بسم الله الرحمن الرحيم مقـــــام الملــــــك الوحدة .. والوجدان! شحادة أبو بقر تأدبا واحتراماً لا اكتب عن شخص "الملك" وإنما عن "مقامه"، وأذهب إلى نهاية الشوط وبكل الصدق والتجرد والإيمان بإذن الله لأقول، ان الملك الشخص والمقام هُنا في الأردن تحديداً وفي الذهنية الجمعية للشعب كله ومن شتى المنابت والأطياف والمشارب000 "حالة خاصة" لها في النفوس المؤمنة وقع خاص، واحترام خاص "ومكانة خاصة"، والعائلة الهاشمية الكريمة هي بالضرورة وبالإجماع محط التقدير والإعزاز والاحترام في القرية والمخيم والريف والبادية والمدينة على حد سواء، ولحظة يظهر الملك في المشهد تتلاشى تماماً كل مواطن الشطط والعتب والغضب ويتوجه العاتب والغاضب والناقم فوراً صوب الملك شاكياً همه وعارضاً الأمر في مشهد معبر عن الأبوة والبنوة في أقصى تجلياتها، ولا يملك أردني أن يزايد على أردني آخر في محبة الملك الشخص والمقام معاً، إلا إذا كان جاهلاً أو منفلتاً من عقاله أو هو حسن النية ولكن يحتاج إلى أن يتعلم أصول الخطاب وفن التعبير!. في الثقافة الشعبية الأردنية الراسخة ومنذ البدايات وإلى مالا نهاية، الملك "أب" قبل أن يكون حاكماً، ولهذا فإن لنظام الحكم في المملكة الأردنية الهاشمية خصوصيته دون سائر دول الأرض قاطبة، والنظام هنا وبالذات مقام الملك مرجعية وطنية وإنسانية عليا تنحاز ايجابياً للحق وللأغلبية والسواد الأعم، وليس لتطلعات فرد أو مجموعة أو قلة مهما كان شأنها، باعتبار ان الشعب هو مصدر السلطات كلها!. كان الآباء والأجداد يخاطبون الراحل الحسين باسمه 00 " يا حسين"00 ويقبلها الملك بنفس طيبة عنوانها أدب الملوك الجم، واليوم يخاطب بعضنا الملك أيده الله باسم عزيزُه وولي عهده 00 "يا أبو حسين"00 وبذات النفس الطيبة وبذات الأدب، يقبلها الملك تماماً لا بل ولها بالضرورة في نفسه وقع إنساني حسن000 هذا المشهد الوطني المعبر في العلاقة بين الحاكم والمحكوم عندنا حالة فريدة لا مثيل لها في دول ومجتمعات الأرض. أجزم أن من يلتقي الملك الهاشمي وجهاً لوجه، ينتهي غضبه أو عتبه وكل انطباعاته التي قد يكون بناها خطأ أو بفعل حاقد أو ناكر أو متهور، وهؤلاء الهاشميون الكرام لهم ميزة عن سائر من هم سواهم، فهم "والكلام موجه إلى كل صاحب ضمير حي" أحفاد محمد صلوات الله وسلامه عليه، وهم ورثة جيل عربي إسلامي عظيم سعى صادقاً وجريئاً وحراً من أجل دولة عربية إسلامية عظمى في الشرق كله، دولة تحفظ كرامة العرب وتضمن لهم الحرية والانعتاق وقيادة أمة الإسلام العظيم صوب ذرى المكانات بين الأمم، وهنا استذكر وأُذكِّرُ الجيل الراهن وليس هناك كما يبدو من يذكر، بواقعة "البيعة بالخلافة" التي أنجزها رجال الأردن في "السلط" الشماء لشريف مكة الراحل "الحسين بن علي" رحمه الله عام 1924، فقد كانت بيعة "خلافة" بكل ما تحمله الواقعة من معنى، لتسير الأمور تالياً نحو غدر الحلفاء، واقتصار الأمر بسطوة وظلم الحلفاء آنذاك على "إمارة أردنية" تظلنا اليوم جميعاً ومن شتى المشارب مسلمين ومسيحيين ومن كل الأجناس المحترمة. وترى بعضنا ولقصر ممعن في مدى النظر، يتقاتلون عليها. والقدس الشريفة تئن على مرمى البصر، وليس في نفوسنا وفي جعبتنا غير البيانات والخطب الرنانة ثم لشأننا نمضي وكأن القدس والمسجد والكنيسة والشعب الرازح هنا تحت وطأة ظلم وقمع نجس الصهاينة 000 يقتاتون خطباً وبيانات ومواقف زائفة أسباب زيفها وسقوطها كامنة فيها للعيان!. الهاشميون عائلة كريمة وهم وعلى رأسهم "الملك" نقطة الارتكاز وأساس البناء وعماد التوازن في وجود دولتنا وانتظام العلاقة الوجدانية بين شعبنا الواحد بكل أفراده دون استثناء لأحد، والذين يتحدثون اليوم عما يسمونه "ملكية دستورية" وما شابه من مصطلحات غريبة، ومنهم رجال محترمون وعليهم عتب، يتوهمون أن الأردن سويسرا أو هولندا، وبعضهم ولا أتردد 000 له تصورات لا تنسجم ولا تخدم وتتعارض تماماً مع المصالح العامة والعليا للدولة وهذا الشعب الكريم المسكون كله بهموم يومه وقوت عياله راضياً بفقره متطلعاً إلا الإصلاح ونبذ الأخطاء وتصحيح المسار وإزالة ما يخالطه من خطأ أو عبث أو شذوذ!. نعم 000 "مقام الملك" وبكل خصوصياته وتجلياته يجب أن يبقى بذات المكانة في نفوسنا كافة، احتراماً لهذا المقام من جهة، وحرصاً على سلامة المسيرة ووحدة الصف وصوناً للنسيج الاجتماعي المحترم حيث الجميع "أكرر الجميع" مواطنون محترمون كرام في بلد صغير السكان والمساحة محدود الإمكانات مستهدف من شراذم الصهاينة الأشرار الذين وللأسف يتلذذون بانقسامنا وخلافنا ويلقون لنا بـ"الطُعم" المسموم عندما يقول عتاتهم وأشرارهم وهم جميعاً أشرار، أن الأردن هو فلسطين، فترانا نبتلع الطُعم ويشتد بأسنا فيما بيننا ويذهب "وللأسف ثانية" عقلاؤنا قبل جهلتنا حثيثاً نحو جر البلد صوب الهاوية في مشهد قد يجعل منا لا قدر الله "صومالاً" جديداً!. أدرك أن بعض من غُسلت أُدمغتهم وبعض الواهمين والمتوهمين لن تعجبهم كلماتي وسيذهبون إلى وصفي بما يروق لثقافتهم السياسية العفنة "وأعتذر لهذا التعبير الذي لم أجد سواه"، لكنني وبوازع الإيمان الصادق الذي لا زيف فيه بإذن الله، أرى أن مصلحة الأمة تقتضي من كل مؤمن حق، تجسيد خطاب عقلاني راشد يؤكد أن " الملك الشخص والمقام معاً" ليس ثابتاً وطنياً وحسب، بل وإنسانياً أيضاً، وأن الأردن "مُلك مشاعٌ" لكل أهله وعليهم احترامه والدفاع عنه وعن وجوده وعن مكتسباته في ظلال الراية الهاشمية مكتملة الأركان والصلاحيات والمكانة، وأن الإصلاح حق وواجب، وأن لا عدو لنا في هذا الوجود إلا "الصهاينة" المتربصين بنا جميعاً بعد أن تحقق حلمهم الأول في اغتصاب سائر فلسطين الحبيبة. نعم000 راضون نحن بفقرنا وألمنا إذا كان البديل هو الشر والهوان والانقسام، وواثقون نحن بعون الله إن بلدنا أفضل بلاد الأرض قاطبة، وأن شعبنا العظيم الطيب، أفضل شعوب الأرض قاطبة، وأن على القلة السائرة بنا نحو المجهول باسم الإصلاح أن يتقوا الله ببلدهم وبأولادهم وعائلاتهم وفينا جميعاً، وأن على الكثرة الطيبة الداعية ببراءة وصدق إلى الإصلاح، أن تواصل طريقها بروية وتعقل واتزان، وإلا فالبديل "كارثة" لا سمح الله، وسيتحمل الجميع المسؤولية بين يدي الخالق جلت قدرته وأمام شعبنا وأجياله، وهذا البلد ليس مطية ولا هو بالغض أو الهش إلى الحد الذي قد يتصور فيه بعض الجهلة أن خراب مالطا ممكن، ومرة ثانية وثالثة وعاشرة، فالعتب كل العتب على شيوخ كرام أجلاء يتركون الساحة في الوقت الحساس والعصيب لمن لا يدركون العواقب والتبعات المرة والمريرة، ولا أدري كيف ينامون وتقر عيونهم وهم يدركون كل الإدراك ومنهم من "أسرَّ" لي بذلك، أن التطرف والغلو يأخذ مكانه على أيدي قلة قليلة وأنهم هم لا حول لهم ولا قوة!!!. ختاماً ولأننا مؤمنون حقاً، ولأننا نزعم الحرص على سلامة مجتمعنا ووحدة صفه نقول، الملك شخصاً ومقاماً مصون من كل تبعه وله الاحترام والدعم والثناء، ففي هذا سبيلنا إلى النجاة من كل شر، وطريقنا نحو الإصلاح الصادق الذي يضعنا كلنا شعباً ونظاماً وسلطات على المسار الصحيح الذي يفضي بنا إلى حيث نريد ونطمح، وقدرنا الطيب بإذن الله، أن نعيش معاً بمودة وتراحم وأخوة على هذه الأرض الغالية، نسلم أمرنا إلى من لا يتخلى أبداً عن عباده الصالحين حقاً، المحترمين حقا، البعيدين كل البعد عن مواطن التنازع والفرقة والانقسام والعنصرية الهدامة. والله وحده دون كل العابثين ودعاة الفرقة والعاملين عليها000 من وراء القصـــد، ولا حـول ولا قـــــوة إلا بالله.
شحادة أبو بقر عمّان في: 30/3/2011