على يد ثلة ممن يتقنون فن وطنية النفاق مكافئيلي الهدام،القائم على الإعلاء من مرابح جيوبهم الارتفاع بكروشهم، لا أوطانهم ،بحيث يكون سيفا هاشميا بوجه،فئة انهمكت في الضحك علينا وعلى وطننا. الأمير الحسن اكبر المطلعين على طبيعة المجتمع الأردني وحاجياته،ومكامن الخلل،ومواطنا التقصير،بل هو قادر على إسقاط الحرامية الفاسدين الذين تكاثروا بعد تغييبه،لذا هو قادر على علاج ما يحتاج علاج،وأجراء الجراحة الأزمة لكل من يحتاج لها. للتخلص من كل الالم الذي سببوه لنا. نحن بحاجه الى الأمير،فكرا وعملاً،هو أولى بالاستشارة من الغريب،بل هو صحاب مقدرة عملية إنتاجية اكبر وأكثر أثرا من جيوش المستشارين أصحاب أقنعة البطالة المحببة،أسهمت في أثقال كاهل حكوماتنا القائمة على التقوقع والانغلاق. في النهاية : يا ترى هل مازلت سمو الأمير تحب(الجعاجيل)هل مازلت تعشق قلاية البندورة على الحطب....اشتقنا لك لا ننكر،لضحكتك المجلجلة التي حفرت في قلوبنا جروحا لا تندمل،اشتقنا لك،ولا نستطيع الوصول الى أستار رؤيتك....سيدي ابو راشد استحلفك بالله أن لا تطيل الغيبة،سافر سيدي وارجع ولا تطول برا الغيبة...نحن بحاجه اليك،فقد كثر الحرامية وقطاع الطرق التي تسللت واخترقه الأردن على شكل شركات استثمارية،سيدي كثر الفساد،وهُربت البلاد إلى الخارج،وربط امننا بأمن إسرائيل،شعبنا لا يستطيع قول لا ... بوجه هؤلاء ... نحن لا نملك كرتا احمرا لطردهم او موتا اسودا لإراحتهم من أعمارهم الفاسدة النتنة. ماذا لو كان الأمير هو احد مخططي الإستراتجية الأردنية في المرحلة القادمة ؟؟؟؟ تخيل معي أيها القارئ الكريم. الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمته من الله وبركه
خالد عياصرة Khaledayasrh.2000@yahoo.com